قائد القوات الروسية في سورية يعود إلى القامشلي.. وإلغاء جديد للدورية المشتركة مع تركيا
قالت مصادر محلية إن قائد القوات الروسية في سورية عاد مجدداً إلى مدينة القامشلي، بهدف بحث التطورات مع قياديين من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في حين أُلغيت الدورية الروسية التركية المشتركة للأسبوع الثالث على التوالي في ناحية عين العرب على الحدود السورية التركية، تزامناً مع اتهام "قسد" أنقرة بتفجير سيارة نقل مدنية تابعة لها.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر تشايكو وصل اليوم إلى مطار مدينة القامشلي، شمال شرقي سورية، قادماً من قاعدة حميميم.
وقالت المصادر إن "القائد العسكري الروسي وصل إلى مطار القامشلي وسط استنفار أمني، ولكن من غير المؤكد إن كان قدومه بهدف لقاء قياديين من (قسد)".
وبحسب مصادر إعلامية مقربة من "قسد" والنظام السوري، من المتوقع أن يلتقي تشايكو مجدداً قيادات من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، من أجل بحث تطورات الشمال السوري والتهديدات التركية بشنّ عملية عسكرية برية.
وكان قائد القوات الروسية في سورية قد زار، في نهاية الشهر الماضي، مدينة القامشلي والتقى قائد "قسد" مظلوم عبدي، بهدف بحث التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد "قسد".
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فقد جرى خلال الزيارة نقل رسالة لـ"قسد" تتضمن عرضاً بدخول قوات النظام إلى مواقعها، وانسحاب "قسد" لعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، وهو ما رفضته الأخيرة.
إلغاء الدوريات الروسية التركية المشتركة
إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن الدورية الروسية التركية، التي كانت مقررة اليوم، أُلغيت بسبب استمرار التصعيد ضد مناطق سيطرة "قسد" في شمال سورية، وتأتي هذه الدوريات عادة في سياق التفاهم الروسي التركي حول مناطق "قسد"، الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الدورية هي الثالثة التي تُلغى خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وكان من المقرر تسييرها في ناحية عين العرب التي تشهد قصفاً تركياً على مواقع "قسد"، والتي زادت وتيرته في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي واصل ظهر اليوم قصف مواقع ومناطق لـ"قسد" في شمال سورية، حيث طاول القصف محور الطريق الدولي (M4) وقرية أبو صرة بناحية عين عيسى، شمال غربي الرقة، وذلك بعد قصف صاروخي ومدفعي تركي طاول قريتي قرموغ وجيشان، شرق ناحية عين العرب، وقريتي زورمغار وجلغلو، غرب عين العرب.
من جانبها، اتهمت هيئة التربية والتعليم التابعة لـ"الإدارة الذاتية" تركيا بتفجير إحدى سياراتها التي كانت تقل الموظفين، ما أدى إلى إصابة سائق السيارة بجروح.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن عبوة ناسفة انفجرت، صباح اليوم الإثنين، في شارع القوتلي بمدينة القامشلي بسيارة مخصصة لنقل موظفين تابعين لهيئة التربية في "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد". وبحسب المصادر، لم يعلن عن وقوع خسائر بشرية حينها.
"قسد" تواصل حملات التجنيد الإجباري
وتواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملات التجنيد الإجباري ضمن مناطق سيطرتها بأرياف الرقة والحسكة وحلب، بالتزامن مع التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية ضدها شمالي سورية.
وقالت مصادر من ريف محافظة الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات "قسد" اعتقلت نحو 13 شاباً، غالبيتهم عُمال، اليوم الإثنين، وساقتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وذلك على حاجز عسكري لها بالقرب من "الفرقة 17" شمالي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد. وأكدت المصادر أن حواجز "قسد" اعتقلت خلال الأيام الماضية أكثر من 70 شاباً في كلٍ من مدينة منبج وأريافها بريف حلب الشرقي، وريف محافظة الحسكة، وريف محافظة الرقة، وجميعهم ساقتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، وسط حالة استياء شعبي ضمن مناطق سيطرتها، بالتزامن مع استمرار التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد "قسد"، شمالي البلاد. وكانت عدة حواجز مؤقتة تابعة لـ"قسد" قد اعتقلت، ليل الأربعاء/ الخميس، نحو 12 شاباً من سكان مدينة منبج على حاجزي السبع بحرات والشرعية داخل مدينة منبج، وعلى حاجز الخطاف شرقي المدينة، واقتادتهم إلى مراكز احتجاز تمهيداً لسوقهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري. في غضون ذلك، هاجم شُبان مسلحون حاجزاً عسكرياً لـ"قسد" في مقسم بلدة محيميدة غربي محافظة دير الزور، شرقي البلاد، فيما أشارت مصادر محلية، لـ "العربي الجديد"، إلى إن الهجوم جاء رداً على على مقتل الشاب عبادة المرار المعروف باسم "أبو النشمي"، وهو من أهالي قرية الجيعة، والذي قتل صباح اليوم الإثنين على يد عناصر "قسد"، وسط توتر أمني تشهده البلدة.مدرعة تركية تدهس طفلة وامرأة غربي حلب
من جهة أخرى، قُتلت امرأة مُسنة وحفيدتها، اليوم الإثنين، إثر دهسهما من قبل مدرعة عسكرية تركية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.
وأوضحت مصادر من أبناء المدينة، لـ"العربي الجديد"، أن مدرعة تركية، كانت في طريقها إلى إحدى النقاط العسكرية التركية المحاذية للمدينة، دهست امرأة مُسنة وحفيدتها في أحد شوارع المدينة، الأمر الذي دفع الأهالي وعناصر مخفر الشرطة لإيقاف المدرعة التركية، مشددةً على أن "جهاز الأمن العام"، الذراع الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام"، طلب من المدرعة التركية التوجه إلى المخفر، وسط حالة غضب واحتقان كبير للأهالي حيال الحادثة.
وفي الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، توفيت الطفلة نارنج سليمان الحافظ، البالغة من العمر 9 سنوات، جراء تعرضها لحادثة دهس من قبل مدرعة عسكرية تابعة لـ "الجيش التركي" قرب دوار بلدة تل حلف غربي مدينة رأس العين في منطقة "نبع السلام"، شمال شرقي البلاد.