- وزير الإعلام اليمني والمحامي عبد المجيد صبرة استنكروا الحادث، مشيرين إلى استخدام الحوثيين لتفجير المنازل كأسلوب للانتقام والإرهاب، وطالبوا بتصنيف الجماعة كإرهابية.
- حكومة الحوثيين أعربت عن أسفها وأعلنت عن تشكيل لجان للتحقيق وضبط الجناة، مع تعويض أسر الضحايا، فيما تم التأكيد على أن تفجير المنازل يعد جريمة تهدد السلم والأمن العام.
قُتل 12 مدنياً وأصيب آخرون في مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، أمس الثلاثاء، بعد قيام جماعة أنصار الله "الحوثيين" بتفجير منزل بمن فيه من مواطنين.
وأقدم مسلحون تابعون لجماعة الحوثيين على تفجير منزل المواطن إبراهيم الزيلعي، في مدينة رداع، ما تسبب بمقتل 12 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر مسلحي الحوثيين وهم يفجرون المنزل فوق ساكنيه ويرددون هتافات (الله أكبر.. الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام).
وكانت جماعة الحوثيين قد استقدمت قوات خاصة من صنعاء، وحاصرت منازل المواطنين من آل "ناقوس" و"الزيلعي" في حارة "الحفرة" وسط مدينة رداع، وقامت بتفخيخ منزل آل "ناقوس" وغرفة أخرى مجاورة يتخذونها لـ"مقيل القات" بالمتفجرات.
كما أدى الانفجار إلى تدمير منزل "اليريمي" على رؤوس ساكنيه، في حين ما زال 20 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال تحت الأنقاض. وأدى التفجير إلى تهدم عدد من المنازل الشعبية في الحي نتيجة قوة المتفجرات، ما تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح.
وجاء تفجير منازل المدنيين رداً على نصب شاب من آل الزيلعي، يوم الأحد الماضي، كميناً لمجموعة من عناصر الحوثيين أسفر عن مقتل شقيق المشرف الأمني الحوثي المدعو "أبو حسين الهرمان" وأربعة آخرين.
وقام الشاب بنصب الكمين رداً على مقتل شقيقه قبل حوالي عام برصاص مرافقي الهرمان في سوق عريب للقات في مدينة رداع.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، في نسختها الشرعية، عن وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، استنكاره بأشد العبارات الجريمة النكراء التي ارتكبتها جماعة الحوثي.
وقال الإرياني إن الحملة المسلحة دمرت عدداً من المنازل المجاورة وانهارت فوق رؤوس ساكنيها، وسقط 12 قتيلاً غالبيتهم نساء وأطفال في حصيلة أولية فيما لا يزال 20 شخصاً تحت الأنقاض.
وأشار الإرياني إلى أن جماعة الحوثيين اتخذت من سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها قسراً منهجاً وأسلوباً لإرهاب المواطنين والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي، حيث وثقت منظمات حقوقية قيامها بتفجير 900 من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان، بإدانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن سياسات التهجير القسري للمدنيين وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، والشروع الفوري في تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية.
وتواصل "العربي الجديد" مع عضو المكتب السياسي للحوثيين، علي القحوم، للتعليق على الحادثة، إلا أنه رفض التعليق مكتفياً ببيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة للجماعة.
جماعة الحوثيين تبدي أسفها إزاء "الحادث الأليم"
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة الحوثيين، العميد عبد الخالق العجري، قد قال إن وزارة الداخلية تبدي أسفها إزاء الحادث المؤلم في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وجرى تشكيل لجان ميدانية مستعجلة للتحقيق في الحادثة. وأضاف العجري أن وزير الداخلية وجّه بضبط الجناة المتورطين في الحادثة، وإحالتهم للعدالة، وتعويض أسر الضحايا.
وقال المحامي عبد المجيد صبرة لـ"العربي الجديد" إن "تفجير منازل المدنيين يعد عملاً خارج إطار القانون، ويعد جريمة تهدد السلم والأمن العام لا تقوم به إلا عصابة إجرامية، ومن باب أولى لا يجوز أن تقوم به أي سلطة حاكمة حتى وإن كانت سلطة أمر واقع أو سلطة احتلال، لأنها ملزمة برعاية مصالح من تحكمهم وفرض سلطة القانون، لا أن تتحول إلى سلطة منتقمة وتقوم بالثأر لمن ينتمي إليها بهذه الطريقة الوحشية".
وأكد المحامي صبرة أن جماعة الحوثي بفعلها هذا "أظهرت بل وأكدت فعلاً أنها مجرد عصابة لا ترتقي حتى لمسمى سلطة أمر واقع".