أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لصد الفوضويين الذين نهبوا مؤسسات تجارية في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، خلال احتجاجات عيد العمال ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الذي انتُخب لفترة جديدة في الآونة الأخيرة.
وشارك الآلاف في مسيرات عيد العمال في أنحاء فرنسا طالبوا فيها بزيادة الرواتب وبأن يتخلى ماكرون عن خطته لرفع سنّ التقاعد.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، على "تويتر"، إنّ المسيرات كانت سلمية في معظمها، لكن أعمال عنف اندلعت في باريس حيث ألقت الشرطة القبض على 29 شخصاً حتى الآن.
واندلعت الاشتباكات مع الشرطة في بداية المسيرة بالقرب من ساحة الجمهورية وعندما وصلت إلى ساحة الأمة في شرق العاصمة الفرنسية.
ونهب فوضويون من حركة "الكتلة السوداء" أحد مطاعم ماكدونالدز في ساحة ليون بلوم وهاجموا العديد من وكالات العقارات وحطموا نوافذها وأضرموا النيران في صناديق القمامة. وقالت الشرطة إنّ حتى رجال الإطفاء الذين حاولوا إخماد الحرائق لم يسلموا من هجوم الفوضويين. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
ونُظم نحو 250 مسيرة في باريس ومدن أخرى منها ليل ونانت وتولوز ومرسيليا.
وكانت تكاليف المعيشة الموضوع الرئيسي في الحملة الانتخابية الرئاسية ومن المتوقع أن تكون على نفس القدر من الأهمية قبل الانتخابات التشريعية، في يونيو/ حزيران، التي يتعين أن يفوز بها حزب ماكرون وحلفاؤه كي يتمكنوا من تنفيذ سياساته المؤيدة للأعمال ومنها رفع سن التقاعد من 62 عاماً إلى 65.
#France - #MayDay - Clashes between protesters and police on the sidelines of the annual May Day in Paris.
— AFP Photo (@AFPphoto) May 1, 2022
📸 Alain Jocard #AFP pic.twitter.com/mzcXgvV9pE
وفي العاصمة الفرنسية، انضمت شخصيات سياسية معظمها من اليسار ونشطاء المناخ إلى النقابيين. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "التقاعد قبل التهاب المفاصل" و"التقاعد عند 60 عاماً وتجميد الأسعار" و"ماكرون، اخرج".
وقال فيليب مارتينيز، رئيس نقابة الكونفدرالية العامة للشغل، لـ"رويترز"، قبل المسيرات "كلما زادت قوة الحشد في عيد العمال هذا، زادت قدرتنا على التأثير على سياسات الحكومة". وأضاف "على الحكومة أن تتعامل مع مشكلة القوة الشرائية من خلال زيادة الأجور".
وفاز ماكرون بفترة رئاسة جديدة مدتها خمس سنوات بعد تغلبه على منافسته مارين لوبان من اليمين المتطرف في جولة الإعادة يوم الأحد الماضي.
وشارك زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون الذي حل في المركز الثالث بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مسيرة باريس.
وقال إنه يريد حشد اتحاد اليسار، بما في ذلك حزب "الخضر"، للهيمنة على البرلمان وإجبار ماكرون على "تعايش" محرج، لكن هذا لم يتحقق حتى الآن. وقال ميلينشون قبل بدء المسيرة "لن نقدم تنازلاً واحداً بشأن المعاشات".
وخلافاً لما حدث في سنوات سابقة، لم تضع مارين لوبان إكليلاً من الزهور في باريس عند تمثال جان دارك، الذي يستخدمه حزبها رمزاً قومياً. وحل محلها رئيس "التجمع الوطني" المؤقت جوردان بارديلا الذي قال إنّ لوبان تستعد للانتخابات التشريعية.
وحثت لوبان الناخبين في رسالة مصورة على انتخاب أكبر عدد ممكن من النواب من حزبها في يونيو/ حزيران حتى تتسنى لها "حماية قوتك الشرائية" ومنع ماكرون من القيام "بمشروع ضار لفرنسا والشعب الفرنسي". وستجري فرنسا الانتخابات البرلمانية يومي 12 و19 يونيو.
(رويترز)