أصيب 36 فلسطينياً بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرة مناهضة لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، نظمتها مؤسسات محافظة سلفيت، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، بمشاركة نشطاء من حركة "ناطوري كارتا" اليهودية المناهضة، المعارضة للصهيونية ودولة الاحتلال.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أنّ الإصابات الـ36 كلها عولجت ميدانياً، إضافة إلى علاج الطواقم الطبية 22 حالة اختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما تسببت كثافة الغاز باختناق العشرات بدون أن تتعامل معهم الطواقم الطبية.
وقطعت قوات الاحتلال الطريق أمام المتظاهرين، ومنعتهم من الوصول إلى أراضي بدأت جرافات ثقيلة بتسويتها قبل أيام، وألقى جنود الاحتلال القنابل الصوتية بين من استطاعوا الوصول إلى منطقة تواجد قوات الاحتلال، فيما اعتدى الجنود بدفع المتظاهرين قبل أن تندلع مواجهات أطلق خلالها الرصاص المعدني بكثافة، كما أطلق خلالها الغاز المسيل للدموع نحو المتظاهرين والمنازل والمباني القريبة، وفور انضمام عدد من نشطاء "ناطوري كارتا" للتظاهرة، أطلق جنود الاحتلال نحوهم القنابل الصوتية.
ويحضّر الاحتلال لمرحلة استيلاء المستوطنين على أراضي الأهالي الذين شاركوا في التظاهرة منذ مدة، حيث تم إبعاد مضارب البدو عن المكان، ويقول خضر اشتية أحد ملاك الأرض لـ"العربي الجديد": "إن الاحتلال رحل البدو خلال سنوات ماضية، وقبل ثلاثة أيام فوجئت وأهالي سلفيت بقرابة عشر جرافات ثقيلة تقوم بتسوية الأرض".
ويتابع اشتية: "هذه أراضينا أباً عن جد وبحوزتنا كواشين تركية (مستندات ملكية تعود للحقبة العثمانية)، قدمنا تلك الأوراق للجهات الرسمية الفلسطينية لمتابعة الأمر ولا يمكن أن نسمح بإقامة مستوطنة هنا، هذه الأرض كان يفلحها أبي وجدي ويزرعون فيها القمح والشعير، وتمتلك أسرتي هنا قرابة 40 دونماً".
وحذر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية وليد عساف، خلال التظاهرة في حديث لـ"العربي الجديد"، من تأثير إقامة مستوطنة على سلسلة جبلية في المكان تعزل مدينة سلفيت عن ريفها الغربي وتقسمها.
وشرح عساف بأن المخطط يقضي بإقامة مستوطنة أريئيل "ب" على الجبل المقابل لمستوطنة أريئيل "أ" والتي تعد أكبر تجمع استيطاني في المنطقة، مؤكداً ضرورة التصدي للبؤرة الاستيطانية وإفشالها، وقال: "لن نسمح بإنشاء أريئيل الثانية هنا".
وكان جيش الاحتلال وعشرات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ قد اعتدوا الإثنين الماضي، على المشاركين في فعالية احتجاجية ضد تجريف أراضٍ في مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة لأجل إقامة بؤرة استيطانية، كما اعتدى المستوطنون على صحافيين كانوا يغطون الفعالية بالحجارة والضرب والكلاب.