اتّهمت أوكرانيا روسيا بقصف مدينة إنرغودار حيث تقع المحطة (متين أكتاس/الأناضول)
وقال غروسي، بعد تفقد خبراء من الوكالة الذرية للمحطة، بحسب شريط فيديو نشرته وكالة الإعلام الروسية ريا نوفوستي، إنّ "الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية هنا. ليعلم العالم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية باقية في زابوريجيا".
ولكنه لم يحدد عدد الأشخاص الذين سيبقون أو إلى متى.
وكان فريق من خبراء الأمم المتحدة قد وصل إلى مجمع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، اليوم الخميس، لتقييم مخاطر حدوث كارثة إشعاعية بعد تأخر لعدة ساعات بسبب قصف بالقرب من الموقع.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن غروسي الإبقاء على زيارة فريقه إلى محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا رغم ورود معلومات عن ضربات تستهدف الطريق المؤدي إلى المحطة.
وقال غروسي للصحافيين من مدينة زابوريجيا الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتراً من المحطة قبل انطلاق الموكب نحو هذه المنشأة: "كانت هناك أنشطة عسكرية، بما في ذلك هذا الصباح، منذ بضع دقائق"، لكن "لن نتوقف، نتحرّك"، وأضاف: "سنبدأ فوراً تقييم الوضع الأمني في المحطة".
اتهامات متبادلة
رحب المسؤولون الأوكرانيون بزيارة فريق الوكالة وعبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى نزع السلاح عند المحطة، ويقولون إن روسيا تستخدم المحطة درعا لقصف البلدات، إذ إنها تعلم أنه سيكون من الصعب على قوات كييف الرد على القصف.
كما اتهموا القوات الروسية باستهداف المحطة، وهو ما نفاه المسؤولون الروس.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تبذل قصارى جهدها لضمان تشغيل المحطة بأمان ولكي يتمكن مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إتمام مهامهم.
لكن بحسب "رويترز، فإن مراسلا لها شاهد فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى وصوله في قافلة كبيرة وسط وجود مكثف للقوات الروسية على مقربة من المكان. وقال مصدر أوكراني مطلع على الوضع لرويترز إن المهمة "قد تكون أقصر مما كان مخططا له".
وقال صحافيون من الوكالة تابعوا القافلة قبل أن يتلقوا أوامر بالعودة بسبب خطورة الوضع، إنهم شاهدوا ومضات انفجارات في السماء أثناء وجودهم في مدينة زابوريجيا الليلة الماضية.
ولم يتمكنوا من معرفة المسؤول عن هذه الانفجارات.
وتتدهور الأوضاع في المحطة النووية، الكبرى في أوروبا، منذ أسابيع، إذ تبادلت موسكو وكييف اللوم من حين لآخر بشأن قصف في المنطقة المجاورة، ما أشعل مخاوف من كارثة إشعاعية على غرار تشرنوبيل.
وكانت السلطات الأوكرانية قد اتهمت، اليوم، روسيا بقصف مدينة إنرغودار حيث تقع محطة زابوريجيا النووية، في اليوم الذي ستزورها بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكتب رئيس بلدية هذه المدينة دميترو أورلوف من منفاه على تطبيق "تلغرام"، أن "الروس يقصفون بالمدفعية الطريق الذي يُفترض أن تسلكه بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نحو محطة زابوريجيا" التي يحتلّها الروس، مؤكداً أنه لا يمكن للوفد أن "يكمل طريقه" نحو المحطة "لأسباب أمنية".
وقال أورلوف: "نطالب روسيا بوقف استفزازاتها والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى هذه المنشأة النووية الأوكرانية". وفي منشور منفصل على "تلغرام"، أكد أورلوف أنه منذ الصباح الباكر "يضرب (الروس) إنرغودار بواسطة قذائف الهاون وأسلحة رشاشة ويقصفونها بصواريخ"، مرفقاً المنشور بصور تُظهر مبانيَ متضررة وأعمدة دخان أسود.
والأربعاء، اتهمت كييف الروس المسيطرين على إنرغودار والمحطة بقصف المدينة بنيّة تحميل المسؤولية للقوات الأوكرانية.
موسكو: "عملية تخريبية" أوكرانية قرب محطة زابوريجيا
إلى ذلك، تحدثت وزارة الدفاع الروسية عمّا سمّتها "عملية تخريبية قامت بها القوات الأوكرانية حوالي الساعة 06:00 بتوقيت موسكو بالقرب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية".
وجاء في بيان وزارة الدفاع، وفق "روسيا اليوم"، أن "مجموعتين تخريبيتين قوامهما يصل إلى 60 شخصاً في 7 قوارب وصلتا إلى ساحل خزان كاخوفكا، على بعد 3 كيلومترات شمال شرقي محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وحاولتا الاستيلاء على المحطة"، مشيراً إلى أن "القوات الروسية اتخذت التدابير اللازمة لتدمير العدو، بما في ذلك باستخدام طيران الجيش، وإضافة إلى ذلك فقد قامت القوات المسلحة الأوكرانية، من الساعة 8 (بتوقيت موسكو) بقصف نقطة التقاء بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة قرية فاسيلييفكا ومحطة الطاقة النووية بزابوريجيا".
وتابع: "انفجرت 4 قذائف على بعد 400 متر من الوحدة الأولى للطاقة، وهو ما يؤكد الهدف من استفزاز النظام في كييف، لتعطيل وصول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا".
ويحتل الجيش الروسي المحطة التي تعتبر الكبرى في أوروبا، منذ مطلع مارس/آذار بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط. وتتهم كييف موسكو بنشر مئات الجنود وتخزين ذخائر فيها.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)