عشرات الشهداء في البريج والمغازي والنصيرات وسط غزة: الاحتلال يشنّ حرب إبادة جماعية على التجمّعات السكنية
تكدست جثامين عشرات الشهداء في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، جراء سلسلة من المجازر المستمرة، التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي عبر غارات مكثفة تتزامن مع قصف مدفعي، تركز على المخيمات المكتظة بالنازحين والسكان في البريج والمغازي والنصيرات.
وارتفع عدد شهداء مجزرتي المغازي والبريج وسط قطاع غزة إلى نحو 95 شهيداً، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مئات الإصابات، بعدما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية والآليات المدفعية، خلال الليلة الماضية وساعات الصباح، عشرات الغارات العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، خاصة مخيمات النصيرات والبرج والمغازي.
وكان قد ارتقى أكثر من 70 شهيدا في مخيم المغازي وحده، فيما هرعت إلى المكان طواقم من الهلال الأحمر الفلسطيني وعدد كبير من الأهالي لإنقاذ وانتشال الجثامين والمصابين والجرحى، وقاموا بنقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.
تغطية صخفية: "الصحفي أشرف أبو عمرة يتحدث عن المربع السكني في مخيم المغازي الذي دمَّرته قوات الاحـــتـلال فوق رؤوس ساكنيه". pic.twitter.com/2FyBIOG94U
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 25, 2023
وأفاد المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران، بأن المستشفى مليء بالمصابين والشهداء، وتكدس عدد كبير من المصابين تم وضعهم على الأرض وفي الممرات والخيم، وأكثر من 70 شهيدا معظمهم أشلاء، جراء مجزرتي المغازي والبريج وسط قطاع غزة.
وأضاف الدقران، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن المستشفى يتعامل مع المصابين بإنقاذ حياتهم بشكل متواضع جدا، لعدم وجود العديد من الأدوية والمعدات الطبية، وغرف العناية المكثفة ممتلئة بالكامل، وأجهزة التنفس الاصطناعي لم تعد تكفي، مضيفاً: "نحتاج إلى أدوية وطواقم طبية ومستشفيات ميدانية، هذا الإغلاق حكم بالإعدام على الجرحى والمصابين".
وأشار إلى أن الأمراض المعدية بدأت بالانتقال بين النازحين الذين يملأون ساحات المستشفى هربا من القصف الإسرائيلي، وانتشرت الأمراض المعدية والمعوية والجلدية بينهم بشكل كبير، ولا توجد أدوية أو أسرّة لهم.
جانب من الدمار في مخيم البريج جراء غارات الاحتلال التي استهدفت المنازل والمدنيين. pic.twitter.com/R2cj8MAFNE
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 25, 2023
من جهته، وصف متحدث وزارة الصحة أشرف القدرة على منصة تليغرام ما يجري في مخيم المغازي، بأنه "إبادة جماعية لمربع سكني مكتظ يتجمع فيه عدد من العائلات من أماكن مختلفة".
وفي السياق، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن "طائرات الاحتلال نفذت أكثر من 50 غارة متتالية، بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة بين مخيمات النصيرات والبريج والمغازي".
وأضاف المكتب: "جيش الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء، لاسيما وأن هذه المخيمات مكتظة بالسكان وبيوت المواطنين متلاصقة".
حماس: الاحتلال يمارس "إرهابه" على المدنيين في غزة رداً على هزائمه
إلى ذلك، اعتبر القيادي في حركة "حماس" عزت الرشق، أن الجيش الإسرائيلي "يمارس إرهابه على المدنيين العزل" في قطاع غزة، "ردا على هزائمه أمام أبطال المقاومة الفلسطينية".
وقال الرشق في بيان: "كلما هُزم جيش النازيين في الميدان أمام أبطال المقاومة يمارس إرهابه المدعوم من (الرئيس الأميركي جو) بايدن على المدنيين العزل".
وأضاف: "يسطر مخيم المغازي اليوم اسمه بحروف من نور ودماء وشهادة، ستصنع النصر المحتم بإذن الله".
وتابع: "إنما النصر المبين تراكم من التضحيات والصبر، وكلما عظمت كان النصر أعظم".
حركة الجهاد الإسلامي: تصعيد المجازر في غزة لن يزيدنا إلا تمسكاً بموقفنا
بدورها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، أن "تصعيد العدو من وتيرة المجازر التي يرتكبها بحق شعبنا في غزة والضفة المحتلة، وجرائم الإعدام الميداني واقتحام المدن والمخيمات، لن تزيدنا إلا تمسكاً بموقفنا الذي أعلنه الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة".
وأضافت أن "الضغوط التي تمارسها الإدارة الأميركية، وتصريح الرئيس الأميركي بأنه لم يطلب وقف إطلاق النار في اتصاله مع رئيس الوزراء الصهيوني، هي دليل إضافي على أن الإدارة الأميركية هي التي تدير هذا العدوان ضد شعبنا، ما يزيدنا صلابة في رد هذا العدوان، وتمسكاً بموقفنا".
وشدد التأكيد على أنها ستواصل الرد "على المجازر وحرب الإبادة النازية ضد شعبنا، والتي كان آخرها المجازر المتتالية في مخيمات القطاع، ولا سيما في جباليا والمغازي والبريج والنصيرات والشاطئ، والإعدامات الميدانية المتواصلة في الضفة، حتى دحر العدوان الذي لن يجني في المحادثات ما لم يستطع تحصيله في الميدان".