أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الإثنين، عن استعداد بلاده لاستئناف العلاقات مع السعودية، وفتح سفارتي البلدين، إذا كانت الرياض مستعدة لذلك، معتبراً أن على الرياض اتخاذ قرار بشأن اتباع سياسة بناءة مع طهران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن عبد اللهيان قوله في منتدى طهران الثالث للحوار: "نرحب بإعادة بناء الثقة والتعاون البناء مع دول الجوار خاصة الدول الخليجية"، معرباً عن "استعداد إيران لعقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع والخارجية لدول الجوار والدول المطلة على الخليج الفارسي، لإرساء الأمن في المنطقة بالتعاون مع هذه الدول ولنحظى بعالم يسوده السلام".
وقال: "نعتبر جيراننا في غرب آسيا الذين نتشارك معهم القواسم الحضارية والثقافية والدينية، بمثابة إخواننا، ونعتبر أمن ورفاهية هذه الدول من أمننا ورفاهيتنا"، لافتاً إلى أن توفير الأمن والاستقرار في منطقة غرب آسيا، وتعزيز أسس الصداقة في المنطقة، يعتبران من السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وذكر تقرير نشرته وكالة "أسوشييتد برس" اليوم الإثنين، أن المحادثات الدبلوماسية التي يتوسط فيها العراق، بين الخصمين الإقليميين، إيران والسعودية، توقفت، بسبب مزاعم طهران بأن المملكة لعبت دوراً في التحريض الأجنبي المزعوم على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، بحسب مسؤولين عراقيين كُثر تحدثوا للوكالة شرط عدم الكشف عن هوياتهم.
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الشهر الماضي، إن العراق طُلبت منه مواصلة تسهيل الحوار بين الجانبين. ومع ذلك، لم يُحدَّد موعد للجولة السادسة المتوقعة من المحادثات، والتي ستستضيفها بغداد، بسبب رفض طهران لقاء مسؤولين سعوديين مع دخول الاحتجاجات شهرها الرابع، وفقاً للمسؤولين العراقيين.
وقال النائب العراقي وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان عامر الفايز، إن "المفاوضات الإيرانية السعودية تعثرت، وسيكون لذلك أثر سلبي على المنطقة".
وفي أول زيارة رسمية له إلى طهران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استفسر السوداني عن استئناف المحادثات، وذكر أنه سيتوجه إلى الرياض قريباً، لكن الإيرانيين أخبروه أنهم لن يلتقوا نظراءهم السعوديين، واتهموا المملكة بدعم الاحتجاجات التي تشهدها البلاد من خلال قنوات إعلامية تمولها، بحسب مسؤول عضو في ائتلاف "الإطار التنسيقي".
وأكد هذه المعلومات خمسة مسؤولين عراقيين، بينهم مسؤولون حكوميون وأعضاء في جماعات مسلحة مدعومة من إيران وشخصيات في أحزاب سياسية شيعية، وفق "أسوشييتد برس".
خبراء الطاقة الذرية يغادرون إيران بعد محادثات
من جانب آخر، أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية غادروا طهران اليوم الاثنين بعد أن أجروا محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي.
وقالت إن وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة ماسيمو أبارو نائب المدير العام للضمانات أجرى محادثات مع مجموعات إيرانية واجتمع مع محمد إسلامي.
وأضافت أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بخصوص "التعاون والبرامج المشتركة المستقبلية إضافة إلى القضايا ذات الصلة بالضمانات".
وأرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فريقها سعياً لتسوية أزمة تعود لسنوات وتتعلق بالتحقيق بشأن العثور على جزيئات يورانيوم في مواقع لم يصرح عنها، في إيران.
وتطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منذ سنوت، طهران بإعطاء تفسير لوجود يورانيوم في ثلاثة مواقع غير مصرّح عنها، وطلبت "الوصول إلى مواقع ومواد" وجمع عينات.
في 9 ديسمبر/كانون الأول قال إسلامي إن آثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في إيران، استقدمت إلى البلاد من الخارج.
وفاقم العثور على آثار لمواد نووية في مواقع غير مصرّح عنها، التعقيدات التي تعوق إحياء الاتفاق المبرم في عام 2015 بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي الذي يترنّح منذ عام 2018، بفعل انسحاب واشنطن منه في عهد دونالد ترامب.