تلقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة نفتالي بينت، اليوم الخميس، ضربة قوية إثر إعلان النائبة غيداء ريناوي زعبي، من حركة ميريتس، انسحابها من الائتلاف الحاكم، الذي أضحى بذلك أقلية داخل الكنيست.
وذكر موقع "والاه" أن زعبي أبلغت كلاً من بينت ورئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية يئير لبيد بقرارها.
ولفت الموقع إلى أن زعبي تراجعت، أخيراً، عن قبولها منصب قنصل إسرائيل في شنغهاي بالصين، بعدما تبين لها أن جهاز الخدمة العامة يضع عراقيل أمام هذا التعيين.
وحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية (كان)، فإن كلاً من بينت وحركة ميريتس فوجئا بقرار زعبي، حيث نقلت عنهما أنهما سمعا بالقرار عبر وسائل الإعلام.
وعلّلت غيداء زعبي، العضو في حزب ميريتس اليساري المشارك في الحكومة، استقالتها في الرسالة الرسمية لرئيس الحكومة، بأنها تقدم على الانسحاب من الائتلاف الحكومي "لأنه لم يعد ممكناً تحمّل سياسات الحكومة اليمينية، ولا سيما ممارسات واعتداءات عناصر الشرطة الإسرائيلية على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، ومناظر الاعتداء على موكب تشييع الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة".
وقالت غيداء ريناوي زعبي في رسالتها التي وجهتها إلى نفتالي بينت ورئيس الحكومة البديل يئير لبيد: "لم يعد بمقدوري دعم ائتلاف حكومي يتصرف بشكل مهين للغاية تجاه المجتمع الذي جئت منه".
وبعد إعلان ريناوي استقالتها، أضحت حكومة بينت حكومة أقلية، حيث إنها تحظى بدعم 59 نائباً فقط من أصل 120 نائباً في الكنيست.
وكانت الحكومة قد فقدت قبل شهر أغلبيتها البرلمانية في أعقاب انسحاب النائب عيديت سيلمان من حزب "يمينا" من الائتلاف، احتجاجاً على "طابع العلاقة بين الدين والدولة، والموقف من الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية في ظل الحكومة".
وعلق النائب الليكودي ميكي زوهر على انسحاب زعبي بتغريدة على حسابه على "تويتر" قائلاً: "نائب إضافي ينسحب من هذا الائتلاف السخيف، وهذا الوقت الذي يفرض علينا الحفاظ على وحدتنا وتماسكنا من أجل إسقاط هذه الحكومة".
وفور إعلان نبأ رسالة غيداء ريناوي زعبي واستقالتها من الائتلاف الحكومي، بما يرفع فرص تمرير قانون لحل الكنيست، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بينت دعا إلى عقد جلسة طارئة، فيما أعلن زعيم حزب ميريتس، وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، الذي تنتمي إليه غيداء ريناوي زعبي، أنه في طريقه إلى بيت زعبي لمحاولة إقناعها بالعدول عن قرارها.
ويحرج قرار زعبي القائمة "الموحدة" للحركة الإسلامية الجنوبية بقيادة منصور عباس، خصوصاً في إبرازها تأثير الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وهو ما قد يرفع من حدة الانتقادات داخل القائمة الموحدة التي تطالبها بالانسحاب من الحكومة.
وتعزز رسالة زعبي في الانسحاب من الائتلاف الحكومي احتمالات أن يقدم الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، الأسبوع القادم، مقترح قانون لحل الكنيست، في وضع قد يحرج أيضاً القائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة، ويدفعها إلى التصويت مع الاقتراح والذهاب لانتخابات جديدة.
لكن قناة التلفزة الإسرائيلية "13" ذكرت أن النائب زعبي لا تنوي التصويت لصالح قانون حل الكنيست، الذي أعلن حزب الليكود المعارض أنه ينوي تقديمه الأسبوع القادم.
ونقلت القناة عن مسؤولين تحدثوا إلى زعبي أنها لا تنوي إطاحة الحكومة أو تقويض استقرارها.
وذكرت الإذاعة العبرية "كان" أن زعبي رفضت لقاء زعيم حركة ميرتيس وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، وأبلغته أن اللقاء اليوم معها غير ممكن.
من جانبه، أشار موقع صحيفة يديعوت أحرنوت إلى أنه "حتى لو لم تصوت زعبي لصالح مشروع قانون حل الكنيست، إلا أن تصويتها على مشاريع القوانين التي تقدم يوميا للكنيست بشكل يخالف موقف الحكومة سيؤدي إلى نفس النتيجة".