وأضاف: "سنستخدم كل الموارد في حدود قدرتنا لمحاربة هذا الخطر".
ودعت الحكومة الباكستانية، اليوم الجمعة، إلى عقد اجتماع زعماء الأحزاب في العاصمة إسلام أباد في السابع من الشهر الجاري، من أجل مناقشة الوضع الأمني المتدهور في البلاد، ووضع خطة مستقبلية لمواجهة الوضع الراهن.
ودعا رئيس الوزراء شهباز شريف إلى اجتماع قيادة جميع الأحزاب السياسية المتحالفة في الحكومة والمعارضة لها، من أجل التباحث بشأن الوضع الأمني ما بعد الهجوم الدموي على مسجد في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد، والذي أدى إلى مقتل 101 شخص، جلهم من عناصر الشرطة، وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح.
وذكرت المصادر الحكومية أن الحكومة دعت جميع القادة السياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق عمران خان، زعيم "حركة الإنصاف"، وأشد المعارضين للحكومة.
وتأتي دعوة الحكومة لاجتماع القيادة السياسية، بالتزامن مع حملة اعتقالات من قبلها، طاولت المعارضين لها. فبعد أن اعتقلت نائب خان، وزير القانون السابق فؤاد شودري، اعتقلت السلطات الباكستانية أمس الخميس وزير الداخلية في حكومة خان، شيخ رشيد أحمد، وهو من المقربين له وزعيم "الرابطة الإسلامية لعامة المواطنين"، بتهمة توجيه التهديدات للرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري.
ويرى مراقبون أن جهود الحكومة من أجل توحيد كلمة الأحزاب السياسية، ووضع خطة شاملة لمواجهة الوضع الأمني والمعيشي قد تواجهها عراقيل من أبرزها حملة الاعتقالات التي طاولت قياديين في أحزاب أخيراً.
رد باكستاني جديد على "طالبان" الأفغانية
من جهتها، اعتبرت الخارجية الباكستانية، الخميس، أنه آن الأوان أن تساعد كابول بلادها من أجل القضاء على الإرهاب، طالبة من "حركة طالبان" – أفغانستان، أن تعمل بجدّ ضد الإرهاب والجماعات المسلحة التي تستهدف المصالح الباكستانية.
جاء ذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية في حكومة "طالبان" الملا أمير خان متقي، والذي أكد أن بلاده لا دخل لها بما تشهده باكستان من موجة أعمال عنف، وتحديداً هجوم مدينة بيشاور والذي خلّف أكثر من 100 قتيل، لافتاً إلى أن عليها أن تتفكر في الداخل بدلاً من توجيه الاتهامات إلينا.
وأكدت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية ممتاز زهرا بلوش، أن بلادها تتوقع من أفغانستان أن تساعدها من أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب، وعلى كابول أن تفي بما قطعته من وعود مع المجتمع الدولي.
ولفتت إلى أن باكستان تعتبر قضية قتل المدنيين وعناصر الأمن قضية حساسة للغاية، ولا تساوم عليها، من هنا نتوقع من أفغانستان أن تدرك ذلك، موضحة أن الإرهاب خطر على كلّ من باكستان وأفغانستان، لذلك لا بد من استئصال جذوره.
كما لفتت المسؤولة إلى أن الخارجية الباكستانية تعي ما قاله وزير الخارجية في حكومة "طالبان"، لكنها تؤكد أن كل من يعبث بأمن باكستان وقتل المدنيين تتعامل معه بشدة، موضحة: "لا نوجه التهم لأي أحد، ولكن نطلب التعاون من أجل القضاء على الإرهاب".
وكان وزير الخارجية في "حكومة طالبان" الملا أمير خان متقي قد شدد على أن هجوم مدينة بيشاور الباكستانية يحتاج إلى تحقيق عميق، وأن على باكستان أن تبحث في الداخل، وأن تحلّ مشاكلها الداخلية بدلاً من توجيه التهم إلى أفغانستان.
وأكد الوزير الأفغاني، في كلمة له أمام اجتماع لقادة وعناصر الحركة في كابول يوم الأربعاء، "أننا نطلب من الوزراء الباكستانيين أن يتفكروا بدقة وإمعان قبل توجيه التهم إلى أفغانستان"، مشدداً على أن أبناء هذه المنطقة يعرفون جيداً كل ما يتعلق بأمر المتفجرات والقنابل، قائلاً: "نحن عشنا عقوداً من الزمن في الحرب، لذا ما تقوله الحكومة الباكستانية من أن تفجيراً انتحارياً بحزام ناسف جعل المسجد في بيشاور رأساً على عقب، غير صحيح، وغير دقيق".
وسبق أن تحدث وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف في جلسة البرلمان عن هجوم مدينة بيشاور، لافتاً إلى أن المسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية ضد باكستان، متهماً "حركة طالبان" - أفغانستان بأنها تساعد "طالبان" الباكستانية، وأنها بذلك تنتهك توافق الدوحة.
وفجر من يشتبه بأنه انتحاري إسلامي نفسه وقت الصلاة، يوم الإثنين، في منطقة شديدة التحصين بالمدينة تضم مكاتب للشرطة وإدارة مكافحة الإرهاب. وقالت الشرطة إن المهاجم كان يرتدي زيها، وأدى الهجوم إلى مقتل 101 شخص، وإصابة أكثر من 200 آخرين.
وجميع القتلى من الشرطة، باستثناء ثلاثة، مما يعد أكبر عدد من القتلى لمسلحين بالدولة الواقعة في جنوب آسيا في صفوف الشرطة.
واتهمت السلطات الباكستانية "جماعة الأحرار"، التي تصنفها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، بتنفيذ الهجوم. وهذه الجماعة هي فصيل منشق عن حركة طالبان الباكستانية.