استهدفت طائرات مُسيّرة تتبع فصيلاً عراقياً مدعوماً من إيران، اليوم الاثنين، قاعدة لقوات "التحالف الدولي" في التنف، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ"55" كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، وقاعدة "روباريا" في منطقة المالكية، بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية.
وأعلن فصيل "المقاومة الإسلامية في العراق"، المدعوم من "الحرس الثوري الإيراني"، عبر معرفاته الرسمية، اليوم الاثنين، أن مقاتليه "استهدفوا قاعدتين للاحتلال الأميركي، هما التنف والركبان في سورية، صباح اليوم الاثنين، بواسطة طائرتين مسيّرتين"، مبيناً، أن "الطائرتين أصابتا أهدافهما بشكل مباشر"، كما أعلن الفصيل اليوم الاثنين استهداف "قاعدة المالكية (روباريا) التابعة للاحتلال الأميركي، في سورية، بواسطة طائرة مسيّرة"، مؤكداً أن "الاستهداف أصاب هدفه بشكل مباشر"، وفق بيانٍ صادر عن الفصيل.
إلى ذلك، قالت مصادر عاملة ضمن صفوف "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن مليشيات مدعومة من إيران جددت، مساء اليوم الاثنين، قصفها لقاعدة "روباريا" التابعة لـ"التحالف الدولي" في منطقة الماليكة بريف الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية، مؤكدةً أن الاستهداف كان برشقة صواريخ من مجموعة عسكرية تتبع للمليشيات الإيرانية التي تسللت عند الحدود السورية العراقية، مُشيرةً إلى أن الاستهداف أسفر عن إصابة عدة عربات تابعة للقوات الأميركية داخل القاعدة.
من جهته، قال عبد الرزاق خضر، المسؤول الإعلامي لدى فصيل "جيش سورية الحرة" (جيش مغاوير الثورة سابقاً) التابع للمعارضة السورية، وشريك قوات "التحالف الدولي" في قاعدة "التنف" العسكرية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قاعدة التنف تعرضت عند الساعة الـ10:00 من صباح اليوم الاثنين لهجوم بطائرتين مسيرتين مجهولتي التبعية".
وأكد خضر أن "القوات الأرضية التابعة للتحالف قامت بإسقاط واحدة من الطائرات المُسيرة، والأخرى سقطت قبل وصولها للهدف، وقبيل إسقاطها بمنطقة قريبة من مخيم الركبان"، مشدداً على أن "هذه الطائرات المسيرات غير دقيقة وتهدد حياة المدنيين".
وكانت طائرتان مُسيرتان قد استهدفتا، فجر الخميس، قاعدة قوات "التحالف الدولي" في "التنف"، ضمن منطقة الـ"55" كم بريف حمص الشرقي، نتج عن الاستهداف إصابات طفيفة، وفق المسؤول الإعلامي لـ"جيش سورية الحرة"، تزامن معها استهداف قاعدة حقل "كونيكو" للغاز، حيث تتمركز قوات لـ"التحالف الدولي"، بعدة قذائف هاون، دون ورود أي معلومات عن وقوع إصابات ضمن القاعدة.
وعقب الاستهداف بساعات، أعلن فصيل "المقاومة الإسلامية في العراق" تبنيه لعملية استهداف قاعدتي التحالف الدولي في منطقة "التنف" وفي حقل "العمر" برشقة صواريخ، وثلاث طائرات مسيرة.
في غضون ذلك، قال الناشط وسام العكيدي، وهو من أهالي ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية أرسلت، اليوم الاثنين، تعزيزات عسكرية عبر معبر الوليد الحدودي بين العراق وسورية، من قواعدها العسكرية المنتشرة في إقليم كردستان العراق، إلى قاعدتها العسكرية المنتشرة في حقل "كونيكو" للغاز بريف دير الزور الشمالي الشرقي، شرق سورية.
وأكد العكيدي أن التعزيزات تضمنت دبابات، وعربات من نوع "برادلي"، ومدافع ميدانية، مُشيراً إلى أن قوات "التحالف الدولي" أرسلت أيضاً يوم السبت الفائت تعزيزات عسكرية إلى نفس القاعدة تضمنت ذخائر وعربات "برادلي"، بالإضافة إلى شاحنات تحمل مواد لوجستية، في ظل استمرار تدريبات قوات التحالف في قاعدة حقل "العمر" (النفطي) بريف دير الزور الشرقي، شرق البلاد.
البيت الأبيض يتهم إيران بـ"تسهيل" هجمات على قواعد أميركية
من جانبه، اتهم البيت الأبيض إيران، الاثنين، بـ"تسهيل" شنّ هجمات على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، مبدياً قلقه حيال احتمال تصعيد الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، على رأسها حركة "حماس".
ونقلت "فرانس برس" عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، قوله للصحافيين، إن "إيران تواصل دعم "حماس" و"حزب الله"، ونعلم أن إيران ترصد من كثب هذه الأحداث، وفي بعض الحالات، تسهل في شكل نشط هذه الهجمات، وتحفز آخرين قد يرغبون في استغلال النزاع لمصلحتهم ومصلحة إيران".
وأضاف: "نعلم أن هدف إيران هو الحفاظ على درجة معينة من الإنكار في هذا المجال، لكننا لن نسمح لهم بالقيام بذلك".