فصائل درعا تحقق تقدماً ضد مجموعات "داعش" بالجنوب السوري.. ووفد للتحالف يزور مناطق "قسد"
أحرزت المجموعات المحلية في درعا البلد جنوبي سورية، اليوم الأربعاء، تقدماً في المواجهات مع المجموعات المتهمة بالانتماء إلى تنظيم "داعش" المتمركزة في حي طريق السد، فيما زار وفد من التحالف الدولي ضد "داعش" مناطق تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شمالي سورية بهدف بحث ملفات مع قياديين في المليشيات.
وأكد الناشط محمد المحاميد لـ"العربي الجديد" أنّه مع تجدد الاشتباكات في حي طريق السد المجاور لدرعا البلد، بين فصائل محلية مدعومة بمجموعات من "اللواء الثامن" (فصيل محلي يتمركز شرقي المحافظة ويتبع إدارياً للأمن العسكري التابع للنظام) من جهة، ومجموعات متهمة بمبايعة تنظيم "داعش" من جهة أخرى، صباح اليوم الأربعاء، شنّت الفصائل المحلية هجوماً على عدة محاور، وحققت تقدماً في حي طريق السد، حيث سيطرت على مبانٍ كانت تتحصن بها المجموعات المتهمة بالانتماء للتنظيم.
وأوضح المتحدث أنّ المعارك توقفت خلال اليومين الماضيين بسبب إعادة انتشار القوات المهاجمة في محاور جديدة بمحيط حي طريق السد، مشيراً إلى أن طبيعة المنطقة الجغرافية التي تفصل وادي طريق السد عن درعا البلد أعاقت تقدم المقاتلين خلال الأيام الماضية.
ولفت المحاميد إلى أنّ تقليل حدة المواجهات ربما يكون مرتبطا أيضاً ببعض الاحتجاجات التي حصلت خلال اليومين الماضيين على هذه المعركة داخل درعا البلد، حيث عبر البعض عن رغبته في إيجاد مخرج سلمي بدل المواجهة المسلحة، الأمر الذي رفضته غالبية الأهالي والفعاليات المحلية، مؤكدين أنه "لا خيار آخر حقيقياً غير المواجهة، نظراً لرفض تلك المجموعات كل الحلول المطروحة، مثل تسليم أنفسهم لطرف ثالث ومحاكمتهم على جرائمهم، أو الخروج كلياً من المحافظة".
وتشن مجموعات محلية منذ مطلع الشهر الجاري حملة أمنية لتطهير منطقة طريق السد من عشرات العناصر المتهمين بمبايعة تنظيم "داعش"، ويقودهم كل من محمد المسالمة الملقب بـ"هفو"، ومؤيد حرفوش الملقب بـ"أبو طعجة".
وبينما تتهم الفصائل وغالبية أهالي درعا البلد مجموعة "هفو" و"أبو طعجة" بالتورط في العديد من عمليات الاغتيال وحماية عناصر من تنظيم "داعش"، يتهم هؤلاء تلك الفصائل، وخاصة "اللواء الثامن"، بالعمل لصالح النظام السوري، الذي من الملاحظ أنه يكتفي بمراقبة ما يجري دون المشاركة فعلياً في العمليات العسكرية، على الرغم من زعم وسائل إعلامه الرسمية أنّ قوات النظام هي التي تقوم بالعملية ضد تنظيم "داعش" مع تجاهل تام لدور الفصائل المحلية.
ووفق معلومات، قال "تجمع أحرار حوران" إنّه حصل عليها، فإن اللواء الثامن "دخل المعركة بناءً على طلب من الأهالي، وبعد التواصل مع قادة ميدانيين في اللواء أكدوا أنّ العملية العسكرية لم تكن بأوامر من النظام، بالرغم من تبعية اللواء الإدارية لشعبة المخابرات العسكرية".
أما عن المظاهرة التي خرجت من المسجد العمري متجهة إلى حي طريق السد مطالبة بخروج اللواء من المنطقة، فإن تلك المظاهرة، كما أوضح أحد منظميها لـ"التجمع"، فقد كان هدفها حقن الدماء بين أبناء المحافظة، وإعادة الأهالي إلى منازلهم، ومحاولة توفير حلول غير الحلول العسكرية.
وجاءت الحملة الأمنية بعد تفجير انتحاري في منزل القيادي غسان أبا زيد، في 29 من الشهر الماضي، ما أدى إلى إصابته بجروح، ومقتل أربعة أشخاص مدنيين كانوا في مضافته.
في غضون ذلك، نشرت مواقع محلية في درعا، منها "تجمع أحرار حوران"، ما قالت إنها تفاصيل جديدة تثبت تورط المدعو "هفو" في عملية تفجير معسكر "جيش الإسلام" عام 2017 قرب بلدة نصيب، من خلال رصد المعسكر، ما أسفر حينها عن مقتل عشرات الأشخاص، غالبيتهم من أبناء محافظة درعا.
كما تشير الوثائق إلى انتماء "هفو" إلى تنظيم "داعش" وتورطه في عدة عمليات تفجير واغتيال استهدفت مقرات عناصر الجيش الحر في درعا قبيل اتفاق التسوية عام 2018.
وفد من التحالف يزور مناطق سيطرة "قسد"
زار وفد من التحالف الدولي ضد "داعش"، اليوم الأربعاء، مناطق تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في شمالي سورية بهدف بحث ملفات مع قياديين في المليشيات، في حين وصلت جثامين 9 ضحايا قضوا غرقاً في البحر المتوسط إلى ريف حلب تمهيداً لدفنهم هناك.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إنّ وفداً بريطانياً زار مدينة عين العرب، كما زار وفد من التحالف الدولي مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وبحسب المصادر، عقد الوفدان اجتماعين مع قياديين في "قسد" بهدف دراسة ملفات متعلقة بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، والتي تتلقى الدعم من التحالف الدولي بوصفها شريكاً له في الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي. ولم توضح المصادر طبيعة الملفات التي جرت دراستها.
ويذكر أن مناطق تخضع لسيطرة "قسد" في شرق سورية تشهد بشكل متكرر مظاهرات واحتجاجات على سياسات الإدارة التابعة لـ"قسد" عسكرياً وأمنياً وخدماتياً، في حين تقابلها "قسد" بحملات اعتقال للمعارضين لسياساتها وحملات اعتقال بهدف التجنيد الإجباري، إضافة لحملات اعتقال بحجة ملاحقة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ الزيارة أعقبها وصول جثامين 9 أشخاص من أهالي منبج وعين العرب كانوا قد قضوا سابقاً أمام السواحل الجزائرية في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وذكرت المصادر أن الضحايا نقلوا عن طريق "الإدارة الذاتية" إلى ناحية عين العرب ومنبج بهدف دفنهم هناك. وكان الضحايا قد قضوا خلال محاولتهم الهجرة بطريقة "غير شرعية" إلى أوروبا.
إلى ذلك، قال مصدر من الجيش الوطني السوري لـ"العربي الجديد"، إن عنصراً من الأخير قُتل وجُرح آخر جراء قصف استهدف نقطة لهما في محور قرية العريشة بناحية رأس العين، شمال غربي محافظة الحسكة.
في المقابل، قالت وكالة أنباء هاوار المقربة من "قسد"، إنّ عنصراً من قوات النظام السوري أصيب بجروح جراء قصف من الجيش التركي طاول موقعاً في ناحية زركان بريف الحسكة الشمالي الغربي، حيث توجد مواقع للنظام ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".