عراقجي: بزشكيان لم يطرح خفض التوتر مع إسرائيل

24 سبتمبر 2024
عباس عراقجي في مقر الخارجية الإيرانية بطهران 26/8/2024 (فرانس برس)
+ الخط -

في حين أثارت تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في نيويورك حفيظة وانتقادات المحافظين في إيران، لم يكتف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء اليوم الثلاثاء، بنفيه، أمس الاثنين، ما نقل عن بزشكيان بشأن استعداد طهران لخفض التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، ليقوم بذلك مجدداً اليوم في حديث خاص مع التلفزيون الإيراني، مؤكداً أن "خفض التوتر مع الكيان الصهيوني لم ولن يكون مطروحاً"، ومشيراً إلى أنه كان يتحدث عن نزع أسلحة الدمار الشامل، وأنه إذا كان الهدف هو استتباب الأمن والسلام في المنطقة فيجب ألا يزود الكيان بالأسلحة، وأنه يجب أن يتخلى عن أسلحة الدمار الشامل لديه.

وأضاف عراقجي أن الجمهورية الإسلامية وجميع دول المنطقة متفقة فيما بينها على ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط عارية من السلاح النووي، متهماً وسائل إعلام غربية بتقطيع وتحريف تصريحات بزشكيان، ومشدداً على أن بلاده لن تبقي استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، في 31 يوليو/ أيار الماضي، من دون رد، ومضيفاً أن عدم الرد على الاغتيال "سيستدعي المزيد من الهجمات وعلى الكيان الصهيوني أن يتلقى الرد".

وأوضح وزير خارجية إيران أن الرد على جريمة الاحتلال لم يجر استبعاده، وستقرر طهران بشأن زمانه ومكانه من دون إخراجه عن جدول أعماله، لافتاً إلى أن الرئيس الإيراني تحدث بـ"طريقة طوفانية" عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشية وسياسات الدول الغربية ومعاييرها المزدوجة تجاه حقوق الإنسان، خلال لقائه مع وسائل الإعلام الأميركية.

كما لجأ نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، الموجود معه في نيويورك، إلى توضيح تصريحات بزشكيان، قائلاً إنه دافع بإسهاب عن الشعبين الفلسطيني واللبناني خلال لقاءاته وزياراته في نيويورك.

إلى ذلك، أثار تصريح بزشكيان في مقابلة مع قناة "سي أن أن" الأميركية بشأن عدم قدرة حزب الله بمفرده على مواجهة الدولة المدججة بالسلاح والمزودة بالأسلحة المتطورة، والمدعومة من أميركا والدول الأوروبية، انتقادات منها من رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني، وئام وهاب، عبر منصة إكس، بتغريدة هاجم فيها الرئيس الإيراني ومحمد جواد ظريف، قائلاً: "ما حدا بدو منك شي إلا السكوت أنت وظريفك الجاسوس الأميركي. ولبنان قادر على حماية نفسه".

كذلك، انتقدت وسائل إعلام إيرانية محافظة إعلان الحكومة الإيرانية في هذه الظروف استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية، حيث قالت صحيفة كيهان المحافظة إن "أميركا لم تتوان في ارتكاب أي جريمة ضد بلدنا وشعبنا ورسمياً تعلن أنها بصدد إسقاط الجمهورية الإسلامية"، مضيفة أن "هناك فرقاً بين الاتفاق والركون إلى الذلة".

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أعلن، أمس الاثنين، في تصريح صحافي، سعي الحكومة إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية وقال في هذا الشأن: "إننا مستعدون لهذه المفاوضات وإذا كان الطرف الآخر مستعداً أيضاً، فخلال هذه الزيارة (إلى نيويورك) يمكننا إطلاقها". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة أيضاً للبدء في المفاوضات النووية قال عراقجي إنه "جرى تبادل رسائل، وهناك استعداد عام، لكن الظروف الدولية تجعل استئناف المفاوضات أكثر صعوبة وتعقيداً".

وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله في أن تُستأنف المفاوضات النووية رغم هذه الظروف الصعبة "ونحن خلال هذه الزيارة سنوظف جميع قدراتنا وتجاربنا ونأمل أن نتمكن من فتح مسارات جديدة". وعما إذا كانت الخارجية الإيرانية قد حصلت على إذن لأجل استئناف المفاوضات النووية من الداخل، أي من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أكد عراقجي أن "الدبلوماسيين لا يتحركون من دون تصريح".

إلى ذلك، قال وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، اليوم الثلاثاء، خلال لقاء مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، إنه "سيكون لنا رد قوي على جرائم الكيان الصهيوني"، مضيفاً أن الكيان قد أعلن حالة الطوارئ في أنحاء فلسطين المحتلة بعد "نجاحات حزب الله" في هجماته الصاروخية، وقائلاً إن "أنظمة القبة الحديدية قد تضررت بشكل كبير".