استمع إلى الملخص
- **تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم الاشتراكيين والخضر والشيوعيين وحزب فرنسا الأبية لم يحقق أغلبية، مما يضغط على الأحزاب المعتدلة للانضمام إلى تيار الوسط.**
- **الرئيس ماكرون يدعو لتشكيل ائتلاف قوي، بينما تواجه الحكومة المحتملة تحديات في الحصول على تأييد 289 نائباً لضمان الاستقرار.**
قال رئيس الحزب الاشتراكي في فرنسا أوليفييه فور اليوم الاثنين إن الأحزاب اليسارية لا تزال راغبة في تشكيل حكومة مشتركة بعد أن أصبحت أقوى كتلة برلمانية عقب انتخابات مبكرة، لكن من المستبعد التوصل إلى أي اتفاق هذا الأسبوع. وأردف فور قائلاً لقناة "فرانس 2" التلفزيونية "لن يحدث شيء قبل 18 يوليو"، في إشارة إلى الموعد المقرر لانعقاد الجمعية الوطنية (البرلمان) لأول مرة بعد الانتخابات.
وفاز تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"، الذي شُكِّل على عجل ويضم الاشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب فرنسا الأبية اليساري المتشدد والمتشكك في الاتحاد الأوروبي، في الانتخابات البرلمانية في وقت سابق من الشهر، لكنه لم يتمكن من تحقيق أغلبية. وأضاف فور "سنأخذ وقتنا، لا تقلقوا". وتمثل تصريحاته التي أدلى بها بعد أسبوع من محادثات غير مثمرة داخل التحالف تحولاً في اللهجة.
Personne ne doit avoir l’impression de se trahir dans le choix du Premier ministre du #NFP, et cela vaut aussi bien pour les Insoumis que les Socialistes. Nous devons nous mettre d’accord collectivement sur quelqu’un qui nous permettra de gouverner et d'avancer au Parlement. pic.twitter.com/3dVOsOOpM8
— Olivier Faure (@faureolivier) July 15, 2024
وبعد فوز الأحزاب اليسارية المفاجئ في انتخابات السابع من يوليو/تموز، قال فور وزعماء آخرون إنهم مستعدون لتشكيل الحكومة وسيعلنون اسم المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء في غضون أيام، غير أنه لم يتم إحراز أي تقدم منذ ذلك الحين. ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي الأحزاب الرئيسية في البرلمان الفرنسي المعلق إلى تشكيل ائتلاف قادر على حشد أغلبية "قوية"، مما يضغط على الأحزاب الأكثر اعتدالاً في "الجبهة الشعبية الجديدة" للتخلي عن حزب فرنسا الأبية والانضمام إلى تيار الوسط الذي ينتمي إليه ماكرون.
وحتى إذا تمكن اليسار من الاتفاق على شخصية تتولى رئاسة الحكومة، لم يتضح بعد ما إذا كان ماكرون سيقبل تعيين رئيس وزراء من هذا التيار لأن أي حكومة من هذا النوع سينقصها ما يقرب من 100 مقعد في البرلمان لتشكيل أغلبية مستقرة. والجمعية الوطنية التي تعد 577 مقعداً مقسومة بصورة رئيسية حالياً بين الجبهة الشعبية الجديدة (190 إلى 195 مقعداً)، يليها المعسكر الرئاسي (وسط اليمين، حوالي 160 مقعداً)، ثم التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه (143 مقعداً). ويتعين على أي حكومة الحصول على تأييد ما لا يقل عن 289 نائباً، لتكون محصنة ضد مذكرة بحجب الثقة يمكن أن تطيحها.
ومن المحتمل أن تستفيد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من الفوضى المخيمة حالياً للوصول إلى قصر الإليزيه في الانتخابات الرئاسية عام 2027. ففي إيطاليا، أرغمت أزمة سياسية كبرى عام 2021 الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وبعد أقل من سنتين، وصلت زعيمة اليمين المتطرف جورجيا ميلوني إلى السلطة.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)