صعّدت قوات الاحتلال، مساء اليوم السبت، من عدوانها على قطاع غزة، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء منذ بدء عدوان "الجرف الصامد" إلى 135، إضافة إلى 950 جريحاً، فيما تمكّنت المقاومة الفلسطينية من تفجير آليتين عسكريتين إسرائيليتين شمالي القطاع بالتزامن مع إعلان كتائب القسام أنها ستوجه ضربات صاروخية عند التاسعة مساء لمدينة تل أبيب برشقات صواريخ "جي 80".
واستشهدت الشابة خولة الحواجري (24 عاماً) في قصف منزل شرقي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقبل ذلك بقليل وصل جثمان شهيد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة إثر قصف إسرائيلي على حيّ الزيتون جنوبي المدينة.
واستشهد رفعت يوسف عامر (36 عاماً) متأثراً بجراح سابقة أصيب بها في قصف إسرائيلي على منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة. فيما استشهد غازي مصطفى عريف (62 عاماً) وأصيب ابنه بجروح بالغة الخطورة إثر قصف الاحتلال منزلهم في حي الشجاعية بغزة.
وكان الطيران الإسرائيلي قصف مجموعة من المواطنين كانوا يجلسون أمام أحد المنازل في حيّ الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد ستة أشخاص وتحولت جثامينهم إلى أشلاء. وأعلن مصدر طبي في غزة أن الشهداء هم راتب صبحي يوسف الصيفي، عزمي محمود طه عبيد، نضال محمد ابراهيم الملش، سليمان سعيد يونس عبيد، غسان أحمد المصري ومصطفى محمد طه عناية.
وقال شهود عيان في المكان المستهدف لـ"العربي الجديد" إن المستهدفين كانوا هاربين من حرارة الجو وانقطاع الكهرباء ويجلسون أمام منزل أحدهم، ولم يكن بينهم أي مقاوم أو هدف تعده إسرائيل مطلوباً. وأشاروا إلى تحول المنطقة إلى بركة من الدماء بفعل القصف المباشر.
وفي مجزرة أخرى، انتشل مسعفون وطواقم الدفاع المدني فتاتين من ذوي الحاجات الخاصة من أسفل مقرّ جمعية "مبرة فلسطين" للمعاقين في بلدة بيت لاهيا، والتي تعرضت للقصف بالطيران الحربي بشكل مباشر، مما أدى إلى تدمير المكان بالكامل.
في هذه الأثناء، واصل الطيران الحربي تدمير مزيد من المنازل على امتداد القطاع. وفي الساعات الأخيرة، تعرضت منازل عدة للتدمير بينها منازل قيادات من سرايا القدس وكتائب القسام، قُصفت بصواريخ الطيران الحربي، كما تم تدمير عشرات المنازل الأخرى للمدنيين.
في غضون ذلك، واصل المقاومون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة رداً على استمرار العدوان وجرائم الاحتلال. وفي عمليتين نوعيتين، أعلنت "كتائب القسام" أنها استهدفت جيباً عسكرياً ودبابة إسرائيلية في عمليتين منفصلتين شمالي قطاع غزة، ووعدت بنشر صور العمليتين في وقت لاحق.
وأعلنت "كتائب القسام" أنها قصفت حشوداً عسكرية شرقي المحافظة الوسطى بصاروخين 107، وقصفت قاعدة التنصت 8200 في "أوريم" بـثلاثة صواريخ غراد، وقصفت مدينة ديمونا بثلاثة صواريخ "ام 75".
من جهتها، أعلنت "سرايا القدس" أنها قصفت أسدود بصلية من صواريخ غراد وأشكول بعشرة صواريخ 107 وناحل عوز بأربع قذائف هاون.
كذلك أكدت أنها قصفت تل أبيب بصاروخين من طراز براق 70، ونيتيفوت بأربعة صواريخ غراد، وزيكيم ويتفيد بسبعة صواريخ.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان في غزة، إن المقاومة أسقطت طائرة استطلاع إسرائيلي غربي مدينة غزة بعد ظهر السبت. ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لعنصر أمن يحمل جزءاً من الطائرة.
في هذه الأثناء، أفادت اللجنة الحكومية لكسر الحصار واستقبال الوفود التابعة لوزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية أن السلطات المصرية منعت وفداً طبياً أوروبياً من دخول قطاع غزة. وهو الوفد الطبي الأول من سلسلة وفود طبية أوروبية وعربية من المقرر أن تأتي بناءً على توصيات من هذا الوفد.
وأشارت إلى أن الوفد الطبي الأوروبي المكون من أربعة خبراء، إثنان من النرويج، وفرنسي واحد وآخر بريطاني، ينوي تقييم الوضع الطبي في قطاع غزة على ضوء ما أحدثه العدوان الإسرائيلي الغاشم، وإرسال تقارير من أجل تحديد نوعية وأعداد الأطباء الذين تحتاجهم مستشفيات غزة.
وأكَّدت اللجنة أن الوفد الطبي الذي يحمل في جعبته معدات طبية حديثة من أجل استخدامها في علاج الجرحى، سيُجري عمليات جراحية عاجلة.