حذّرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية من وجود مؤشرات أولية على انتشار أمراض خطيرة في قطاع غزة. وقالت الصحيفة إن هذه التحذيرات تأتي على خلفية تحليلات للدم أُجريت لعدد من المحتجزين الإسرائيليين السابقين في القطاع، والذين جرى إطلاق سراحهم في إطار صفقة التبادل.
وأضافت الصحيفة العبرية أن "تحليلات الدم أظهرت مؤشرات على وجود فيروسات خطيرة والتي تسربت كما يبدو إلى مياه الشرب في القطاع"، ويؤدي النقص في الغذاء والدواء والضغط الكبير على المشافي إلى تفاقم هذه الأوضاع، بحسب هآرتس التي حذرت من عجز دولة الاحتلال عن التحكم بتوابع هذه المخاطر.
ورأت الصحيفة أن هذه المؤشرات تقود إلى استنتاجين أساسيين: أولهما أنه يتوجب على إسرائيل تعيين منسق للمساعدات الإنسانية يعمل مع الأميركيين والمجتمع الدولي، مشيرة إلى أنه لا يمكن تعيين ضابط عسكري، مثل ما هو الحال مع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بل يجب تعيين مدني يمكنه إدارة سياسات مناسبة بدعم من المجلس الوزاري المصغر.
أما الأمر الثاني، برأي الصحيفة، فيتعلق بعامل الوقت وسرعة إطلاق الأسرى، مشيرة إلى التحذيرات التي تطلقها طيلة الوقت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بأنه "ليس هنالك وقت لدى إسرائيل لتضييعه".
وبحسب معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال في قبضة حماس 137 أسيراً، من بينهم ثمانية مواطنين تايلانديين، ومواطن تنزاني، وآخر من نيبال، وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الأسرى ماتوا نتيجة الظروف الصعبة التي جرى احتجازهم فيها، إضافة إلى ما حذّرت منه محتجزات سابقات من شعورهن بالخطر، جراء القصف الإسرائيلي الذي طاول أماكن جرى احتجازهن فيها.
وتطلق وكالات تابعة للأمم المتحدة تحذيراتها بشكل مستمر بشأن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية في غزة وانهيار النظام العام، وقال برنامج الأغذية العالمي إن خطر "المجاعة" في غزة مرتفع.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الأحد، إن تأثير الحرب الإسرائيلية على قطاع الرعاية الصحية في غزة "كارثي"، وأضاف، خلال اجتماع طارئ للمجلس التنفيذي للمنظمة، أنّ الظروف مثالية لانتشار الأمراض الفتاكة، موضحاً أنه "سيكون من المستحيل على منظمة الصحة العالمية تحسين الوضع في ظل أعمال العنف المستمرة".