فحوى اجتماع سوداني بين المعارضة والعسكر برعاية سعودية أميركية: تخوّف "الحرية والتغيير" من مناورة لربح الوقت
بعد نحو 12 يوماً من أول لقاء بين المكون العسكري في السودان، وتحالف قوى "إعلان الحرية والتغيير" المعارض، يبدو أن جهود حل أزمة ما بعد انقلاب 25 أكتوبر، ما تزال متعثرة.
واجتمع الطرفان، أمس الأحد، للمرة الثانية بمنزل السفير السعودي بالخرطوم علي بن حسن بن جعفر وبحضور القائمة بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم، لوسي تاملين، حيث مثّل المكوّن العسكري الفريق شمس الدين الكباشي، عضو مجلس السيادة، فيما مثّل تحالف "الحرية والتغيير" القيادي البارز طه عثمان.
ولم يصدر من الطرفين ولا من الوساطة السعودية الأميركية، إفادات عن نتائج الاجتماع.
في المقابل، كشفت مصادر رفضت الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد" عن أن الاجتماع استمر لعدة ساعات ولم يتمّ خلاله التوصل لأي نتيجة فيما يتعلق بـ"تأكيد حسن النوايا" ولا بـ"توافق على إجراءات تهيئة المناخ للحوار وتحديد الأطراف التي يحق لها الجلوس على طاولة التفاوض مستقبلاً".
وأشارت المصادر إلى أن ممثل "تحالف الحرية والتغيير"، احتج خلال الاجتماع على "تراجع في خطاب المكون العسكري تجاه الحوار".
وحسب المصدر، فقد استشهد ممثل "تحالف الحرية والتغيير" بما أورده رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال خطابه الأخير لكبار ضباط الجيش والدعم السريع بشأن عدم نيته الوصول لاتفاق مع طرف واحد وتمسكه بالآلية الثلاثية".
وتتكون الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية.
ورفض تحالف الحرية التعاطي مع مبادرة الآلية الثلاثية إلا بشروط لم تتحقق بعد، لذا قاطع دعوتها لجلسة الحوار في الثامن من الشهر الجاري. ولم يحضر لهذه الجلسة إلا تحالفات موالية للانقلاب العسكري وأخرى كانت جزءاً من نظام الرئيس عمر البشير قبل سقوطه في أبريل/نيسان 2019.
وحسب ما لاحظه "العربي الجديد"، فإن حالة من التململ بدأت تسود داخل "تحالف الحرية والتغيير" خصوصاً مع وجود إحساس بأن المكون العسكري يسعى لربح الوقت ليس إلا.
ويبدو أن المكون العسكري أظهر عدم جديته في التعامل مع المبادرة السعودية-الأميركية، ولو في حدها الأدنى، والذي ينصّ على التعامل غير العنيف مع التظاهرات السلمية التي تخرج يومياً ضد الإنقلاب.
هذا الأمر أصبح يشكل حرجاً كبيراً على التحالف وسط الثوار ولجان المقاومة الرافضة لمجرد فكرة التفاوض مع العسكر.
في هذا السياق، لم تستبعد مصادر من داخل تحالف "الحرية والتغيير"، اتخاذه لمواقف أكثر تشدداً إذا لم يعمل المكون العسكري على إنهاء الانقلاب .
وأشارت هذه المصادر إلى أن قادة التحالف صرحوا بذلك حتى أمام السفير السعودي، والقائمة بالأعمال الأميركية.
وتتوجه القائمة بالأعمال الأميركية اليوم لبلادها لتسليم مساعدة وزير الخارجية، مولي فيي، تقريراً حول ما جرى في الفترة السابقة، والتي من جهتها ستقدم تقريراً لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بيلكن.
المصادر أكدت كذلك، أن السفير السعودي علي بن حسن بن جعفر أبدى انزعاجه من عدم إحراز تقدم، خصوصاً وأن السعودية متحمسة لإنجاح العملية السياسية وتحقيق عدد من المكاسب السياسية، وفي مقدمتها وقف التمدد الروسي على السواحل البحرية السودانية بما يشكل خطراً على أمنها القومي.
وتمتد تخوفات تحالف "الحرية والتغيير" من تحركات أخرى لمبعوث الإتحاد الإفريقي، محمد الحسن ودلباد، باعتبارها تحركات منحازة للعسكر وترى تلك المصادر "أهمية وضرورة إبعاده كلياً من الوساطة لو استمر على ذلك النهج المنحاز".
في موازاة ذلك، شن زعيم حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، في مؤتمر صحافي، اليوم الإثنين، هجوماً على، الآلية الثلاثية واتهمها بالفشل في توفير حلول سياسية للأزمة وتغييب القوى السياسية من الحوار، والسعي نحو تسليم السلطة لتحالف الحرية والتغيير لوحده. ووعد المهدي بتحرك عاجل لمن أسماها القوى الوطنية للقاء المكون العسكري بغرض التباحث حول تشكيل حكومة وصياغة وضع دستوري جديد.