نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها، اليوم السبت، إن مقاتلي مجموعة "فاغنر" المرتزقة الروسية سيطروا على منطقتين أخريين في مدينة باخموت الأوكرانية.
ولم يتسنّ لـ"رويترز" التأكد من التقرير بشكل مستقل. وقالت بريطانيا في تحديث مخابراتي، أمس الجمعة، إن القوات الأوكرانية اضطرت للانسحاب من بعض الأراضي في مدينة باخموت، مع شنّ روسيا هجوماً جديداً هناك بنيران المدفعية الثقيلة على مدى اليومين المنصرمين.
وكانت باخموت التي كان يقطنها نحو 70 ألف شخص قبل الحرب، الهدف الرئيسي لروسيا في هجوم شتوي مكثف لم يسفر حتى الآن عن مكاسب تذكر، على الرغم من قتال بري لقوات المشاة لم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال الجيش الروسي في بيان إن وحدات مجموعة "فاغنر" تنفذ عمليات قتالية مكثفة لانتزاع المناطق الغربية من المدينة، مشيراً إلى أن القوات الجوية تقدّم الدعم إلى الفرق التي تنفذ الهجوم، وتوقف "محاولات العدو" لإيصال الذخيرة إلى المدينة.
إلى ذلك، أفاد تقييم للجيش البريطاني بأن روسيا ضخت موارد جديدة في محاولة للاستيلاء على باخموت، مشيراً في إفادة يومية إلى أن روسيا أعادت "إذكاء هجومها على بلدة باخموت في دونيتسك، مع تحسن التعاون بين القوات التابعة لوزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر".
وجاء في الإفادة: "تواجه القوات الأوكرانية مشكلات كبيرة تتعلق بإعادة الإمداد، لكنها قامت بعمليات انسحاب منظمة من المواقع التي أجبرت على التنازل عنها".
والجمعة، قُتل تسعة أشخاص، بينهم طفل يبلغ من العمر عامين، في قصف روسي استهدف مجمعاً سكنياً في مدينة سلوفيانسك شرقيّ أوكرانيا، بحسب ما أفادت السلطات المحلية، اليوم السبت.
وانهار طابقان علويان في أحد المباني، ومشط رجال الإنقاذ المنطقة بحثاً عن ناجين حتى الليل، وسحبوا امرأة في السبعينيات من عمرها على قيد الحياة من تحت الأنقاض. وتوفي طفل في طريقه إلى المستشفى بعد إنقاذه، بحسب مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وكتب زيلينسكي في منشور منفصل أرفق معه مقطعاً للمباني المتضررة: "تظهر دولة الشر معدنها مجدداً". وأضاف: "تقتل الأفراد في وضح النهار. وتخرب وتدمر جميع أشكال الحياة".
وبحسب كييف، فقد أصابت سبعة صواريخ خمسة مبانٍ، وخمسة منازل، ومدرسة، ومبنىً إدارياً. وشاهد مراسلو وكالة "فرانس برس" صفحات من كتب مدرسية ورسومات أطفال متناثرة بين الركام في الشارع خارج المبنى.
ويأتي الهجوم ضمن سلسلة طويلة من الهجمات التي استهدفت مناطق مدنية في الحرب التي مضى عليها الآن أكثر من عام بقليل. ودأبت روسيا على نفي استهدافها لمواقع مدنية.
وتقع سلوفيانسك في الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية من منطقة دونيتسك، لكنّها قريبة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. وتبعد المدينة 45 كيلومتراً شمال غرب باخموت، بؤرة القتال في شرق البلد.
وقالت لاريسا (59 عاماً) لـ"فرانس برس": "أعيش في الجهة المقابلة من الشارع، وكنت نائمة عندما سمعت دوي الانفجار الهائل، وهربت من شقتي"، مضيفة: "كنت خائفة جداً وفي حالة صدمة"، مشيرة إلى أن قوة القصف أدّت إلى تحطيم نوافذ منزلها، وإلى تطاير شظايا الزجاج فيه.
وجاءت الضربة على سلوفيانسك في وقت أعلنت فيه موسكو أنها تضغط من أجل الاستيلاء على المزيد من أحياء باخموت المنكوبة.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)