اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الجمعة، أن العالم الحالي "أكثر فوضوية بكثير، وأقل قابلية للتنبؤ" ممّا كان عليه خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة، وهو أمر خطير لأنه لا توجد "أدوات" للتعامل مع الأزمات.
ورأى، في مؤتمر صحافي واسع، أن الحرب الباردة كانت بين كتلتين متعارضتين، حيث توجد قواعد وآليات واضحة لمنع الصراع، معتبراً أن الوضع الخطير اليوم لا يمكن وصفه بالحرب الباردة أو الساخنة، ولكن ربما "شكل جديد من المواجهة الفاترة".
الأزمة الأوكرانية
وتطرّق غوتيريس إلى أزمة أوكرانيا، مشيراً إلى أن رسالته إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "هي أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي تدخل عسكري" في أوكرانيا. وأضاف: "أنا مقتنع بأن ذلك لن يحدث، وآمل بشدة أن أكون على حق".
وكان غوتيريس قد قال، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، مع بدئه ولاية ثانية كأمين عام للأمم المتحدة، الخميس الماضي، إنه لا يعتقد أن روسيا ستغزو أوكرانيا.
ورأى، في المقابلة نفسها، أنّ العالم أسوأ من نواحٍ كثيرة مما كان عليه قبل خمس سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ والتوترات الجيوسياسية، التي أثارت صراعات في كل مكان.
الوضع في أفغانستان
وفي سياق آخر، تحدث غوتيريس في المؤتمر الصحافي عن الأزمة الأفغانية، مشدداً على أنه "لا يجوز معاقبة الشعب الأفغاني لمجرد أن "حركة طالبان" لا تتصرف بطريقة ملائمة".
ولفت إلى أنّ "هناك بعض التقدم" في ما يتعلق بعمل المرأة وتعليم الفتيات في أفغانستان، مشيراً إلى أنّ "الموظفات اللواتي يعملن بالأمم المتحدة في أفغانستان يتمكنّ من العمل الآن". وتابع: "نعلم أيضاً أن هناك أماكن يسمح للفتيات فيها بالذهاب إلى المدارس (..)، وهناك أيضاً نساء أفغانيات يعملن في بعض المصالح الحكومية". واستدرك: "لكن هذه فقط مجرد أمثلة محلية، وهي أمثلة قليلة للغاية (..)، من الواضح أيضاً حدوث خروقات جسيمة لحقوق الإنسان".
وقال: "نعمل حالياً من أجل تمكين المرأة من العمل، وأن تتمكن الفتيات من الذهاب إلى مدارسهن الثانوية، وهذا لم يتحقق بعد"، مضيفاً: "نحن على اتصال مستمر مع "طالبان" حتى نبلغهم أنّ من مصلحتهم تحقيق ذلك، وأنه أمر ضروري حتى يحصلوا على الاعتراف الدولي (..) نؤكد هذا في العلن وفي مناقشاتنا معهم".
وذكر أنّ "الأمم المتحدة تعمل في الوقت نفسه من أجل وصول المساعدات الإنسانية، وتجنب حدوث انهيار اقتصادي في أفغانستان (..) الأفغان يعيشون الآن ظروفاً بائسة للغاية".
وختم غوتيريس بالقول: "في الوقت نفسه نصرّ أيضاً مع "طالبان" على ملفات حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وتشكيل الحكومة الشاملة".
الخلاف حول الصحراء
في سياق منفصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، المغرب و"جبهة بوليساريو" إلى إظهار "اهتمام أقوى من الجانبين لحلّ مشكلة" الصحراء، و"ليس إلى الإبقاء فقط على عملية بلا نهاية". وقال: "حان الوقت كي يفهم الأطراف الحاجة إلى الحوار والسعي لحلّ، وليس فقط للإبقاء على عملية لا نهاية لها دون أمل في الحل".
وتأتي تصريحات غوتيريس، في وقت اختتم مبعوث الأمم المتحدة الجديد للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا زيارته الأولى للمنطقة في الجزائر، حيث عقد محادثات الأربعاء مع المبعوث الجزائري المكلف قضية الصحراء عمار بلاني. وأضاف: "آمل أن تتطور العملية السياسية مرة أخرى"، معتبراً أن الأمر يتعلق بـ"مشكلة مستمرة منذ عقود عدة في منطقة من العالم نرى فيها مشاكل أمنية خطيرة جداً، وحيث نرى الإرهاب يتكاثر في منطقة الساحل وعلى نحو متزايد بالقرب من السواحل، ومن مصلحة الجميع حلّ مشكلة الصحراء نهائياً".
الحل في سورية
وفي الملف السوري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية.
وحث غوتيريس، في خطابه، على "إعادة عقد لجنة دستورية ذات صدقية، بقيادة سورية ومملوكة للسوريين، وبتيسير من الأمم المتحدة".
وطالب الأمين العام بالإفراج عن المحتجزين والمعتقلين السوريين، ومواصلة الجهود للوصول، إلى جميع المحتاجين، بالمساعدات الإنسانية في سورية، والتنفيذ الكامل للقرار الدولي 2254 الخاص بسورية.