تبادلت قوات النظام السوري القصف مع فصائل المعارضة شمالي غرب سورية إثر اشتباكات وعمليات قنص، ما أوقع خسائر في صفوف الطرفين، فيما أشارت معلومات إلى أنّ "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام، والقريبة من إيران، استكملت انسحابها من محافظة درعا، فيما يعتقد أنه نتيجة لتفاهمات إقليمية مع روسيا لتقليص نفوذ طهران في الجنوب السوري.
وذكر الناشط حسان محمد، أنّ فصائل المعارضة السورية قصفت، صباح اليوم الجمعة، مواقع لقوات النظام في بلدة جورين بريف حماة الغربي، فيما استهدفت الأخيرة قرى وبلدات البارة وسفوهن والفطيرة وفليفل بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
ويأتي ذلك بعد مقتل عنصرين من قوات النظام وإصابة آخرين، قنصاً برصاص فصائل "الفتح المبين" على محور "الفوج 46". كما دمرت الفصائل مركزاً للرصد على محور قرية أورم الكبرى في ريف حلب الغربي.
وفي المقابل، قتل 4 عناصر من فصيل "جيش النصر"، أمس الخميس، بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية القاهرة غربي حماة، من مواقعها في معسكر جورين.
63 طفلاً قتلوا في شمال غربي سورية منذ يونيو
إلى ذلك، وثقت منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، مقتل 63 طفلاً بقصف لقوات النظام السوري وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سورية، منذ مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي وحتى 17 الشهر الحالي.
وقالت "الخوذ البيضاء"، في بيان، أمس الخميس، إنّ قوات النظام وروسيا قتلت منذ عام 2019، أكثر من 640 طفلاً في شمال غربي سورية.
وأكد البيان أنّ الأطفال في سورية "هم الضحية الأكبر للحرب المستمرة منذ عشر سنوات"، مشيراً إلى تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي. وحذر من أنّ أغلب الأطفال الموجودين حالياً في شمال غربي سورية "يعيشون آثاراً نفسية نتيجة القصف وعدم الاستقرار، وهو ما ينذر بكارثة نفسية تهدد هذا الجيل".
انسحاب "الفرقة الرابعة" من درعا
وفي جنوب سورية، تواصل قوات "الفرقة الرابعة" في جيش النظام انسحابها من محافظة درعا الذي بدأته منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال الناشط محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفرقة الرابعة" انسحبت، أمس الخميس، من مواقعها في معمل الكنسروة وأبنية الري والمعهد الزراعي والجامعات، التي تمركزت فيها منذ فبراير/شباط الماضي، ما يعني أنها استكملت تقريباً انسحابها من المحافظة، باستثناء عناصر "الفوج 666" التابع لها الذي يغطي المنطقة الغربية من المحافظة، ويتخذ من منطقة الضاحية التي تبعد 5 كيلومترات عن مركز محافظة درعا مقراً له.
ويرى ناشطون أنّ انسحاب "الفرقة الرابعة" من درعا هو على الأغلب نتيجة تفاهمات خارجية لكون الفرقة محسوبة على إيران، لذلك كان القرار بإبعادها عن الحدود المشتركة بين سورية والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشهدت محافظة درعا مؤخراً تحركات وإعادة انتشار لقوات النظام وأجهزته الأمنية، حيث تقاسمت فروع الأمن المسؤولية في المحافظة، وكان الريف الغربي من نصيب فرع الأمن العسكري، والريف الشرقي للمخابرات الجوية، والريف الشمالي لأمن الدولة، بينما سيطر الأمن السياسي على معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
ويستعين النظام في المحافظة أيضاً بعدد من الفرق العسكرية التابعة لجيشه مثل "الفرقة الخامسة" و"الفرقة التاسعة" و"الفرقة "15 لفرض نفوذه في المحافظة.
هذا وتتواصل عمليات الاغتيال في محافظة درعا برغم التسويات التي أجراها النظام الشهر الماضي. وقد قتل شخص يعمل لصالح فرع الأمن العسكري ضمن بلدة المسيفرة بريف درعا الشرقي، متأثراً بجراح أصيب بها قبل يومين جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين في البلدة.
كما قتل شخص جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، وذلك بعد اقتحام منزله من قبل مسلحين مجهولين، ثم إطلاق النار عليه بشكل مباشر.
وقال "تجمع أحرار حوران"، إنّ رئيس بلدة نمر قاسم الناصر نجا، مساء أمس الخميس، من محاولة اغتيال عقب انفجار عبوة ناسفة بسيارته، فيما استهدف مجهولون بالرصاص الملازم أول حيدر ميسر حسام الدين، على الطريق الواصل بين بلدة إبطع ومدينة داعل في الريف الأوسط من محافظة درعا، ما تسبب بمقتله على الفور.
إلى ذلك، قضى الشاب وضاح عقلة سليمان العمري من بلدة المسيفرة في ريف درعا الشرقي، تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري بعد اعتقال دام لمدة عام. والعمري من مواليد 1998، وهو عنصر سابق في فصائل المعارضة، اعتقل من قبل قوات النظام في درعا المحطة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقل بعدها إلى عدد من الأفرع الأمنية التابعة للنظام ثم إلى سجن صيدنايا العسكري في ريف دمشق.
تواصل الاعتقالات في ريف دمشق
وفي العاصمة دمشق، شنت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري، خلال اليومين الماضيين، حملات اعتقال طاولت أكثر من 20 شاباً من أبناء ريف دمشق المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية في صفوف جيش النظام.
وذكر موقع "صوت العاصمة" أنّ دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري، وأخرى تتبع للشرطة العسكرية، أطلقت حملة دهم اقتادت خلالها 12 شاباً من أبناء مدينة دوما بالغوطة الشرقية لتجنيدهم إجبارياً.
وأوضح أن ّالحملة استهدفت عشرات المنازل في المدينة، جرت خلالها عمليات تفتيش دقيقة، وأقامت العديد من الحواجز المؤقتة على مداخل ومخارج المدينة، وأخرى في الأحياء الرئيسية. وأضاف الموقع أنه جرى نقل الشبان المعتقلين إلى فرع الشرطة العسكرية في حي القابون بعد انتهاء الحملة.