فرنسا: مقرر "مرصد العلمانية" ضحية خطة الحكومة لمحاربة "الإسلاموية"

20 أكتوبر 2020
تجمّع في ساحة الجمهورية في باريس تكريماً لمدرس التاريخ صموئيل باتي (Getty)
+ الخط -

نشرت وسائل إعلام فرنسية تسريبات لوزيرة شؤون المواطنة مارلين شيابا، تكشف سعيها لإزاحة نيكولا كاديين، مقرر "مرصد العلمانية" (هيئة ملحقة برئاسة مجلس الوزراء) من منصبه.

وأشارت التسريبات إلى أنّ مساعي الوزيرة بدأت بعد حادثة مقتل أستاذ التاريخ صموئيل باتي وقطع رأسه على يد لاجئ من أصول شيشانية، يوم الجمعة الماضي.

وذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية، التي كانت أول من كشف هذه القضية، مساء أمس الاثنين، أنّ الوزيرة تعتبر أنّ مقرر المرصد "مهتم بمكافحة وصم المسلمين أكثر من اهتمامه بالدفاع عن العلمانية"، وذلك بسبب تواصله الدائم مع جمعية "مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا"، التي شملتها عملية أمنية أعلنها وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أمس الاثنين، بتهمة التحريض على مقتل المدرس.

وبحسب ما يكشف مقربون من شيابا، فمنذ أسابيع عديدة، كانت الوزيرة "تتأرجح وتغضب بشكل خاص من المواقف العامة التي اتخذها نيكولا كاديين" (المقرر العام لـ"مرصد العلمانية")، بسبب ازدياد "خطبه الغامضة التي تزعج أعلى دوائر الدولة".

و"مرصد العلمانية" في فرنسا، تأسس عام 2007، وهو هيئة مسؤولة عن مساعدة "الحكومة في عملها الرامي إلى احترام مبدأ العلمانية في فرنسا"، ولا سيما من خلال تنظيم دورات تدريبية لمسؤولي الدولة ورؤساء الجمعيات.

وبحسب التسريبات، فإنّ عدداً كبيراً من المسؤولين النافذين يعتبرون أنّ نيكولا كاديين لم يعد بإمكانه الاستمرار في مهامه. وتشير "لوبوان" إلى أنّ ما يتداول في غرف السياسيين يتمحور حول أنّ "الوضع يحتاج إلى أشخاص مقنعين، وعلمانيين حقيقيين، لا أشخاص يطالبون بعلمانية الاسترضاء، أو المهووسين بانحرافات اليمين المتطرف، بينما يدوس الإسلاميون كل يوم  الجمهورية".

وكان المقرر العام لـ"مرصد العلمانية" قد أيّد علانية تصريحات إيمانويل ماكرون الأخيرة ضد الانفصالية، التي أثارت جدلاً واسعاً، لكن وفق أحد المقربين من شيابا، فإنه "لم يعد مقنعاً. يمكنه دائماً أن يشرح أنّ من المهم عدم إعطاء حجج لخطاب الضحية، ولكن هذا ما دأب على القيام به في السنوات الأخيرة. لم يعد يتمتع بالصدقية".

ويترأس نيكولا كاديين "مرصد العلمانية" منذ بدء عملها عام 2013، رغم أن تأسيس الهيئة تقرر عام 2003 خلال عهد الرئيس الراحل جاك شيراك، لكن لم تُشكَّل هيئتها إلا عندما وصل فرانسوا هولاند إلى قصر الإليزيه.

وتأتي هذه التسريبات في وقت تشهد فيه فرنسا جدلاً واسعاً بعد جريمة ذبح مدرس التاريخ الفرنسي صموئيل باتي نهاية الأسبوع الماضي، ما سمح لليمين، واليمين المتطرف على حد سواء، بتصعيد خطابهما ضد المهاجرين والمسلمين في فرنسا، ليصل الأمر إلى حد بروز دعوات لطرد اللاجئين وإيقاف استقبالهم.

وفي إطار التحرك الحكومي ضد "جماعات وشخصيات متطرفة" في فرنسا، يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً، مساء اليوم الثلاثاء، في منطقة بوبيني في سين سان دوني، بعد يوم من إصدار وزير الداخلية قراراً بإقفال مسجد في المنطقة.

وسيترأس ماكرون اجتماعاً لخلية "مكافحة الإسلاموية"، التي اتخذت من بوبيني مقراً لها، سيحضره وزير الداخلية وعدد من المسؤولين الأمنيين والوزراء المعنيين، حيث "سيُعرض عليه بشكل خاص استراتيجية مكافحة الانفصالية المنفذة في سين سان دوني، والنتائج التي تحقّقت حتى الآن".

دلالات