غزة: لا تهدئة ولا حرب بانتظار البت بفصل الملفات

غزة

ضياء خليل

avata
ضياء خليل
16 اغسطس 2018
4FB140B4-13D4-4447-836B-71F645F978CD
+ الخط -

لا يزال اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي رهن تطورات المباحثات غير المباشرة التي بدأتها الفصائل مع الاستخبارات المصرية قبل أيام عدة، والمستمرة إلى حين التوصل لاتفاق، كما يبدو من بعض التصريحات والتسريبات التي تخرج عن المجتمعين. ورغم عدم إحراز أيّ تقدم فعلي فيها حتى الآن، إلا أنّ استمرار وجود قياديي الفصائل في مصر تأكيد على السعي لاستمرار المباحثات، ومحاولات الوصول إلى اتفاق، يلبي مطالب الفصائل بالحد الأدنى، وهي التي تشاورت كثيراً فيما بينها قبل بدء المباحثات. وتبدو الصورة ضبابية، لكن المؤكد وفق معطيات "العربي الجديد" فإنّ "ما يجري بحثه حالياً هو تثبيت اتفاق التهدئة الذي أبرم في عام 2014 بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وليس اتفاقاً شاملاً، إلا لو تطورت الأمور إلى حيث الاتفاق الشامل وطويل الأمد، وهو ما لا إشارات توحي بحصوله حتى الآن".
وأعادت المصادر ذلك إلى "إصرار حركة حماس على فصل الاستحقاقات في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي التي لا تزال تؤكد أنّ ملف تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل منفصل تماماً عن التهدئة ووقف إطلاق النار والصواريخ والحصار والإغلاق، وأنّ هذا الملف وأي معلومات عنه يجب أنّ يسبقها إطلاق سراح أكثر من 50 أسيراً من الصفقة السابقة (صفقة شاليط) جرى إعادة اعتقالهم في الضفة الغربية".

وعلم "العربي الجديد" أنّ "قيادتي حركة حماس والجهاد الإسلامي نسقتا في لقاء ثنائي بينهما في القاهرة أمس الأربعاء المواقف حول التهدئة، والمصالحة الفلسطينية، والخطوات الواجب اتخاذها لإنقاذ غزة مما تعانيه من أوضاع صعبة وقاسية".

لكنّ المباحثات التي شاركت فيها فصائل أخرى إلى جانب "حماس"، لم تسلم من تداعيات الانقسام الفلسطيني والخلاف الداخلي، فوصفها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد بـ"المسرحية"، ووصمها بـ"الخيانة". قبل تراجع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن هذا الخبر وتغيير صياغته. ونقلت الوكالة عن الأحمد قوله لإذاعة "صوت فلسطين"، إن "التهدئة عمل وطني وليس فصائلياً"، مبيناً أن "جميع فصائل منظمة التحرير أكدت أن أية مفاوضات حول التهدئة يجب أن تتم باسم منظمة التحرير". وذكر أن "ما يجري الآن بين حماس وإسرائيل ليس مفاوضات وإنما مهرجان للإعلان عن الاتفاق"، لافتاً إلى أنه "أبلغ الجانب المصري بتجنب موعد المجلس المركزي للإعلان عن التهدئة التي بدأ الجانب الإسرائيلي إجراءاته بتطبيقها".



على الأرض، خفّفت إسرائيل من جانبها بعض القيود المفروضة على البضائع في غزة، وأعادت فتح معبر كرم أبو سالم، منفذ غزة التجاري الوحيد معها، بعد أكثر من 45 يوماً على إغلاقه في وجه الفلسطينيين، إضافة لتوسيع مساحة الصيد البحري كما كانت قبل الإجراءات الأخيرة حتى 9 أميال بحرية. وقال رئيس اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع للقطاع رائد فتوح لوكالة "فرانس برس"، إنه "أُبلغنا من الجانب الإسرائيلي أنه سيتم اليوم (أمس) إدخال نحو 700 شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والزراعي والإغاثي، ولقطاع المواصلات، بينها 300 شاحنة محملة بمواد بناء".

ومن القطاع كذلك خُفض إطلاق البالونات الحارقة على المستوطنات فيما يعرف إسرائيلياً بمنطقة "غلاف غزة"، لكنها لم تنته تماماً، وسط إصرار فلسطيني على استمرار مسيرات العودة وعدم إيقافها حتى الوصول لاتفاق حقيقي وبضمانات صادقة، ومن دون التسليم بوقف أي نشاط على الحدود قبل وضوح الصورة كاملة.

ودعت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة بقوة في جمعة "ثوار من أجل القدس والأقصى"، يوم غدٍ الجمعة، وذلك "تأكيداً على حق شعبنا في المقاومة وتمسكه بالقدس عاصمةً لفلسطين". وهذا الجمعة ستبدأ المسيرات مبكراً، وستنطلق فيها الفعاليات على حدود القطاع الشرقية مع الأراضي المحتلة عند الساعة الثالثة بعد الظهر، بعد أنّ كانت الساعة الخامسة في الأسابيع الست الأخيرة.

وكان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، المشارك في حوارات القاهرة للوصول إلى التهدئة، قد دعا في كلمة متلفزة نقلتها فضائية "فلسطين اليوم"، التابعة لحركته، إلى المشاركة الجماهيرية الفعالة في جمعة "ثوار من أجل القدس والأقصى". ولفت النخالة إلى أنّ "الفلسطينيين أمام اختبار جديد، وكل يوم نقترب أكثر من الانتصار، فإذا كان العدو يملك كل أسلحة العالم، فنحن نملك الأفضل في الرجال المقاتلين، ونقترب أكثر من القدس".


ذات صلة

الصورة
مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا - شمال غزة - 28 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحقيق شامل، أفادت وكالة أسوشييتد برس بأنّ "إسرائيل لم تقدّم أدلّة تُذكر على وجود مقاتلي حركة حماس في مستشفيات غزة المستهدفة بالقطاع، في حالات كثيرة".
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
جنود إسرائيليون يقومون بدورية على طريق رفح في قطاع غزة، 13 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير طويل إن تكتكيات حرب العصابات التي تنتهجها حركة حماس  في شمال غزة يجعل من الصعب هزيمتها.