بعدما شهدت إيران ليلة ساخنة، أمس، عقب احتجاجات في عشرات المدن، تجددت الاحتجاجات اليوم الخميس في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية، وهي إحدى أهم المدن الكردية، وسط معلومات عن سقوط ما لا يقل عن أربعة قتلى برصاص قوات الأمن.
وأعلنت السلطات المحلية في محافظة مازندان شمالي إيران، مساء اليوم الخميس، عن مقتل عنصرين من قوات التعبئة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري في مدينة آمل بالمحافظة، وفقاً لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.
كذلك، أكد التلفزيون الإيراني، مقتل ثلاثة أشخاص خلال احتجاجات اليوم في مدينة مهاباد في محافظة آذربيجان الغربية.
إلى ذلك، تشير أنباء متداولة على مواقع إيرانية في الخارج وشبكات التواصل الاجتماعي عن مقتل ما لا يقل عن سبعة محتجين، خلال اليومين الأخيرين.
وكانت تقارير إعلامية لوسائل إعلام معارضة، وأنباء يتداولها النشطاء على شبكات التواصل، قد أفادت بمقتل أربعة أشخاص، اليوم، بإطلاق نار لقوات الأمن، في مهاباد، بينهم امرأة.
وتظهر الفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي انتشاراً مكثفاً وواسعاً اليوم لقوات الأمن والشرطة في شوارع المدن الإيرانية وساحاتها التي شهدت الاحتجاجات.
وانتشرت فيديوهات على شبكات التواصل الاجتماعي العالمية ووسائل إعلام إيرانية في الخارج تؤكد احتجاج الآلاف من سكان مهاباد ومهاجمة المحتجين الغاضبين المقرات الحكومية، وفي مقدمتها مقر حاكم المدينة.
وأظهرت تلك المشاهد مظاهرة حاشدة من المواطنين داخل مهاباد وإغلاق الطرق مع إطلاق هتافات سياسية ضد النظام الإيراني و"الموت للديكتاتور". كذلك أضرم المحتجون النار في مبنى حكومي، وفق المقاطع المصور المنتشرة.
كما أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية بأنّ قائد قوات الأمن الداخلي في مدينة مهاباد محمد توحيدي أصيب خلال احتجاجات الخميس في المدينة.
وحدثت تجمعات احتجاجية لأطباء في إصفهان ولجامعات في طهران وكرج غربي العاصمة، في ظل عطلة نهاية الأسبوع لمعظم الجامعات الإيرانية.
في المقابل، أشارت وكالات أنباء إيرانية إلى تجمع أنصار الحكومة أمام السفارة البريطانية في طهران مع إطلاق هتافات ضد بريطانيا والسعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، واتهام هذه الأطراف بالتدخل في شؤون إيران الداخلية.
وحسب تقارير صحافية وفيديوهات تجتاح شبكات التواصل ووسائل الإعلام العالمية، فقد شهدت إيران، أمس الأربعاء، أوسع احتجاجات منذ اندلاعها، عقب وفاة الشابة مهسا أميني في السادس عشر من الشهر الماضي، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق بتهمة الحجاب غير المحتشم. وتظهر تلك الفيديوهات احتجاجات في عشرات المدن الإيرانية، وخاصة في العاصمة طهران، واستمرت بعض هذه التجمعات حتى منتصف الليلة الماضية.
مهاباد قیامت شده. مردم به اماکن حکومتی حمله کردهاند. #مهاباد #مهسا_امینی pic.twitter.com/DUpg2a3KtT
— Saman Rasoulpour (@SamRasoulpour) October 27, 2022
كذلك شاركت حشود كبيرة في إحياء أربعينية مهسا أميني في مسقط رأسها بمدينة سقز في محافظة كردستان، غربيّ إيران، أمس الأربعاء، ونظمت الحشود احتجاجات في مقبرة "إيشي" في المدينة وسط هتافات سياسية ومواجهات مع عناصر شرطة مكافحة الشغب.
وشهدت جامعات إيرانية متعددة في طهران ومدن أخرى، أمس الأربعاء، احتجاجات، كانت أوسعها في جامعات بطهران.
URGENT - Iran's security forces are unlawfully using firearms against thousands in Mahabad, West Azerbaijan province, who are protesting the killing of Esmail Moloudi, a protester shot by security forces last night. Iran's authorities must immediately rein in security forces. pic.twitter.com/6Xfot1SH8T
— Amnesty Iran (@AmnestyIran) October 27, 2022
في الأثناء، وفيما يستعد سكان محافظة سيستان وبلوشستان للاحتجاج بعد صلاة الجمعة، أعلن مجلس تأمين المحافظة الليلة إقالة قائد قوات الأمن الداخلي في مدينة زاهدان ورئيس المركز الـ 16 للشرطة في المدينة على خلفية مقتل العشرات من المتظاهرين في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد مواجهات بين الشرطة والمحتجين، حسب أنباء غير رسمية.
وأقرّ مجلس تأمين المحافظة "ببعض القصور" من قبل قوات الشرطة معلناً تشكيل ملف مرفق بمستندات حول حوادث زاهدان المريرة ودور "المحرضين والمشاغبين ومهاجمي مركز الشرطة"، و"قادة معنيين في الشرطة" فيها وإرسال الملف للسلطة القضائية.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت يوم الخميس السفير الألماني في طهران هانس أدو موتسل احتجاجاً على "المواقف التدخلية" لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حول الأوضاع الداخلية في إيران.
خامنئي يدين الاعتداء على ضريح ديني
في غضون ذلك، علّق المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الخميس، في بيان، على الاعتداء على ضريح أحمد بن موسى الديني في مدينة شيراز، أمس الأربعاء، ووصفه بأنه "جريمة نكراء"، مؤكداً أنه "لا شك أن مرتكب هذه الجريمة المؤسفة أو مرتكبيها سيعاقبون".
وأضاف أن "ألم فقدان الأحباء وتدنيس مرقد أهل البيت عليهم السلام لن يعوض إلا بالبحث عن العناصر الرئيسية التي تقف وراء هذه الفاجعة واتخاذ الإجراءات الحاسمة والحكيمة حيالها".
ودعا المرشد الإيراني إلى التصدي "للعدو وعملائه الخونة أو الجاهلين والغافلين"، مطالباً الأجهزة الأمنية والقضائية ونشطاء الفكر والإعلام والشعب الإيراني بالوحدة ضد التيار الذي وصفه بأنه "يستخف بحياة الناس وأمنهم ومقدساتهم ولا يبالي بها".
وشدد خامنئي في ختام بيانه على أن إيران "ستتغلب على مؤامرة الأعداء الشريرة".
وهاجم مسلح، أمس الأربعاء، الضريح الديني في مدينة شيراز، وقالت السلطات الإيرانية إن جنسيته غير إيرانية، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً وإصابة 26 آخرين، ومن بين الضحايا أطفال ونساء.
وأكدت السلطات الإيرانية إلقاء القبض على المهاجم وقالت، اليوم الخميس، إن وضعه الصحي حرج بعد إصابته أمس، فيما أعلنت وكالة "فارس" في وقت لاحق أن المهاجم فارق الحياة من شدة الإصابة.
وأوردت وكالة "رويترز" أن تنظيم "الدولة ـ داعش" تبنى الهجوم على المزار الديني في شيراز.