تعيش حركة "فتح"، في قطاع غزة خصوصاً، أزمة مستعصية عنوانها القيادي الأمني المطرود من صفوفها، محمد دحلان، الملاحَق قانونياً، والذي يشكل تياره العقدة الرئيسية التي تعيق تحضيرات الانتخابات التنظيمية للحركة، وذلك من ضمن جهود الرجل للاستيلاء على الحركة، وتصدر المشهد الفلسطيني، بدعم علني من حكام إسرائيل وعواصم إقليمية أخرى، مثل القاهرة وغيرها.
وتعاني الحركة في غزة من مشكلات عدة، تتمثل في عدم قدرة الهيئة القيادية للحركة على التكيّف مع الواقع الحالي الداخلي، في ظلّ الخلافات وصراع التيارات المشتعل، بين تياري الرئيس محمود عباس، ومحمد دحلان.
وتعاني الحركة في غزة من مشكلات عدة، تتمثل في عدم قدرة الهيئة القيادية للحركة على التكيّف مع الواقع الحالي الداخلي، في ظلّ الخلافات وصراع التيارات المشتعل، بين تياري الرئيس محمود عباس، ومحمد دحلان.
وعلى الرغم من ابتعاد دحلان عن القطاع منذ أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007، إلا أنّ لعناصره وكوادره حضوراً داخليا في "فتح"، وعلى الصعيد الحركي والانتخابات الداخلية الأخيرة، وهو الأمر الذي يضع الكثير من العراقيل في وجه الهيئة القيادية العليا للحركة حالياً. وبات لدحلان تنظيم موازٍ في غزة، يعمل تحت اسم "فتح"، لكنه يعاند التيار الرسمي المعترف به، ويقوم بفعاليات متعددة، ومنها ما يُصار إلى تجييشه ضد القيادة الرسمية للحركة، تحديداً عباس.
في هذا السياق، يكشف القيادي في "فتح"، يحيي رباح، لـ"العربي الجديد"، أنّ"الفترة المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً في الهيئة القيادية العليا الخاصة بالحركة، في ظلّ المصاعب الحالية، والمتغيرات المستمرة على الساحة السياسية الفلسطينية". ويقول رباح إنّ "الهيئات القيادية المتعاقبة واجهت وما تزال، الكثير من المشكلات ومنها الصدام مع حركة حماس، التي تدير القطاع منذ عام 2007، بالإضافة إلى المشكلات المالية التي تعاني منها الحركة بشكل كبير في القطاع".
اقرأ أيضاً: دحلان وبلير بالقاهرة: مشاريع خلافة عباس وتخريب اتصالات التهدئة
ويلفت إلى أنّ "التيارات الموجودة داخل الحركة، وبشكل خاص تيار دحلان، يعتبر من أهم العقبات التي تواجه الهيئة العليا للحركة في غزة، وتُعطّل تحقيق الكثير من التقدم والإنجاز". كما يُشدّد على أنّ "حركة فتح في غزة تحتاج إلى شخصيات قيادية تتمكن من انتشال الحركة من واقعها الحالي، وإحداث نقلات نوعية على صعيد العمل الفصائلي، وتجاوز كافة الصعوبات والعقبات التي تفرض على كوادر وقيادات الحركة".
ويوضح أنّ "الهيئة القيادية الحالية تواجه العديد من المشكلات في العمل في غزة، ورفعت ذلك إلى اللجنة المركزية للحركة، وللرئيس محمود عباس، من أجل العمل على تجاوز هذه المشكلات والتمكن من إنجاز المهام الموكلة لها".
ويشير رباح إلى أنّ "فتح أوشكت على الانتهاء بشكل كبير من الانتخابات الداخلية، وإفراز الشخصيات القيادية الجديدة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بالرغم من الصعوبات التي تواجه الحركة في إجراء انتخاباتها".
ورفض العديد من أعضاء الهيئة القيادية العليا الحديث لـ"العربي الجديد"، عن واقع المشكلات الذي تعاني منه الحركة، وقرار التوجه نحو الاستقالة، وتعيين هيئة قيادية جديدة للحركة في القطاع تتمكن من تمثيل عناصر وكوادر الحركة.
واكتفى أحدهم بالقول إنّ "مشكلة الهيئة القيادية ستناقش داخل أروقة الأطر القيادية العليا للحركة ومع الرئيس محمود عباس، من أجل الخروج من المأزق الحالي الذي تواجهه الحركة في ظل عدم مقدرتها على عقد مؤتمرها السابع".
في هذه الأثناء، يرى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أنّ "حركة فتح في غزة أصبحت عبارة عن مجرد تيار، يعاني من مشكلة في الهيكل القيادي، وهو ما ينعكس بالسلب على صورة الحركة أمام باقي الفصائل العاملة في القطاع".
ويوضح عطا الله أنّ "كل محاولات تحسين واقع الحركة في غزة خلال السنوات الماضية اقتصرت على إقالة هيئة قيادية وتعيين أخرى بديلاً منها، من دون محاولة منحها الصلاحيات الكاملة للعمل على حل مشكلة الهيكل التنظيمي".
ويبينّ أنّ "قادة فتح في غزة وعناصرها يعيشون حالة من التهميش، على عكس زملائهم الموجودين في الضفة الغربية، وهو ما يؤدي إلى إبقاء المشكلات قائمة داخل الحركة، وعدم الخروج من لعبة التجاذبات والصراعات".
اقرأ أيضاً: اتهامات القاهرة عقبة جديدة أمام حوار "فتح" و"حماس"