استمع إلى الملخص
- أدانت حكومة الحوثيين الهجمات، مشيرة إلى مقتل ستة وإصابة أربعين، واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي، مؤكدة استعدادها للرد. كما دانت حركة حماس القصف واعتبرته امتداداً لسياسة الإرهاب الإسرائيلية.
- شاركت 25 طائرة إسرائيلية في الهجوم، مستهدفة بنى تحتية حوثية. أكدت إسرائيل مسؤوليتها واستعدادها لمواصلة استهداف التهديدات المحتملة.
القصف استهدف مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت نفطية
الغارات على مطار صنعاء استهدفت برج المراقبة ومدرج المطار
هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقاً بالهجوم
أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بأن أصوات انفجارات سُمعت في مدينة صنعاء في اليمن، مساء اليوم الخميس، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تلك الغارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية. واستهدفت الغارات مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت نفطية ومحطات كهرباء. وأوضح مصدر عسكري في حديثه مع إذاعة جيش الاحتلال أن هذه الغارات "هي الأوسع" التي يشنها جيش الاحتلال على مواقع في اليمن.
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية بعدة غارات تركزت على برج المراقبة ومدرج المطار وصالة المغادرة، بالإضافة إلى طائرات مدنية داخل المطار، في ظل أنباء عن خروج المطار عن الخدمة نتيجة الأضرار التي لحقت به. واستُهدِفَت أيضاً محطة حزيز لتوليد الطاقة الكهربائية جنوب صنعاء، وهو الاستهداف الثاني لها بعد استهدافها الخميس الماضي. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي ثلاث غارات على محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، استهدفت ميناء الحديدة ومحطة رأس الكثيب لتوليد الطاقة الكهربائية. وأدت الغارات الإسرائيلية التي نُفِّذَت بالتزامن مع بثّ كلمة متلفزة لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي إلى تصاعد سُحب الدخان من الأماكن المستهدفة.
يشار إلى أن هذه هي المرة الرابعة التي يستهدف فيها الطيران الإسرائيلي أهدافاً داخل اليمن، حيث شنّ غارات جوية في يوليو/ تموز، وغارة أخرى في سبتمبر/ أيلول على محافظة الحديدة الساحلية، كما شن غارات جوية على صنعاء والحديدة الخميس الماضي، بالإضافة إلى غارات اليوم.
وفي وقت لاحق، قال المكتب السياسي لجماعة الحوثيين إن "العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية والخدمية والبنية التحتية في صنعاء والحديدة يكشف عن مدى الإجرام الصهيوني، وأنها لن تثني شعبنا عن المضي في إسناد غزة وشعبها ومقاومتها مهما أوغل العدو في انتهاكاته واستباحة المدنيين". كما قدم تعازيه لأسر الذين "ارتقوا على طريق القدس وموكب الجهاد الموعود والفتح المقدس". وأكد المكتب السياسي جهوزية الحوثيين في "الرد السريع على العدوان ومقابلة التصعيد بالتصعيد دون حسابات أو تراجع".
حكومة الحوثيين تندد
وقالت حكومة صنعاء التابعة للحوثيين (غير معترف بها دولياً) إن العدوان الإسرائيلي أدى إلى إزهاق أرواح ستة مواطنين وإصابة أربعين آخرين، فيما أعلن وزير النقل والأشغال العامة في حكومة الحوثيين، محمد قحيم، أن العمل في مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة سيُستأنف ابتداءً من الغد.
وأضافت حكومة صنعاء في بيان صادر عنها الخميس، أن العدوان الإسرائيلي استهدف مرافق خدمية حيوية. ولفت البيان إلى أنه إذ يمثل هذا العدوان انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، فإنه يؤكد لامبالاة العدو الإسرائيلي بالقانون والمجتمع الدوليين وبمنظمات الأمم المتحدة، فقد قُصف مطار صنعاء رغم علم العدو بأن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس كان يستعد لمغادرته وصعود طائرة الأمم المتحدة التي كانت جاهزة للإقلاع، وهو ما أدى إلى إصابة أحد أفراد طاقمها.
واعتبر البيان أن صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء هذا العدوان الصارخ أمر مروّع، فحقيقة أن طائرة تابعة للأمم المتحدة كانت موجودة في المطار وقت الهجوم، وأن كبار المسؤولين الدوليين تعرضوا للخطر، يؤكدان عدم اكتراث الكيان الصهيوني بمنظمة الأمم المتحدة التي من غير المعقول أن تقابل هذا العدوان الخطير باستهتار ودون اتخاذ إجراءات أكثر حسماً لمنع مثل هذه الهجمات وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
ويقول الإسرائيليون إن الغارات تأتي للرد على هجمات الحوثيين، حيث يشن الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي هجمات بالصواريخ البالستية والطيران المسير والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. كما تنفذ الجماعة هجمات بالصواريخ البالستية والطيران المسير على أهداف داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار ما تسميه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".
25 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم
إلى ذلك، أفاد موقع واينت العبري، بأن حوالي 25 طائرة إسرائيلية شاركت في الهجوم بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات استطلاع وأخرى للتزويد بالوقود. ونقل الموقع تعليق مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم: "قلنا إن الحوثيين سيدفعون ثمناً باهظاً. إذا لم يفهموا بالقوة، فسيفهمون بقوة أكبر". ومثل الهجوم السابق، تمت المصادقة على الهجوم من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس.
من جانبه، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان له، مساء اليوم الخميس، بمسؤوليته عن الهجوم في اليمن. وجاء في البيان أنه بعد مصادقة رئيس الأركان، ووزير الأمن، ورئيس الوزراء "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو قبل قليل بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية على أهداف لنظام الحوثي في القطاع الساحلي وفي عمق اليمن".
ووفقاً لبيان جيش الاحتلال: "من بين الأهداف المستهدفة بنى تحتية يستخدمها نظام الحوثي لأنشطته العسكرية في مطار صنعاء الدولي وفي محطتي الطاقة حزيز ورأس كنتيب اللتين تستخدمان بنية تحتية كهربائية مركزية لصالح نظام الحوثي، بالإضافة إلى بنى تحتية أخرى في موانئ الحديدة والصليف ورأس كنتيب في القطاع الساحلي في اليمن وفي عمقه".
وزعم جيش الاحتلال، في بيانه، أن "نظام الحوثي يستخدم هذه البنى التحتية لنقل وسائل قتالية إيرانية إلى المنطقة ووصول مسؤولين إيرانيين إليها". وأضاف: "لن يتردد الجيش الإسرائيلي في ضرب واستهداف كل جهة تشكل تهديداً على مواطني دولة إسرائيل مهما بلغت المسافة"، على حد تعبير البيان.
حماس تدين العدوان على اليمن
من جانبها، دانت حركة المقاومة الفلسطينية حماس، الخميس، القصف الإسرائيلي الذي استهدف مواقع في اليمن، واصفة إياه بأنه "اعتداء سافر بغطاء سياسي وعسكري أميركي". وقالت حماس، في بيان: "ندين العدوان الصهيوني على اليمن، ونعده امتداداً لسياسة الإرهاب التي تنتهجها حكومة الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة، بدعم سياسي وعسكري من واشنطن وبعض العواصم الغربية".
وأضافت: "نثمن المواقف اليمنية التي عبّر عنها الإخوة في حركة أنصار الله (الحوثيين) وتأكيدهم أن العدوان الصهيوني والغربي على اليمن، لن يثنيهم عن قرارهم الراسخ بتقديم سبل الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني". وتابعت: "الغطرسة الصهيونية وجرائمها بحق شعبنا واليمن تستدعي موقفاً عربياً وإسلامياً حازماً للتضامن والوحدة لمواجهة انتهاكات الاحتلال وردعه عن أوهام السيطرة والإخضاع التي يسعى إليها تجاه المنطقة وشعوبها".
في الأثناء، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس في بيان له الخميس إن فريقا من الأمم المتحدة يزور اليمن آمن بعد استهداف الاحتلال الإسرائيلي مطار صنعاء الدولي. وأضاف غيبريسوس: "بينما كنا على وشك الصعود إلى طائرتنا من صنعاء، تعرض المطار لقصف جوي. أُصيب أحد أفراد طاقم طائرتنا".
وتابع: "برج مراقبة الحركة الجوية وصالة المغادرة - على بعد أمتار قليلة من مكان وجودنا- والمدرج تضررت. نحن بحاجة إلى الانتظار لإصلاح الأضرار التي لحقت بالمطار قبل أن نتمكن من المغادرة".
وأكد غيبريسوس: "أنا وزملائي من موظفي منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة في أمان"، مضيفاً: "انتهت اليوم مهمتنا للتفاوض على إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين وتقييم الوضع الصحي والإنساني في اليمن، وما زلنا نطالب بالإفراج الفوري عن المحتجزين".
نتنياهو وكاتس: "سنصطاد قادة الحوثيين"
من جانبه، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مقطع فيديو من مقر سلاح الجو المحصّن تحت الأرض في "الكرياه" في تل أبيب، أثناء الهجوم الإسرائيلي على اليمن: "نحن مصممون على قطع ذراع الإرهاب هذه لمحور الشر الإيراني. سنواصل ذلك حتى نكمل المهمة". وجلس الى جانبه كاتس الذي قال: "من يمس بإسرائيل، سنضربه. سنصطاد جميع قادة الحوثيين، ولن يتمكن أحد من الهروب من ذراع إسرائيل الطويلة". من جهته، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، في ختام الضربة على أهداف في اليمن: "شاهدنا الآن نموذجاً عملياً لما نستطيع فعله، ونحن قادرون على أكثر من ذلك".
في السياق ذاته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، من داخل غرفة قيادة سلاح الجو خلال الغارات على اليمن: "مرة جديدة يثبت الجيش الإسرائيلي قدرته على الوصول، وضرب كل تهديد على مواطني إسرائيل. بنينا على مدار سنوات قدرات لشن غارات بعيداً جداً عن دولة إسرائيل بشكل دقيق وقوي ومتكرر".
ونقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤولين إسرائيليين كبار لم تسمّهم، قولهم إن هذا الرد (العدوان على اليمن) "ليس نهاية المطاف، وفي كل مرة فإنهم سيدفعون ثمناً أكبر"، في إشارة إلى أن هجمات متوقعة على اليمن. وكانت قناة "كان 11" العبرية قد أفادت، مساء الثلاثاء، بأن جيش الاحتلال يدرس شن هجوم آخر، هو الرابع من نوعه، على الحوثيين في اليمن. ومنذ الهجوم السابق، يعمل سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وقسم العمليات على وضع خطط أكثر عدوانية، وعلى زيادة "بنك الأهداف" في جميع أنحاء اليمن.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه قوله إن "الحوثيين قرروا زيادة هجماتهم ضد إسرائيل بشكل كبير، وأطلقوا ثلاثة صواريخ بالستية منذ نهاية الأسبوع (قبل صاروخ اليوم)، بشكل مستقل وليس بتوجيه من إيران". لذلك، حسب قوله، "يجب الاستمرار في مهاجمتهم هناك".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد أفادت بأن التوقّعات الإسرائيلية هي أن "الهجوم الثالث لسلاح الجو في اليمن زاد شهية الحوثيين لمواصلة إطلاق الصواريخ". وقالت الصحيفة إن الجماعة أضافت "مسار اختراق جديداً" في مجال الطائرات المُسيّرة غير الذي كانوا يعتمدونه سابقاً، ويمر المسار الجديد "عبر البحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى خط الساحل، في مسار يعبر سيناء إلى قطاع غزة، ومن هناك إلى النقب الغربي".
وبناءً على ذلك، يجري سلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية تغييرات على نظام الاعتراض "حيتس"، بعد استخلاص العبر من عمليتي الاعتراض الفاشلتين في الأسبوع الماضي. وكان الدرس الرئيسي هو إطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف عند الشك في احتمال فشل اعتراضه.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل لا تزال مترددة بشأن ما إذا كانت ستهاجم إيران، كما يقترح رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، أو اليمن كما يعتقد الجيش. وقدّم برنيع اقتراحه أمام المجلس الوزاري للشؤون الأمنية (الكابنيت)، أخيراً، بادعاء أن ضرب إيران يمكن أن يردع الحوثيين ويؤدي إلى ممارسة ضغط من طهران على وكلائها في اليمن.