المقداد يؤدي اليمين نائباً لبشار الأسد وسط غموض في مصير الشرع

02 أكتوبر 2024
فيصل المقداد يؤدي اليمين الدستوري أمام بشار الأسد، 2 أكتوبر 2024 (إكس)
+ الخط -

أدى فيصل المقداد اليمين الدستورية نائباً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد تعيينه في هذا المنصب تزامناً مع تشكيل الحكومة الجديدة الشهر الماضي. وذكرت وكالة سانا التابعة للنظام السوري أنّ الأسد التقى المقداد بعد أدائه اليمين، و"زوده بتوجيهاته".

وكان بشار الأسد قد أصدر مرسوماً، في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة محمد غازي الجلالي المكونة من 28 وزيراً، وتضمن تعيين بسام الصباغ وزيراً للخارجية مكان فيصل المقداد. وأصدر الأسد مرسوماً آخر بتسمية المقداد نائباً له "ويفوض بمتابعة تنفيذ السياسة الخارجية والإعلامية في إطار توجيهات رئيس الجمهورية"، وفق المرسوم.

والسياسي فيصل المقداد من مواليد قرية غصم، محافظة درعا جنوبي البلاد، عام 1954، ويحمل شهادة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق لعام 1978، والدكتوراه في ذات التخصص من جامعة تشارلز- براغ، جمهورية التشيك عام 1992. وقد شغل منصب نائب وزير الخارجية حتى عام 2006، ووزير الخارجية اعتباراً من عام 2020، خلفاً للوزير الراحل وليد المعلم.

ومن اللافت أن تعيين المقداد في منصب نائب الرئيس يأتي في وقت يوجد نائب آخر للرئيس لم يُعفَ من منصبه، ويفترض أنه ما زال على رأس عمله، وهو فاروق الشرع المنحدر أيضاً من محافظة درعا.

وشغل الشرع منصب نائب رئيس الجمهورية منذ 11 فبراير/ شباط 2006، وكان قد شغل قبلها منصب وزير خارجية سورية بين عامي 1984-2006. وتوارى الشرع عن الظهور الإعلامي طوال السنوات التالية لاندلاع الثورة السورية 2011، وسط إشاعات متكررة عن انشقاقه أو اعتقاله، أو وفاته، دون صدور أي إعلان رسمي بشأن مصيره. وبعد التجديد لرئاسة بشار الأسد في الانتخابات الشكلية التي جرت عام 2014، لم يُذكَر باعتباره نائباً للرئيس، وسبق ذلك استبعاده من القيادة القطرية لحزب البعث في يوليو/ تموز 2013.

ووفق مصادر متقاطعة، فقد عارض الشرع استخدام القمع في مواجهة الاحتجاجات السلمية، ما أثار الشكوك في مدى ولائه للنظام، خصوصاً بعد أن ترأس مؤتمر اللقاء التشاوري للحوار الوطني الشامل الذي عقد في مجمع صحارى بدمشق في يوليو/ تموز 2011، وأعرب في كلمته عن الحاجة للحوار بدلاً من العنف.

وفي عام 2015، أصدر كتابه "الرواية المفقودة" الذي وثق فيه شهادته على الأحداث التي عاشتها المنطقة خلال توليه منصبي وزير الخارجية ونائب الرئيس، وخصوصاً فترة مفاوضات السلام السورية-الإسرائيلية، وكان قد ترأس الوفد السوري لهذه المفاوضات حين انعقاد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991.

كذلك، ثمة نائبة أخرى للأسد كانت قد توارت منذ سنوات عن الظهور الإعلامي، هي نجاح العطار، نائبة رئيس النظام السوري للشؤون الثقافية والإعلامية. وولدت العطار في مدينة دمشق، والدها رضا العطار من رجال القضاء المشهورين في سورية، وأخوها عصام العطار المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، الذي توفي أخيراً. وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة.  

عيّنها رئيس النظام السابق حافظ الأسد وزيرةً للثقافة في 8 أغسطس/ آب 1976، لتكون أول امرأة تشغل منصباً وزارياً في سورية، وقد استمرت في هذا المنصب حتى مارس/ آذار 2000. وعيّنها بشار الأسد في مارس 2006 نائبة له مفوضة بمتابعة السياسة الثقافية. وعلى غرار فاروق الشرع، توارت منذ سنوات عن الظهور الإعلامي، دون إنهاء خدماتها أو تعيين شخص آخر مكانها.