تثير حوادث تسلّل الباحثين عن عمل والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني عبر الحدود مع لبنان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة قلقاً كبيراً في أوساط القيادات العسكرية الإسرائيلية.
وذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال يبدي "حساسية كبيرة" تجاه عمليات التسلل التي يقوم بها مدنيون، على اعتبار أن فشله في إحباطها ينذر بإمكانية عجزه عن التصدي لمحاولات تسلل قد يقدم عليها "حزب الله" في أية مواجهة مقبلة، بهدف السيطرة على مواقع عسكرية أو مستوطنات في الشمال.
وذكر الموقع أن 27 شخصاً تسللوا عبر الحدود مع لبنان منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ضمنهم شخصان تسللا الأسبوع الماضي.
وحسب الموقع، فإن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تنظر بخطورة كبيرة إلى عمليات التسلل هذه، إلى درجة أنها جنّدت كل الألوية والوحدات التابعة لفرقة الجليل العسكرية للبحث عن الشخصين اللذين تسللا الأسبوع الماضي عبر الحدود مع فلسطين المحتلة.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه على الرغم من أنه قد تبين لاحقاً أن الشخصين المتسللين عاملان تركيان، إلا أن القيادة العسكرية تعاملت على أساس أنهما عنصران في "تشكيل إرهابي" يخططان للسيطرة على موقع عسكري أو تنفيذ "مجزرة" في إحدى المستوطنات.
وحسب المصدر ذاته، فقد وجهت انتقادات إلى فرقة "الجليل" بقيادة العميد شلومي بندر، لأن مستوى استنفار القوات العاملة في إطارها لإحباط عملية التسلل لم يكن بالمستوى المتوقع منها.
وأشار الموقع إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي تعي خطورة هذا السيناريو، حرصت على توفير "أفضل الإمكانيات" اللازمة لإحباط مثل هذه المحاولات.
ولفت الموقع إلى أن بندر، الذي قاد عدداً من الوحدات العسكرية التي عملت في جنوب لبنان في السابق، يخصص الكثير من الوقت والجهد لوضع مخططات وبلورة آليات عمل لإحباط مخططات "حزب الله" للسيطرة على الجليل، والتي تحدث عنها أمين عام الحزب حسن نصر الله.
وأوضح الموقع أن الاستنفار والمخاوف من تداعيات أية عمليات تسلل يمكن أن يقدم عليها "حزب الله" جعلت القيادة العسكرية تفترض أن عمليات التسلل، التي يقوم بها الباحثون عن العمل ومهربو المخدرات والمتضامنون مع الفلسطينيين، تندرج في إطار مخططات الحزب للسيطرة على الجليل.
وأبرز "والاه" أن فرقة "الجليل" تبدي اهتماماً فائقاً بمحاولات "حزب الله" جمع معلومات استخبارية عبر الحدود، حيث إنها تفترض أن الحزب يمكن أن يوظفها في تنفيذ عمليات عسكرية.
ولاحظ المعلق العسكري للموقع ومعد التقرير أمير بوحبوط أن بندر يرى أن مشروع حياته يتمثل في إفشال محاولة "قوة الرضوان" الخاصة التابعة لـ"حزب الله"، والتي يفترض أن تتولى عملية الاقتحام والسيطرة على الجليل أو أجزاء منه.
وأكد أنه في إطار محاولات الاحتلال مواجهة عمليات التسلل التي يقوم بها العمال الأجانب عبر الحدود مع لبنان، تقرر تبني مسوغ قانوني يسمح بإعادة هؤلاء المتسللين إلى لبنان فوراً، مشيرا إلى أنه في العام 2020، شهدت الحدود مع لبنان العشرات من محاولات التسلل.
ويتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما ذكر الموقع، كلاً من الجيش اللبناني والقوات الدولية في الجنوب بأنهما "لا يحركان ساكناً: من أجل إحباط محاولات التسلل، في حين أن هناك ما يدلّ على أن "حزب الله" معنيٌ بتشجيع ظاهرة التسلل.
وأضاف الموقع أن "إسرائيل تخشى أن يستخلص "حزب الله" العبر من محاولات التسلل، بحيث يتعرف على نقاط الضعف التي تعاني منها منظومات المراقبة والتحكم" التابعة لجيش الاحتلال، ويستغلها في تنفيذ محاولات تسلل مستقبلاً.
وتحاجج المصادر العسكرية الإسرائيلية، كما ينقل الموقع، بأن "حزب الله" يواصل في هذه الأثناء تدشين مشاريع التعاظم العسكري في الجنوب بشكل علني، مشيرة إلى أن الحزب يقوم ببناء تحصينات في عدد من القرى والبلدات.