اليمن: قتيل وجرحى بغارات أميركية بريطانية إسرائيلية على صنعاء ومحافظة عمران وميناء رأس عيسى في الحديدة
استمع إلى الملخص
- استهدفت الغارات الإسرائيلية ميناء رأس عيسى والحديدة ردًا على هجمات حوثية، معتبرة الحوثيين تهديدًا لأمنها القومي، بمشاركة 20 طائرة واستخدام 50 صاروخًا.
- أعلنت القوات الحوثية استهداف حاملة الطائرات الأميركية "ترومان"، مع استمرار عملياتها ضد الأهداف الأميركية والإسرائيلية، وتزامنت الأحداث مع مظاهرات في صنعاء تضامنًا مع غزة.
قصف استهدف محيط ميدان السبعين في صنعاء حيث تنظم تظاهرات دعم غزة
ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة غربي اليمن كان من المناطق المستهدفة
"المسيرة": 12 غارة على مديرية حرف سفيان في محافظة عمران
استهدفت سلسلة غارات أميركية بريطانية، وبمشاركة إسرائيلية، مواقع عسكرية وحيوية تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في العاصمة صنعاء، ومحافظتي عمران والحديدة في اليمن. وبلغت الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية وحيوية للحوثيين أكثر من 30 غارة، حيث أغارت على مواقع عدة في العاصمة صنعاء، أبرزها محطة كهرباء حزيز المركزية التي استُهدفت بثماني غارات، ومعسكر ضبوة (القيادة المركزية للحرس الجمهوري سابقاً)، ومعسكر 48 السواد. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إنهم شاهدوا ألسنة اللهب والدخان الكثيف يتصاعد من المواقع التي استُهدفت، مع أصوات انفجارات متتالية استمرت عدة دقائق.
وأضاف الشهود العيان أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد كبير من أحياء العاصمة عقب الغارات التي استهدفت محطة حزيز لتوليد الكهرباء.
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين إن غارات استهدفت محيط ميدان السبعين في صنعاء بالتزامن مع التوافد الجماهيري إلى الميدان للتظاهر تضامناً مع غزة. ونشرت قناة المسيرة عبر صفحتها على موقع إكس شريط فيديو قالت إنه "عدوان يستهدف محيط ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية "جهاداً في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت".
🔴 بالفيديو | عدوان يستهدف محيط #ميدان_السبعين في العاصمة #صنعاء بالتزامن مع التوافد الجماهيري لمليونية (جهادا في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت)#عام_من_الفشل_الأمريكي #مع_غزة_حتى_النصر #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/wTPGSGSmwF
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) January 10, 2025
إلى ذلك، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة غربي اليمن، كما استهدف ميناء الحديدة الذي يُعدّ الميناء الرئيسي في المدينة بست غارات جوية. وقالت قناة المسيرة مساءً إن موظفاً قُتل وجُرح 6 آخرون إثر العدوان الأميركي البريطاني الإسرائيلي على ميناء رأس عيسى. واستهدف الطيران الأميركي والبريطاني مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية حرف سفيان في محافظة عمران شمال صنعاء بـ12 غارة.
وأفاد جيش الاحتلال في بيان بأن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو "أغارت قبل قليل، بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، على أهداف تابعة لنظام الحوثي... في منطقة الساحل الغربي وفي عمق اليمن". وبحسب البيان: "تأتي هذه الغارات في ضوء الهجمات المتكررة من قبل نظام الحوثي... ضد دولة إسرائيل، ومواطنيها، وضد البنى التحتية المدنية في إسرائيل، والتي تشمل إطلاق مسيّرات وصواريخ أرض - أرض نحو الأراضي الإسرائيلية. دولة إسرائيل تملك الحق والواجب لحماية نفسها".
وأوضح الجيش أن "من بين الأهداف المستهدفة في الغارات، بنى تحتية في محطة الطاقة حزيز التي تستخدم بنيةً تحتيةً كهربائيةً مركزيةً يستخدمها نظام الحوثي.. في أنشطته العسكرية"، كما "جرت مهاجمة بنى تحتية في ميناء رأس عيسى وميناء الحديدة في منطقة الساحل الغربي في اليمن". الجيش اعتبر نظام الحوثي "وكيلاً إرهابياً مركزياً في المحور الإيراني، ويلعب دوراً في زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة حرية الملاحة الدولية".
ويرى جيش الاحتلال أن "نظام الحوثي يعمل جهةً إرهابيةً (وفق التعبير الإسرائيلي) مستقلةً، تستند إلى التعاون والتمويل الإيرانيين، وذلك بهدف استهداف دولة إسرائيل ومواطنيها". وقال إنه "سيواصل العمل بقوة وضرب كل من يشكل تهديدًا لمواطني دولة إسرائيل مهما بلغت المسافة".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قالت إن التقارير الواردة من اليمن تفيد بهجوم طاول الحديدة، وميناء رأس عيسى، والعاصمة صنعاء، مؤكدة أن إسرائيل شاركت في الهجمات الأميركية البريطانية على اليمن.
20 طائرة شاركت في الهجوم على اليمن
ونشر جيش الاحتلال في وقت لاحق، معلومات إضافية عن الغارات في اليمن، مشيراً إلى أن أكثر من 20 طائرة شاركت في الغارات، وتم استخدام نحو 50 صاروخاً، واستهداف ثلاثة أهداف مركزية. ونفّذت الطائرات الحربية عملية تزود بالوقود جواً، فيما نُفّذت الغارات في وضح النهار، وفق قوله.
نتنياهو: الحوثيون سيستمرون في دفع ثمن باهظ
وعلّق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على هجمات الجيش الإسرائيلي في اليمن، قائلاً في بيان صادر عن ديوانه: "كما تعهدنا، الحوثيون يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ على عدوانهم ضدنا. لقد هاجمنا اليوم أهدافاً إرهابية لنظام الإرهاب الحوثي في الساحل الغربي وعمق اليمن. الحوثيون هم ذراع لإيران ويخدمون أهداف الإرهاب للمحور الإيراني في الشرق الأوسط. إنهم يشكلون خطراً على إسرائيل والمنطقة بأكملها، بما في ذلك الإضرار بحرية الملاحة العالمية. أكرر وأقول: لن نتسامح مع أي ضرر لمواطنينا ودولتنا. سنتصرف بحزم وقوة ضد أي جهة تهدد دولة إسرائيل - في أي مكان وفي أي وقت يتطلب ذلك".
كاتس: الهجوم رسالة واضحة لقادة الحوثيين
من جهته، تابع وزير الأمن يسرائيل كاتس الهجمات في اليمن من غرفة القيادة التابعة لسلاح الجو، برفقة قائد السلاح تومر بار وقادة آخرين. وقال في بيان صادر عن مكتبه: "هجوم الجيش الإسرائيلي في اليمن هو رسالة واضحة وقوية لقائد الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وقادة تنظيم الإرهاب في اليمن: لن تكون هناك حصانة لأحد. سنلاحقكم ونصطادكم وندمر البنية التحتية للإرهاب التي أنشأتموها. ذراع إسرائيل الطويلة ستصل إليكم في كل مكان. آلاف الحوثيين الذين شاركوا الآن في مسيرة كراهية ضد إسرائيل سمعوا عن قرب قوة طائرات سلاح الجو. ميناء الحديدة مشلول وميناء رأس عيسى يحترق، والرسالة واضحة: من يعتدي على إسرائيل سيتعرض لأضرار مضاعفة".
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية، كلام مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، أو تُشر إن كان قد تحدّث إليها أم لجهة أخرى، أكد فيه أنه "تم تنسيق الهجوم مع الولايات المتحدة لمنع الحوادث ولزيادة فاعليته إلى أقصى حد. وتم اختيار توقيت الهجوم في ساعات الظهيرة لإرسال رسالة (في إطار المعركة على الوعي)، خاصة في ضوء المظاهرة الأسبوعية الحاشدة في اليمن".
وقالت الهيئة إن "طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شنت مع قوات الولايات المتحدة وبريطانيا هجوماً واسع النطاق، ضد أهداف المتمردين الحوثيين في اليمن"، في وقت لم تشر البيانات الرسمية الصادرة عن جيش الاحتلال ونتنياهو وكاتس إلى هجوم مشترك.
بدوره، نقل موقع واينت العبري، قول مسؤول إسرائيلي كبير، دون أن يسمّيه، أو يحدد لمن تحدث: "نحن نعمل بشكل منهجي، ولجلب مبادرة وليس الاحتواء في هذه الجبهة أيضاً، وهذا يحدث في حملة (عسكرية) مشتركة إسرائيلية - أميركية، ومن المحتمل أن دولاً أخرى مثل السعودية، والإمارات العربية المتحدة راضية عن ذلك".
في المقابل، ذكر الموقع أن مسؤولاً أميركياً، لم يسمّه، قال إن "الهجمات في اليمن ليست عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل". وأشار المسؤول إلى أنه "كان هناك تنسيق تكتيكي مسبق لتجنب الحوادث، لكن كل طرف هاجم أهدافاً مختلفة، ولم يكن هناك علاقة بين الهجمات".
ويوم أمس الخميس، أظهرت بيانات نشرها جيش الاحتلال أنه جرى إطلاق حوالي 40 صاروخ أرض-أرض من اليمن باتجاه إسرائيل منذ بداية الحرب، اعترضت الدفاعات الجوية معظمها. ومن بين الصواريخ التي أُطلقت، رُصد سقوط واحد، وفي حالتين أخريين سجلت اعتراضات جزئية. بالإضافة إلى ذلك، أطلق الحوثيون حوالي 320 طائرة مُسيّرة، يدّعي جيش الاحتلال أن سلاح الجو اعترض أكثر من 100 منها. وحتى الآن، جرى تحديد إصابتين لأهداف داخل إسرائيل، فيما سقطت باقي المسيّرات في مناطق مفتوحة أو لم تصل إلى الأراضي المحتلة.
وغيّرت وزارة الأمن، في الآونة الأخيرة، تعريف المواجهة مع الحوثيين في اليمن، وبدأت في الإشارة إليها باعتبارها "حملة عسكرية"، ما يعكس نية توسيع نطاق العمليات العسكرية بشكل كبير ضد التنظيم. وجاء قرار تغيير التعريف وتوسيع العمليات في أعقاب ما يعتبره جيش الاحتلال نجاحاً في الضربات الكبيرة التي وجهها لحزب الله في لبنان، وانهيار نظام الأسد في سورية، وسط تقديرات في إسرائيل بأن الحوثيين هم الذراع الوحيدة لإيران التي لا تزال نشطة ضد إسرائيل.
في سياق متصل، أفادت قناة "كان 11" التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، أول من أمس الأربعاء ، بقيام جيش الاحتلال بتجنيد عشرات اليهود من أصول يمنية، الناطقين بالعربية باللهجة اليمنية، لمساعدته في مواجهة الحوثيين في اليمن، جزء منهم قدم من اليمن، وبعضهم نشأ في منازل ناطقة بالعربية باللهجة اليمنية، وسيساعدون الجيش في جمع المعلومات الاستخبارية، وفهم اللغة، والثقافة اليمنية.
وذكرت القناة، الأسبوع الماضي، أن مسؤولين أميركيين تحدّثوا مع مسؤولين إسرائيليين وأبلغوهم أنه حتى نهاية فترة إدارة الرئيس جو بايدن في 20 يناير/ كانون الحالي، تعتزم الولايات المتحدة زيادة ضرباتها في اليمن. وأوضحت الولايات المتحدة أنها ستعمل على ضرب أهداف في مجال الصواريخ، انطلاقاً من أن الحوثيين يقومون بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بوتيرة عالية. وقال مصدر مطّلع على الموضوع، لم تسمّه القناة، إن الرئيس بايدن "أعطى تصاريح هجوم متساهلة" للجيش الأميركي في عملياته. ومع ذلك، طلبت الإدارة الأميركية من دولة الاحتلال فحص الأهداف التي تضربها في اليمن في إطار الحملة العسكرية ضد الحوثيين، والتأكد من أنها أهداف عسكرية وليست مدنية.
الحوثيون: استهدفنا حاملة طائرات أميركية شمالي البحر الأحمر
في سياق آخر، قال بيان للمتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع إن القوات المسلحة اليمنية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "ترومان"، وعدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والمسيّرات. وأضاف البيان أن العملية أفشلت هجوماً جوياً جديداً ضد اليمن انطلاقاً من "ترومان"، وأجبرت على مغادرة منطقة شمال البحر الأحمر.
وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت مع "ترومان" عدداً من القطع الحربية التابعة لها شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة، وأن العملية نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر. وأوضح البيان أن القوات المسلحة اليمنية نفذت خلال الـ48 ساعة الماضية عدة عمليات عسكرية، وقال إن القوات المسلحة اليمنية نفذت يوم أمس عملية استهدفت يافا المحتلة بثلاث طائرات مسيّرة، وقد تمكنت من الوصول إلى أهدافها بنجاح.
وجدد البيان استمرار القوات المسلحة اليمنية في تأدية واجبها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، مؤكداً أن عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
وتزامنت الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي والأميركي والبريطاني مع الاحتشاد الأسبوعي لأنصار جماعة الحوثي في ميدان السبعين وسط صنعاء للتضامن مع غزة، تحت عنوان "جهادا في سبيل الله ونصرة لغزة.. سنواجه كل الطواغيت". وجدد بيان المسيرة الموقف الإيماني والمبدئي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما أكد الاستمرار في الدفاع عن المقدسات وإدانة كل ممارسات العدو تجاهها، وكل أنواع الاستهداف للشعب الفلسطيني ومقاومته.
ودعا البيان السلطة الفلسطينية إلى التوقف عن استهداف المقاومين الأبطال المدافعين عن الشعب الفلسطيني وعنها، وأن تعمل لمصلحة شعبها. وحذر البيان مما كشفه العدو الصهيوني، ونشره من خرائط قديمة يدعي أنها لكيانه المزعوم وجزء من مخططه الكبير المسمى "إسرائيل الكبرى".
وشن الطيران الأميركي البريطاني، أول من أمس الأربعاء، غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في محافظتي صنعاء وعمران شمالي اليمن. وشنّ الطيران الأميركي البريطاني غارتين جويتين على منطقة جربان بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء، كما شنّ خمس غارات على مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، مستهدفاً مواقع وثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة تحت الأرض.
ومنذ مطلع العام الماضي، يشنّ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة، رداً على هجمات الجماعة ضد سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، تشنّ جماعة الحوثيين هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار ما تسميه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".