وفي غارات الاحتلال فجر اليوم على القطاع، استُشهد ثلاثة فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وكان ثلاثة فلسطينيين استُشهدوا في قصف غربي مدينة غزة، فيما استُشهد فلسطينيتان من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأُصيب أربعة آخرون بحروق وجروح خطيرة للغاية في غارة استهدفت مقرّ جمعية "مبرة فلسطين" لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة. كما استُشهد شاب فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي إلى 121، إلى جانب أكثر من 904 جرحى آخرين.
وفي وقت سابق من فجر اليوم، استُشهد ثلاثة مواطنين في قصف استهدفهم بشكل مباشر في ساحة مسجد شمال قطاع غزة. وعند منتصف الليل، استُشهد الفلسطينيان رامي مساعد ومحمد السميري، في قصف استهدف منطقة الحكر في مدينة دير البلح وسط القطاع، وقبل ذلك، أعلنت الطواقم الطبية استشهاد ناصر صمامة (49 عاماً) متأثراً بجراحه التي أصيب بها في قصف حيّ الزيتون جنوبي مدينة غزة. واستشهد المسنّ صابر سكر، وحسين المملوك، وأصيب ثلاثة آخرون في قصف استهدف حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، مساء اليوم الجمعة.
كما ارتفعت حصيلة المنازل المدمرة منذ بدء العدوان إلى ما يقارب 300 منزل بشكل كلّي، فيما تضرّرت أضعاف هذا العدد ومنها ما أصبح غير صالح للسكن.
في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية، بمختلف فصائلها، التصدّي للعدوان والرد على جرائم الاحتلال، وتبنّت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، قصف مدينة تل أبيب بصواريخ "الفجر"، خلال مؤتمر صحافي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو.
وبينما ذكر بيان للسرايا أن "القصف استهدف نتنياهو وطاقميه الأمني والسياسي"، أظهرت لقطات تلفزيونية نتنياهو مرتبكاً قبل قطع مؤتمره، ومغادرة المكان عقب سماع صافرات الإنذار.
وشرقي مدينة غزة على خط التماس مع الاحتلال، اشتبك مقاومون من "سرايا القدس" مع وحدة إسرائيلية خاصة حاولت نصب أجهزة رصد في المكان، وأوقع المقاومون في القوة الإسرائيلية إصابات، وأعلنت السرايا في وقت لاحق فقدان الاتصال بأحد مقاوميها بعد عودة الباقين.
من جهتها، أعلنت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، إصابة جنديين إسرائيليين إثر استهدافها جيباً عسكرياً على الحدود الشرقية لمدينة غزة بصاروخ مضاد للدروع. وأفاد شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، أن "طائرة مروحية إسرائيلية حطت في المكان ونقلت الجرحى".
وعقب حضور قوة الإسعاف، أمطرتها "القسام" مجدداً بعشرات من قذائف الهاون، وقبل ذلك أمطرت الكتائب قوة أخرى، من ضمن التعزيزات العسكرية الإسرائيلية، شرقي خان يونس، بقذائف هاون وصواريخ 107.
وفي السياق، كشفت "القسام" عن "اختراقها حسابات العشرات من قادة الاحتلال وأعضاء الكنيست، وارسال رسالة القسام إلى الآلاف من المشاركين على هذه الحسابات"، ووعدت في وقت لاحق بكشف مزيد من التفاصيل عن هذا الاختراق.
كما أعلنت كتائب الشهيد "أبو علي مصطفى"، الذراع العسكرية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، وكتائب "المقاومة الوطنية"، الذراع العسكرية لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وكتائب "شهداء الأقصى"، مجموعات الشهيد أيمن جودة، في بيانات منفصلة، مسؤوليتها عن إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف على الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتقاماً لشهداء غزة.
وفي سياق رصد الانتهاكات وجرائم الاحتلال، أكد المرصد "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، أن "قوات الاحتلال صعّدت، اليوم الجمعة، من استهدافها للمدنيين من النساء والأطفال تحديداً، وواصلت قصف المنازل بوتيرة أكبر من الأيام السابقة".
وأوضح المرصد أن "مجمل عدد الهجمات الإسرائيلية على القطاع، منذ بدأ العملية العسكرية، ازدادت بشكل كبير وغير مسبوق عن العمليات السابقة، لتكون الهجمات الأعنف في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي".
في سياق آخر، من المقرر أن تعيد السلطات المصرية فتح معبر رفح البري، السبت، بعد إغلاقه، الجمعة. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، إن "معبر رفح سيفتح لسفر المصريي الأصل والأجانب ولجرحى العدوان الإسرائيلي".