أكد رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أنّ حلّ قضية كشمير العالقة بين بلاده والهند "يكمن في الحوار البنّاء"، مشدداً على أنّ القضية من أهم القضايا المتنازع عليها بين الهند وباكستان، وأنّ حلّها لا يمكن أن يكون عسكرياً.
وقال عمران خان، في مقابلة مع قناة "سي جي تي إن" الصينية، بُثت اليوم الثلاثاء، إنّ "منطقة جنوب آسيا لا تتحمّل الحرب، والهند وباكستان لا تتحملان أي نوع من النزاع العسكري، وبالتالي إنّ حلّ قضية كشمير يكمن في المفاوضات المثمرة"، محمّلاً حكومة الهند اللائمة بتأخير الحوار والاحتكام إلى نبرة العنف والخيار العسكري.
وأكد خان أنّه على الرغم من تعامل الحكومة الهندية "غير المناسب"، إلا أنّ بلاده تتوقع حلّ القضية عبر الحوار "عاجلاً أو آجلاً"، إذ إنّ كل الأطراف تتيّقن أنّ الحل العسكري "غير مجدٍ وغير ممكن"، بحسب قوله.
وحول علاقات بلاده مع الصين، قال خان إنّ "العلاقات الباكستانية الصينية متينة على مرّ التاريخ، رغم تغيّر الأجواء والأحوال، وهي مهمة لمستقبل المنطقة اقتصادياً وسياسياً". وأوضح أنّ الممر التجاري الصيني الباكستاني "من أهم المشاريع وأكبرها في المنطقة، وهي تمرّ بمراحل متقدمة"، لافتاً إلى مدى عمق العلاقات الموجودة بين الدولتين، ولا سيما في المجال التجاري والاقتصادي.
أما عن أفغانستان، فقال خان إنّ هذا البلد "يمرّ بمرحلة حرجة للغاية ويواجه أزمة إنسانية متفاقمة"، مذكّراً بأنّ باكستان والصين ودولاً أوروبية "أكدت عدم الربط بين الحالة السياسية في أفغانستان والمساعدات الإنسانية"، مشيراً إلى أنّه مع قطع الإمدادات الدولية، باتت حكومة "طالبان" عاجزة عن تقديم الخدمات الإنسانية إلى عامة الشعب.
خان يزور قاعدة نوشكي العسكرية
في غضون ذلك، قام عمران خان، اليوم الثلاثاء، برفقة قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، بزيارة تفقدية لقاعدة نوشكي العسكرية في إقليم بلوشستان، جنوب غربيّ باكستان، وهي إحدى القاعدتين العسكريتين اللتين شهدتا أطول هجوم مسلّح الأسبوع الماضي.
وقال مكتب عمران خان ومكتب العلاقات العامة في الجيش الباكستاني، في بيانين منفصلين، إنّ خان والجنرال باجوا وصلا، صباح اليوم، إلى القاعدة برفقة وزير الداخلية شيخ رشيد ووزير الخارجية شاه محمود قرشي، وسيمضيان يوماً كاملاً مع القوات الباكستانية في القاعدة، لتفقد أحوالها و"ليتعرّفا إلى خفايا الهجوم الدموي على القاعدتين".
يذكر أنّ قاعدتي نوشكي وبنجكور العسكريتين تعرّضتا، الأسبوع الماضي، لهجوم متزامن من قبل مسلحي "جيش تحرير بلوشستان"، وأدى الهجوم الذي استمر لأكثر من 70 ساعة إلى مقتل تسعة من جنود الجيش، بينهم ضابطان، فضلاً عن مقتل 20 مهاجماً، وفق بيان للجيش الباكستاني، فيما ادّعى "جيش تحرير بلوشستان"، الذي تبنى مسؤولية الهجوم، مقتل نحو 100 من عناصر الجيش.