حثّت قيادة الجيش الجزائري وحدات الجيش للبقاء في حال يقظة وحذر، بهدف "التصدي لأية محاولات إرهابية أو اعتداءات غادرة، خاصة في المناطق الحدودية".
وقال قائد الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة خلال لقائه القيادات العسكرية في المنطقة الثالثة غربي الجزائر، الثلاثاء، إن القيادة ملتزمة "بتعزيز قدرات الجيش، وموجبات الجاهزية العملياتية والاستعداد للتصدي لمختلف أشكال التهديدات، مهما كان نوعها أو مصدرها"، وحث القيادات على "التحلي بأعلى درجات اليقظة والحذر".
وأكد شنقريحة أنه "لا يخفى على أحد درجة الحرص الشديد الذي نبديه على الدوام، في سبيل مواصلة مشوار تعزيز قدرات الجيش بكافة مكوناته، ليتكيف مع تحديات المرحلة الراهنة، ويساهم بذلك في تحقيق الأمن والاستقرار"، مضيفاً أن "الشغل الشاغل للجيش في خضم هذه الظروف التي تشهدها منطقتنا الإقليمية، هو تأمين الجزائر أرضاً وشعباً وحفظ استقرارها واستقلالها وسيادتها الوطنية، ومواصلة الجهود المضنية الرامية إلى القضاء على بقايا الإرهاب واجتثاث آخر جذوره من أرضنا، وبناء قوته الرادعة الكفيلة بالتصدي لأي شكل من أشكال العدوان والغدر".
وشهدت الجزائر خلال السنوات الأخيرة عملية تسليح للجيش وتجديد الترسانة العسكرية الجوية والبرية والبحرية، ويوصف الجيش الجزائري بأنه ثاني أقوى جيوش القارة بعد الجيش المصري من حيث التعداد والترسانة الحربية، وتصل موازنة الجيش السنوية إلى 12 مليار دولار. وبرأي قائد الجيش الجزائري، فإن الجزائر تقوم "ببناء جيش قوي يمثل القوة الرادعة، وتطوير الجاهزية العملياتية الدائمة لمواجهة أي طارئ".
وفي الفترة الأخيرة تركز القيادة العسكرية أيضاً على تطوير أداء الجيش في مجال التكنولوجيات الحديثة والحرب الإلكترونية، وقال شنقريحة أمس في مؤتمر حول الأمن السيبراني ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها، إن هذه الأخيرة أصبحت ملاذاً آمناً لشبكات إجرامية منظّمة معروفة بحقدها وكراهيتها للدولة الجزائرية، وتشن حملات تحريضية هدفها ضرب استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أفراد الشعب الجزائري، موضحاً أن "الجزائر عرفت العديد من الهجمات السيبرانية التي استهدفت مواقع حكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات اقتصادية وحيوية استراتيجية، وازدادت هذه الهجمات حدة وكثافة، في الآونة الأخيرة، مع خروج بلادنا من أزمتها".
وأضاف رئيس أركان الجيش "هذه الشبكات تعمل على زرع الفتنة بين أفراد الشعب الواحد، وباتت اليوم واضحة غايات محاولات التلاعب، وبث الرسائل الدعائية، والتسويق للأفكار الهدّامة، من طرف تلك الشبكات، خدمة لأجندات خبيثة أضحت مكشوفة للجميع، لكن الهيئات المختصة نجحت في إفشال هذه المخططات والمؤامرات المنفذّة عبر الفضاء السيبراني".