سقط العديد من القتلى في أنحاء مختلفة من سورية، فيما تصادف اليوم الذكرى السادسة لمجزرة مدينة سلقين التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، قضوا بقصف طائرات النظام السوري الحربية المدينة الواقعة بريف إدلب الشمالي.
وذكر الناشط أبو محمد الحوراني أن شاباً يدعى إبراهيم الزعبي قتل، وأصيب آخر، إثر استهدافهما بالرصاص من جانب مجهولين في بلدة المسيفرة شرقي درعا، جنوبي سورية.
وأوضح أن الشابين مدنيان ولا ينتميان لأي جهة عسكرية في الوقت الحاضر، لكنهما كانا قد عملا قبل ذلك ضمن فصيل يتبع لـ"الجيش الحر"، قبل سيطرة النظام على المحافظة عام 2011، وأجريا تسوية مع النظام.
كما قتل شاب يدعى حسين المحاميد بعد إطلاق النار عليه من جانب مجهولين في بلدة كحيل شرقي درعا، وهو يعمل ضمن "اللواء الثامن" المنتشر في شرقي المحافظة، والتابع إدارياً لـ"الأمن العسكري"، وكان سابقاً مدعوماً من جانب روسيا.
وأوضح الحوراني أن مسلحين يستقلون دراجة نارية أطلقوا عليه النار أثناء رعيه المواشي على أطراف بلدة كحيل بريف درعا الشرقي.
وفي شمالي البلاد، ذكرت "مؤسسة أمجاد الإعلامية" المقربة من "هيئة تحرير الشام" أن عنصرين من قوات النظام السوري قتلا خلال صد مقاتلي "الهيئة"، أمس الثلاثاء، محاولة تقدم لقوات النظام على محور فليفل وحلوبة جنوب إدلب.
وفي شرقي البلاد، قتل عنصران وأصيب ثلاثة من قوات النظام، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، بإحدى سيارات دورية عسكرية تقل عناصر من "المخابرات العسكرية"، و"الدفاع الوطني"، خلال مرورها في بادية صبيخان بريف دير الزور الشرقي، بحثاً عن رعاة الأغنام، الذين جرى اختطافهم يوم أمس، من جانب مسلحين يرجح انهم من "داعش".
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فان مسلحين يرجح انتماؤهم لـ"داعش" اختطفوا 4 من رعاة الأغنام، مع قطعانهم، في بادية صبيخان شرقي دير الزور، واقتادتهم إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.
الذكرى الـ 6 لمجزرة سلقين
وتصادف اليوم الذكرى السادسة لمجزرة سلقين، وهي المجزرة التي حدثت بعد أن شنت طائرات حربية تابعة للنظام السوري، عام 2017، غارات جوية على مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، فقتلت 27 شخصاً على الأقل، بينهم 13 طفلاً و7 نساء، وأصابت آخرين بجروح.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها، اليوم الأربعاء، أن طيراناً حربياً استهدف، في مثل هذا اليوم، مسجداً ومبنى سكنياً في مدينة سلقين، تزامناً مع هجوم الطيران الحربي للنظام بالسلاح الكيميائي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
وأضافت الشبكة أن فريقها تواصل مع عدد من أهالي المدينة، وشهود عيان، وناجين من الحوادث، ومع نشطاء إعلاميين محليين، فضلاً عن مراجعة الصور والفيديوهات، ليتضح أن المناطق المستهدفة كانت مدنية، ولا يوجد فيها أية مراكز عسكرية أو مخازن أسلحة تابعة لفصائل المعارضة المسلحة أثناء الهجوم أو حتى قبله، كما أنه لم يتم توجيه أي تحذير للمدنيين قُبيل الهجوم.
وكان العشرات من أبناء مدينة إدلب شاركوا، الثلاثاء، في وقفة بالذكرى السادسة لمجزرة كيميائي خان شيخون التي أسفرت عن مقتل وإصابة مئات المدنيين.
وذكر "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) إن متطوعين من الفريق شاركوا، إلى جانب ذوي ضحايا المجزرة وفعاليات مدنية، مطالبين بتحقيق العدالة للضحايا وذويهم، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه بحق السوريين.
وفي الرابع من أبريل/ نيسان 2017، شنت قوات النظام السوري هجوماً جوياً بالسلاح الكيميائي على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، ما أسفر عن مقتل 91 مدنياً بينهم 32 طفلاً و23 سيدة خنقاً، وإصابة نحو 520 شخصاً، وفق ما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
وردت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب آنذاك بإطلاق 59 صاروخ كروز على أهداف داخل سورية، فيما أكدت تحقيقات الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تتوافق مع أعراض حالات التسمم واسعة النطاق بغاز السارين، وحملت النظام السوري مسؤولية الهجوم.