وأوضحت المصادر أن هناك ثلاثة تيارات تنادي بالاندماج بين فصائل المعارضة السورية المسلحة، وكل تيار ينادي وفقا لأفكاره وأهدافه، حيث يعرض البعض فكرة الاندماج بين فصائل الجيش السوري الحر التي ترفع علم الثورة وبين الفصائل الإسلامية، باستثناء تنظيم "جبهة فتح الشام"، بينما ينادي تيار آخر باندماج الفصائل الإسلامية والجيش السوري الحر تحت قيادة واحدة، ويتم ضم "جبهة فتح الشام" بعد نزعها لكافة الشعارات الخاصة بها واندماج عناصرها مع بقية الفصائل بعد نزع كافة المسمّيات، بينما ينادي طرف ثالث باندماج الفصائل الكبيرة والفاعلة دون فصائل أخرى.
وحذّر المصدر "من أنّ أيّ اندماج لا يكون مدروسا سيكون عبئا على الثورة السورية والمدنيين، وسيزيد من معاناتهم، وسيكون طريقا نحو الهاوية".
وأكّد المصدر أنّ "فصائل المعارضة السورية المسلّحة لها عقائد وأفكار مختلفة عن بعضها البعص وتوجّهات وأهداف مختلفة، ومن الصعب توحيدها، إلا في حال تم ترك كل الشعارات الفصائلية والرايات الحزبيّة ووضعت مصلحة الشعب السوري كهدف لكافة الفصائل".
وكان مدير العلاقات الخارجية السياسية لحركة أحرار الشام الإسلامية، لبيب النحاس، قال في سلسلة تغريدات له، أمس، على حسابه في موقع تويتر: إنّ هناك "مؤامرات في الخفاء لتدمير الساحة واستهداف من يرفض الاندماج المُصمم على مقاس البعض.. الساحة يتم تخييرها بين الذوبان في مشروع إيديولوجي حاد أو مواجهة الاستقطاب، والواقع أن الخيارات أوسع من ذلك، ولكنهم اعتادوا تضييق الموسع".
وأوضح النحاس أن هناك "من يدعو إلى تحالفات خطيرة وانتحارية، ويقوم بإدخال عناصر داعشية إلى إدلب"، مشددا على أن "الاندماج الصحيح لا يبنى على اتفاقيات سرية والتهديد والاستقواء بالغلاة، ولا يتسبب في زيادة عزلة الثورة، بل يُبنى على تأييد شعبي حقيقي".
ودعا النحاس إلى التأني في الاندماج قائلا: "الاندماج هدف الجميع ولكن ليس بأي ثمن، والتأني لا يعني التّعطيل، والاعتبار من أخطاء الماضي واجب، وقراءة الواقع بدقة مقدمة على العواطف.. اندماج الجبهة الإسلامية فشل رغم التقارب الكبير بين الجميع والعلاقات الأخوية واللحظة الثورية المواتية، فما بالكم باندماج مشبع بالتناقضات"، مؤكدا أن "معركة حلب كشفت أنّ المعركة تحتاج أدوات أخرى غير العسكرية".