غموض يلف مصير باحثة إسرائيلية - روسية مختطفة في العراق منذ 6 أشهر.. أين إليزابيث تسوركوف؟
رغم تشكيل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فريق تحقيق بشأن حادثة اختطاف الباحثة الروسية - الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، في مارس/ آذار الماضي، إلا أنها لم تعلن عن أي نتائج لتحقيقاتها، وسط غياب أي معلومات عنها، حتى أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي اتهمت مليشيا عراقية باختطافها، لم تصدر عنها منذ أكثر من شهر أي تصريحات جديدة بشأنها.
وأعلنت السلطات العراقية بشكل رسمي، في 7 يوليو/ تموز الماضي، فتح تحقيق بشأن اختطاف باحثة إسرائيلية روسية اختفت قبل أشهر في البلاد. وأكد متحدث باسم الحكومة العراقية أنّ الحكومة تنتظر نتائج التحقيق وليس لديها تعليق آخر.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد، في بيان عمّمه على وسائل الإعلام، في وقتٍ سابق، أنّ تسوركوف اختُطفت منذ أشهر عدة في العراق، وهي في قبضة "كتائب حزب الله"، وأنها ما زالت على قيد الحياة، محمّلاً العراق مسؤولية مصيرها وسلامتها، مشيراً إلى أنّ المخطوفة دخلت إلى العراق بواسطة جواز سفرها الروسي، وبمبادرتها الشخصية، من أجل إجراء أبحاث أكاديمية لجامعة برينستون في الولايات المتحدة.
تعليقًا على ذلك، قالت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، على لسان المسؤول الأمني للمليشيا أبو علي العسكري، في منشور له عبر تطبيق "تليغرام"، إنّ "الكتائب ستبذل جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى الصهاينة) في العراق، خدمة للصالح العام، ولمعرفة مزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية، ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرّم التعامل معهم"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل، وهو ما فسّره مراقبون بأنّه إشارة من المليشيا إلى أن لا علاقة لها بالاختطاف.
وقالت إيما تسوركوف، شقيقة إليزابيث، إنّ على الولايات المتحدة استخدام نفوذها والضغط على العراق من أجل إطلاق سراحها من قبضة "كتائب حزب الله". ونقلت وكالة أسوشييتد برس الأميركية عن إيما تسوركوف قولها إنّ "المستوى الحالي من الضغط غير كاف، أختي تعاني على أيدي هذه المنظمة الإرهابية. لقد مرّ ما يقرب من 6 شهور".
وأفادت الوكالة بأنّ "إليزابيث تسوركوف (36 عاماً)، دخلت العراق بجنسيتها الروسية، في مهمة أكاديمية من جامعة برينستون، والتي تركّز أبحاثها على الشرق الأوسط وخصوصاً العراق وسورية"، مشيرة إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية اتهمت "كتائب حزب الله" التي تتمتع بروابط قوية مع الحكومة العراقية بخطفها.
وأكد مسؤولون وأعضاء في مجلس النواب العراقي، لـ"العربي الجديد"، عدم امتلاكهم أي معلومات حول الواقعة، لكن أحدهم أشار إلى أنّ "الحكومة العراقية كانت قد قررت التحقيق في حادثة اختطاف الباحثة الإسرائيلية، لكننا كنّا نعلم أنه إجراء روتيني ودبلوماسي، في حين أنّ جميع المسؤولين العراقيين يعرفون أنها بحوزة جهة مسلّحة قريبة من إيران، ولا يُعرف ما إذا كانت لا تزال في العراق أم أنها هُرّبت إلى الخارج".
وسبق لـ"العربي الجديد" أن حصل على معلومات من مصادر عراقية، أشارت إلى أنّ إليزابيث تسوركوف دخلت إلى العراق وخرجت منه أكثر من مرة خلال أقل من عام واحد، بجواز سفر روسي وتأشيرة رسمية، كما تنقلت ما بين محافظات عراقية عدة في جنوب ووسط البلاد، وكذلك إقليم كردستان.
وبيّنت المصادر أنّ "تسوركوف لم تخرج من العراق في زيارتها الأخيرة واستمرت بالوجود عدة أشهر، وتم التأكد من ذلك من خلال المنافذ البرية والمطارات في محافظات العراق كافة، بما في ذلك إقليم كردستان، وهذا ما يؤكد أنها ما زالت موجودة داخل العراق، لكنها مجهولة المصير"، متوقعة أن "تكون عملية الاختطاف تقف خلفها جهات غير عراقية، وتحاول أن تعمل على استغلال تسوركوف كملف مساومة مع إسرائيل بملفات لا تتعلق بالعراق".
وتُعرّف تسوركوف نفسها عبر صفحاتها الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي بأنها تتحدّث الإنكليزية والعبرية والروسية والعربية، وتعمل زميلة في معهد "نيولاينز" للاستراتيجية والسياسة، وزميلة بحث في منتدى التفكير الإقليمي، وهو مؤسسة إسرائيلية - فلسطينية مقرّها القدس المحتلة.