عدوان الضاحية | 23 مفقوداً ودمار كبير مع استمرار عمليات رفع الأنقاض

21 سبتمبر 2024
عمليات رفع الأنقاض في مكان الغارة الإسرائيلية على الضاحية، 21 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الهجوم الإسرائيلي**: استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت بعدوان جوي، مما أسفر عن استشهاد 31 شخصاً وجرح 68 آخرين، مع بقاء 23 شخصاً في عداد المفقودين.

- **حصيلة الضحايا والإصابات**: أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن الاعتداء أسفر عن استشهاد 31 شخصاً وجرح 68 آخرين، مع حصيلة جديدة لاعتداءات سابقة بلغت 39 شهيداً و777 جريحاً.

- **ردود الفعل والتداعيات**: وصف وزير الصحة اللبناني الاعتداء بأنه "جريمة حرب موصوفة"، واعتبر وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية أن ما جرى هو "مجزرة حقيقية" تستهدف المدنيين العزل.

بلغ عدد شهداء الاعتداءات الإسرائيلية منذ الثلاثاء 70

البحث عن الناجين والمفقودين في الجاموس بالضاحية الجنوبية مستمر

وصف وزير الصحة اللبناني ما حصل بأنه "جريمة حرب موصوفة"

تستمرّ عمليات رفع الأنقاض وانتشال الضحايا والبحث عن الناجين والمفقودين في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة بعدوانٍ جويٍّ أسفر عن استشهاد 31 شخصاً وجرح 68، بحسب أحدث حصيلة معلنة، في وقت لا يزال هناك 23 شخصاً في عداد المفقودين. وشنّت طائرات الاحتلال غارة جوية على مبنى سكني في الضاحية الجنوبية مستهدفة شارعا مكتظاً بالسكان، في توقيتٍ تشهد فيه المنطقة حركة كثيفة للمدنيين، ما أدى إلى سقوط عددٍ كبيرٍ من الشهداء، إلى جانب دمارٍ هائل، لحق أيضاً بالسيارات التي كانت مركونة في المكان.

وبحسب المعلومات، فإنّ الغارة الإسرائيلية استهدفت المبنى خلال اجتماع لقيادة "قوة الرضوان"، كان معقوداً في غرفة تحت الأرض، ما أدى إلى استشهاد 14 عنصراً وقياديَّين اثنين، مع الإشارة إلى أنّ هذه الوحدة التي تُعدّ من قوات النخبة لدى حزب الله، تطالب إسرائيل بإبعادها عن حدودها الشمالية. ونعى حزب الله 16 شهيداً، بينهم قياديان كبيران، هما إبراهيم محمد عقيل الذي خطّط وأشرف على قيادة العمليات العسكرية لـ"قوة الرضوان" على جبهة الاسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وأحمد محمود وهبي، الذي قاد العمليّات العسكريّة للقوة نفسها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وحتى مطلع العام 2024، ليعاود تولّيه مسؤولية وحدة التدريب المركزي بعد استشهاد القائد وسام الطويل بغارة إسرائيلية.

وأعلن وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، اليوم السبت، أنّ "الاعتداء على منطقة الضاحية أسفر حتى الساعة عن استشهاد 31 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال، أعمارهم أربع سنوات وست سنوات وعشر سنوات، وسبع نساء، بالإضافة إلى ثلاثة سوريين"، في وقت لا يزال هناك عدد كبير من الأشلاء. وتابع الأبيض، في مؤتمر صحافي: "هناك 68 جريحاً نقلوا إلى 12 مستشفى، منهم 53 جريحاً خرجوا إلى منازلهم، و15 جريحاً ما زالوا في المستشفيات، اثنان منهم في حالة حرجة".

كذلك، أعلن وزير الصحة اللبناني أنّ هناك حصيلة جديدة لاعتداءات أجهزة "بيجر" و"ووكي توكي" يومي الثلاثاء والأربعاء، إذ سُجل في اليوم الأول 12 شهيداً، أما في اليوم الثاني فقد استشهد شخصان إضافيان، ليصبح العدد 27، والإجمالي 39، وبالتالي فإنّ عدد الشهداء في العمليات الثلاث قد بلغ حتى الساعة 70. وأضاف الأبيض أنّ "هناك 777 جريحاً من جراء اعتداءي الثلاثاء والأربعاء لا يزالون في المستشفيات يتابعون علاجاتهم، في حين أن هناك 152 جريحاً بوضع حرج في العناية المركزة، وحتى الآن أجرينا 2078 عملية في المستشفيات ولا تزال الفرق الطبية تتابع وضع الجرحى".

الأبيض: الاعتداء في الضاحية جريمة حرب موصوفة

ووصف وزير الصحة اللبناني ما حصل بأنه "جريمة حرب موصوفة"، مشيراً إلى أنه نسبة لطبيعة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين وتزيد من عدد الجرحى، "نحاول رفع الجهوزية أكثر في القطاع الصحي والاستشفائي، وزيادة المخزون بشكل أكبر، وهنا دور الأصدقاء والأشقاء أيضاً لرفع الجهوزية بشكل أعلى". من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية (من حصّة حزب الله في الحكومة)، خلال معاينته مكان حصول العدوان الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ "ما حصل قصف لكل القانون الدولي والمعنى الإنساني، وتدمير للقوانين التي ترعى المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أنّ "المدنيين العزّل يُقصفون كل يوم في بيروت والجنوب والبقاع".

واعتبر حمية أن "ما جرى مجزرة حقيقية، إذ قام العدو بقصف مبنى سكني، ونحن ننتشل أطفالاً ونساءً ورجالاً عزّلاً مدنيين من تحت الأنقاض"، مشيراً إلى أنّ هناك 23 مفقوداً جراء الغارة، سائلاً: "أين القانون الدولي والإنساني أين الإنسانية العالمية التي يتباهون بها في المجتمع الدولي؟". وأشار إلى أنّ "لبنان في تهديد مستمرّ من قبل الكيان، لكن فظاعة الأمور اليوم أنّ العدو أصبح يستهدف الإنسانية والناس والنساء والأطفال"، لافتاً إلى أنّ إسرائيل تريد أخذ المنطقة إلى الحرب.

ويُعدّ هجوم 20 سبتمبر/ أيلول الحالي هو الثالث على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، والأكبر من حيث عدد الشهداء والجرحى والأضرار، إذ سبق أن اغتالت اسرائيل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، علماً أنّ العملية كانت دقيقة جداً، ومباشرة، ولم تلحق دماراً وأضراراً كبيرة كما حال العمليتين الأخيرتين.

كذلك اغتال الاحتلال الإسرائيلي القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر باستهداف مبنى كان فيه بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم 30 يوليو/ تموز الماضي. ويأتي هجوم الضاحية أمس بعد الهجوم الذي شنّه جيش الاحتلال يومي الثلاثاء والأربعاء باستهداف أجهزة اتصال لعناصر حزب الله بشكل متزامن، في بيروت، والضاحية الجنوبية، والبقاع، وبعلبك الهرمل، والجنوب، وحتى في سورية، ما أسفر عن استشهاد 39 شخصاً وجرح ما يزيد عن 2000.

المساهمون