دوجاريك: غوتيريس يرى أن تقديم المساعدات عبر الآلية العابرة للحدود السورية أمر ضروري ومُلح
قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، لـ"العربي الجديد" إن الأمين العام للمتحدة أنطونيو غوتيريس يرى أن تقديم المساعدات عبر الآلية العابرة للحدود لسورية أمر ضروري ومُلح، لافتاً إلى أن ملايين من النساء والأطفال السوريين بأمس الحاجة للمساعدات الإنسانية.
وأضاف دوجاريك "نعمل كذلك لتقديم المساعدات عبر نقاط التماس (عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام)، ولكن لم يحرز التقدم المنشود في هذا السياق، وسيؤكد الأمين العام في اجتماع مساء اليوم حول سورية في مجلس الأمن على هذه النقاط أمام جميع الدول الحاضرة".
وحول ما إذا كانت هناك مباحثات مباشرة بين الأمين العام للأمم المتحدة وممثلي الصين وروسيا حول هذا الموضوع، خاصة أن الطرفين عارضا في الماضي التجديد لأكثر من معبر، قال دوجاريك "لقد أكد الأمين العام مراراً وتكراراً على نحو علني وفي اجتماعاته الخاصة مع مسؤولين (روس وصينيين) على ضرورة إبقاء الآلية العابرة للحدود".
وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والتي أشار فيها إلى إمكانية استخدام روسيا الفيتو وعدم التجديد للآلية العابرة للحدود، قال دوجاريك "هناك حوار مستمر بين مكتب الأمين العام وبين الدول المهمة في هذا السياق ونأمل أن يؤدي ذلك إلى نتائج إيجابية والتجديد لقرار مجلس الأمن المتعلق بالألية العابرة للحدود".
وجاءت تصريحات دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي وقبيل عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك مساء اليوم جلسته الشهرية حول الوضع الإنساني في سورية.
ومن اللافت للانتباه حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، للجلسة إلى جانب القائم بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، راميش راجاسينغهام، الذي سيقدم إحاطته حول الوضع الإنساني في سورية.
وستكون هذه آخر جلسة قبل اجتماع مجلس الأمن القادم حول الموضوع وتصويته للتجديد للقرار 2533 (2020) حول تقديم المساعدات العابرة للحدود والذي ستنتهي صلاحيته في الـ 11 من الشهر القادم.
وبحسب القرار، فإن المساعدات العابرة للحدود يمكن تقديمها فقط من معبر باب الهوى على الحدود التركية السورية، وذلك بعد إغلاق معابر أخرى كباب السلام (تركيا) واليعربية (العراق) لاعتراضات روسيا وصينية واستخدامهما "حق النقض" (الفيتو) ضد قرارات كانت تنوي التجديد لتقديم المساعدات عبر تلك المعابر والموافقة فقط على تقديمها عبر باب الهوى.
وترى روسيا أن المساعدات للشمال الشرقي والشمال الغربي يمكن تقديمها عن طريق الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري، في حين ترى العديد من الدول الغربية والأمم المتحدة أن البيروقراطية والتحديات لتوصيل المساعدات عبر نقاط التماس والأراضي التي يسيطر عليها النظام تشكل عائقاً حقيقياً لوصول المساعدات الكافية كما في التكلفة.
وطالبت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة بأن يتم إعادة فتح معابر أخرى لتتمكن من تقديم المساعدات بشكل كاف لشمال شرق وشمال غرب سورية.
ومن المنتظر أن يلح غوتيريس في مداخلته بجلسة اليوم على "ضرورة التجديد للآلية العابرة للحدود، كما سيناشد الأمين العام الدول بدعم صندوق العمليات الإنسانية الخاص بسورية، وتحتاج الأمم المتحدة إلى قرابة 4.2 مليارات دولار لتقديم المساعدات هذا العام.
وفي هذا السياق، أصدر عدد من منظمات الأمم المتحدة كـ"اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الفاعلة في سورية بياناً مشتركاً في وقت سابق من الشهر تؤكد فيه على ضرورة التجديد للآلية العابرة للحدود لسنة أخرى.
وقالت المنظمات، في بيانها، إن عدم التجديد للآلية العابرة للحدود سيعني وقفاً فورياً لتقديم الأغذية، ولقاح كورونا، والإمدادات الطبية الضرورية والمأوى والحماية والمياه النظيفة والصرف الصحي وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى 3.4 ملايين شخص، بما في ذلك مليون طفل.
وفي اجتماع مجلس الأمن الأخير حول الموضوع الشهر الماضي، بدت روسيا مصرة على موقفها المشكك بالحاجة إلى تقديم المساعدات الإنسانية عبر الآلية العابرة للحدود في الوقت الذي تطالب عدد من الدول الغربية في مجلس الأمن بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بزيادة عدد المعابر.
ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كان الجانب الروسي سوف يصر على موقفه ولن يسمح بالتجديد للآلية حتى عبر باب الهوى.