قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء اليوم الخميس، إنّ الجيش الإسرائيلي استكمل "احتلال وتطهير" غربيّ مدينة غزة بالكامل، معلناً بدء الجيش مرحلة جديدة من العملية البرية في قطاع غزة.
وأوضح غالانت في حديثه عن شكل المرحلة القادمة، أن "الجيش يعمل بدقة وإصرار وبشكل حاسم وبتنسيق عالٍ جداً بين القوات الجوية والبحرية والبرية، مصحوباً بمعلومات استخباراتية قوية جداً وشاملة"، على حد وصفه.
وزعم غالانت أن التقييم الأمني أظهر أنه يوجد في مستشفى الشفاء "أدلة مهمّة"، وأن "العملية العسكرية هناك مستمرة وتُنفّذ بشكل انتقائي، ولكن بشكل حازم للغاية".
ووعد بأنّ "المؤسسة الأمنية تعمل من أجل إتاحة عودة جزء من سكان غلاف غزة إلى منازلهم في أوائل عام 2024".
ويقصد غالانت بهذا الإسرائيليين الذين نزحوا من بيوتهم في المناطق المحيطة بقطاع غزة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أنّ "كل من لا يستطيع العودة إلى منزله سيستمر في تلقي رزمة (مساعدات) كاملة من الحكومة. إن التزامنا تجاه سكان الشمال هو تماماً مثل التزامنا تجاه سكان الجنوب".
وتابع غالانت أنّ مكتبه "يعمل الآن للوصول إلى وضع تتمكن فيه بعض البلدات، ابتداءً من الأول من يناير/ كانون الثاني، من العودة إلى حياتها الطبيعية في ظل الحرب، في منطقة تبعد بين أربعة وسبعة كيلومترات عن قطاع غزة". وأردف أنه "في هذا الصدد، يتم تجميع جميع البيانات الأمنية المناسبة".
قائد هيئة أركان جيش الاحتلال: نقترب من تدمير منظومة حماس في شمال قطاع غزة
من جهته، قال قائد هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، الخميس، إن الجيش "قريب جداً من تدمير المنظومة العسكرية لحركة حماس في شمال قطاع غزة". وأضاف هليفي: "هناك أمور علينا استكمالها، ونقترب من ذلك بشكل جيّد".
وأضاف هليفي، خلال تواجده مع قوات الاحتلال في القطاع، أن الجيش "سيستمر في خطواته في القطاع، وطالما الأمر منوط بنا، فمنطقة أخرى، ثم أخرى، وسنقوم بقتل الضباط (أي في حماس) والناشطين وتدمير البنى التحتية".
واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وبعدما اجتاحت قواته مرافق مجمّع الشفاء الطبي كلّها، تمضي اليوم في انتهاكها حرمته في حين تمعن في ترويع الأطقم الصحية فيه والإداريين والمرضى والجرحى والنازحين الذين لجأوا إليه بعدما هُجّروا من بيوتهم ولم يجدوا مأوى آخر لهم.
واقتحمت جرّافات إسرائيلية مجمّع الشفاء الطبي من مدخله الجنوبي، في حين دخلت قوات خاصة مبانيه وراحت تنفّذ عمليات تفتيش جديدة فيه. وبالتزامن مع عمليّة التجريف والاقتحام الجديد، انقطع كلّ تواصل مع المحاصرين في داخل المستشفى.
وفي حديثه عن العملية البرية، ربط غالانت بين تكثيف العمل براً وزيادة الضغط على حركة حماس بخصوص ملف صفقة تبادل الأسرى، قائلاً إنّ "العدو يفهم لغة القوة فقط".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن، الشهر الماضي، توسيع عملياته البرية في قطاع غزة، في وقت تجري فيه اشتباكات على الأرض في محاور عدة، وسط غطاء مكثف من الطيران الحربي الإسرائيلي.