غارة إسرائيلية على اللاذقية ومقتل امرأة في ريف حلب

17 أكتوبر 2024
منظر عام لمدينة اللاذقية الساحلية، 5 فبراير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شنت إسرائيل غارة جوية على اللاذقية بسوريا، مستهدفة مستودع أسلحة للمليشيات الإيرانية وحزب الله، مما أدى إلى إصابة مدنيين وأضرار مادية. تأتي هذه الغارة ضمن سلسلة هجمات إسرائيلية تستهدف مواقع إيرانية وحزب الله في سوريا.

- شهدت مناطق شمالي وشرقي حلب اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية، مما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة مدنيين، ونزوح السكان من المخيمات القريبة، وسط دعوات لوقف الاقتتال.

- أعلنت الجبهة الشامية عن محاولاتها لحل الخلافات مع فصيل صقور الشمال، مؤكدة أن الاشتباكات تخدم مصالح روسيا وتعرقل جهود المعارضة ضد النظام السوري.

شن الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية على مدينة اللاذقية الساحلية في شمال غربي سورية، فجر اليوم الخميس، مستهدفاً ما يعتقد أنه مستودع للأسلحة، ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر عسكري من قوات النظام قوله إنه في "حوالي الساعة 2:50 فجر اليوم شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه البحر المتوسط مستهدفاً إحدى النقاط قرب مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات الخاصة المحيطة".

من جهته، قال مصدر من وحدات الرصد والمتابعة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، لـ "العربي الجديد" إن "طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مستودعاً للأسلحة، كان يتبع سابقاً لقوات النظام السوري وسيطرت عليه المليشيات الإيرانية، بالقرب من جامعة تشرين عند المدخل الشرقي لمدينة اللاذقية". وأوضح المصدر أن "الاستهداف أسفر عن اندلاع حريق ضخم في المستودع، دون معرفة حجم الخسائر الناجمة عن القصف"، مشيراً إلى أن "ريف مدينة اللاذقية تعرض سابقاً مرات عدة لقصف إسرائيلي طاول مقار عسكرية ومستودعات للأسلحة تخص المليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجارات في مدينة اللاذقية ناتجة من استهداف مستودع ذخيرة "تابع لحزب الله اللبناني أو للمليشيات الإيرانية، في تلك المنطقة، حيث يوجد ميناء صغير للإيرانيين، ولا يُعرف إذا كان السلاح المخزن في هذه المنطقة السكنية جديداً أم مخزناً سابقاً"، وهناك مساكن عسكرية ومستودعات فيها. وأرجع المرصد الانفجارات الضخمة إلى حجم السلاح المخزن في هذا المستودع الذي يبعد عدة كيلومترات عن جامعة تشرين، مؤكداً أن سيارات الإسعاف نقلت شخصين لكن لا يُعرف إن كانا حاراسين سوريين أم من المليشيات الإيرانية.

واتخذ النظام السوري إجراءات لتقييد نشاط حزب الله اللبناني والمليشيات المدعومة من إيران في سورية، وذكر "المرصد السوري" في وقت سابق أن النظام قيد تحركات "الأصدقاء"، على حد وصفه، من المليشيات الإيرانية وحزب الله خوفاً من جره إلى حرب مع إسرائيل، عبر إصدار أوامر عسكرية صارمة بالاتفاق مع الروس. وأضاف المرصد أنه في هذا الإطار، توسع قرار قوات النظام بتجميد النشاطات العسكرية لمليشيات إيران وحزب الله من المنطقة المحاذية للحدود مع الجولان المحتل، ليشمل محافظات ريف دمشق وحمص وبادية حمص، التي يحتمل أن تنطلق منها طائرات مسيرة نحو الجولان السوري المحتل والعمق الإسرائيلي.

وكثّف الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية عمليات القصف الجوي التي تستهدف ما يُعتقد أنها أهداف تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في سورية، إضافة إلى الدفاعات الجوية التابعة لقوات النظام السوري في عموم الجغرافيا السورية، حيث لم تعد أي منطقة سورية تابعة للنظام بمأمن من هجمات إسرائيلية طاولت جنوب البلاد ووسطها وشرقها. في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استهدفت بارجة حربية إسرائيلية بعدة صواريخ مستودعاً للأسلحة تابع للمليشيات الإيرانية بالقرب من قرية حميميم في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية.

وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، هاجمت إسرائيل منذ مطلع العام الحالي الأراضي السورية 106 مرات، 87 منها جوية و19 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 192 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات ودفاع جوي. وبحسب المصدر ذاته، أدّت الضربات إلى مقتل 257 من العسكريين، بالإضافة إلى إصابة 181 آخرين منهم بجراح متفاوتة.

اقتتال فصائل معارضة شمالي وشرقي حلب

وفي سياق آخر، قُتلت امرأة وجرح مدنيون آخرون، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، من جراء اشتباكات عنيفة بين القوة المشتركة المُشكلة من فصيلي فرقة سليمان شاه وفرقة الحمزة من جهة، وفصيل الجبهة الشامية أبرز مكونات الفيلق الثالث من جهة أخرى، والعاملين جميعاً تحت مظلة الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا، شمال شرقي محافظة حلب شمالي سورية.

وذكرت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) في بيان، صباح اليوم الخميس، أن عدة مناطق في ريف حلب شهدت اشتباكات واقتتالا بين أطراف عسكرية، وفي حصيلة أولية أدت الاشتباكات الى مقتل امرأة وإصابة طفلة بجروح خطيرة، مشيرةً إلى أن فرق الإسعاف والطوارئ لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من السكان والمصابين، بسبب استمرار الاشتباكات وتهديدها لسلامة الفرق المستجيبة. وحثت "الخوذ البيضاء" على تحييد السكان عن هذه الاشتباكات واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وتسهيل وصول فرق الإسعاف والإنقاذ للمصابين وتقديم المساعدة لهم.

وذكرت مصادر عاملة لدى الجيش الوطني السوري غير منخرطة في الاشتباكات، رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، لـ "العربي الجديد" أن مجموعات من القوة المشتركة مزودة بدبابات وعتاد ثقيل هاجمت، أمس الأربعاء، مقرات فصيل صقور الشمال الذي انضم مؤخراً إلى الجبهة الشامية في منطقة حور كلس على الشريط الحدودي مع تركيا شمالي محافظة حلب، وسيطرت على جميع مقرات الفصيل في حور كلس باستثناء أحد المعسكرات المحصنة.

وأشارت المصادر إلى أن الجبهة الشامية هاجمت ليل الأربعاء، مواقع القوة المشتركة في كلٍ من حور كلس وقرى كمروك وبيلان ودوراقلي ومريمين شمالي محافظة حلب، والتي كانت تنتشر فيها سابقاً مجموعات صقور الشمال وتمكنت من استعادة السيطرة عليها وسط اشتباكات عنيفة تشهدها المنطقة.

وأكدت المصادر أن المرأة قُتلت برصاص طائش جراء الاشتباكات بالقرب من مكان نزوحها في مخيم أورم على أطراف بلدة كفرجنة الواقعة، مشددةً على أن المخيمات الواقعة في المنطقة (مخيم أورم، ومخيم قطمة، ومخيم راجعين) شهدت حركة نزوح باتجاه المناطق الآمنة نسبياً بسبب حدة الاشتباكات، وسط مناشدات لبقية فصائل الجيش الوطني بالتدخل لوقف الاقتتال، ومنع تمدد الاشتباكات إلى مناطق أخرى والتي قد تكون نتائجها كارثية على سكان المنطقة. 

من جهتها قالت الجبهة الشامية في بيان، ليل الأربعاء، إنها "سعت طوال الفترة الماضية إلى حل الإشكالية الأخيرة المتعلقة بلواء صقور الشمال، واتخذت عدة خطوات في بادرة حسن نية، ومنها إنهاء الاستنفارات بشكل كامل استجابة للمطالب الشعبية، بهدف التفرغ إلى الاستحقاقات على مستوى الثورة عامة لا سيما التجهيز لمعارك التحرير"، وأشارت الجبهة إلى أن "ما قامت به هذه المجموعات الباغية يخدم المحتل الروسي بالدرجة الأولى الذي يصب حممه ونيرانه على أهلنا وأطفالنا في المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية) لتظهر تحركات الطرفين في سياق التناغم لتبديد الآمال في أي معركة ضد النظام المجرم"، وطالبت الجبهة "القوات المهاجمة بفك الحصار فوراً عن مجموعات صقور الشمال وانسحاب القوات الباغية من المقار والنقاط التي دخلت إليها"، مهددةً بـ "أن الرد سيكون قاسياً ومشروعاً بكل السبل المتاحة، وعلى الباغي تدور الدوائر"، وفق تعبيرها.

بدورها، قالت القوة المشتركة في بيان إن "القوة المشتركة، بما هي إحدى مكونات الجيش الوطني السوري التابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، تلتزم بكل قراراتها وتدافع عن شرعيتها دعماً لتعزيز الحوكمة والإدارة المركزية في المناطق المحررة"، مؤكدة أن مساعيها "تركزت خلال الفترة الأخيرة على الإعداد والتجهيز العسكري وتحصين الجبهات، وكانت بعيدة كل البعد عن النزاعات الداخلية"، مشددة على أن "ما يجري على الساحة الداخلية لن يشغلنا عن إتمام مساعينا للإعداد لتحرير المناطق المحتلة التي تلبي طموحات أهلنا المهجرين، ونؤكد للجميع أن القوة المشتركة ستبقى القوة الضاربة المدافعة عن حصون المناطق المحررة".

وكان فصيل صقور الشمال أعلن في 17 سبتمبر/أيلول الماضي انضمامه إلى فصيل الجبهة الشامية العامل تحت مظلة الفيلق الثالث، بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع لدى الحكومة السورية المؤقتة عن حل صقور الشمال، بهدف إعادة هيكلة الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا، الأمر الذي تسبب باستنفار فصائل الجيش الوطني والجيش التركي في منطقتي اعزاز وعفرين في ريف محافظة حلب الشمالي، شمالي سورية منذ ذلك الحين.

وتأسس فصيل صقور الشمال في منطقة جبل الزاوية وتحديداً في بلدة كنصفرة جنوبي محافظة إدلب عام 2012، ويقود الفصيل حسن حاج علي المعروف باسم حسن خيرية، وينتشر الفصيل في كلٍ من قرى كمروك، وبيلان، ودوراقلي، وسعرينجك في ناحيتي بلبل وحور كلس بريف حلب الشمالي، ويضم نحو 2500 مقاتل معظمهم من أبناء محافظة إدلب، وقسم من ريف محافظة حماة وريف محافظة حلب.