اشتبكت القوات الهندية والصينية الأسبوع الماضي عند حدود البلدين المتنازع عليها في جبال هملايا، ما أوقع جرحى من الجانبين بعد ستة أشهر على معارك وقع فيها قتلى، على ما ذكرت مصادر عسكرية ووسائل إعلام هندية.
ووقع الاشتباك الأسبوع الماضي عند ممر ناكو الجبلي في ولاية سيكيم (شمال شرق) كما أوضحت المصادر العسكرية لوكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين، فيما نقلت وسائل إعلام وطنية عن مسؤولين عسكريين هنود قولهم إن الاشتباك أدى إلى إصابات في صفوف الجيشين.
وحظر اتفاق جرى التوصل إليه بين الجانبين في 1996 الأسلحة والمتفجرات ضمن مسافة كيلومترين من خط المراقبة الفعلي على طول الحدود المتنازع عليها، وذلك للحيلولة دون تصعيد الموقف.
يذكر أن الصين والهند أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان، ولديهما أكبر جيشين من حيث عدد الأفراد. كذلك فإن الدولتين لديهما صواريخ نووية، وبالتالي إن حظر الأسلحة ينظر إليه كطريقة لمنع خروج الحوادث عن نطاق السيطرة.
ولدى الدولتين تاريخ حافل بالمواجهة والمطالب الإقليمية المتداخلة على طول أكثر من 3440 كيلومتراً من الحدود التي رسمت بنحو سيئ لتفصل البلدين في ما يعرف بخط المراقبة الفعلي. وخاضت الدولتان حرباً قصيرة في 1962 انتهت بهزيمة مذلة للهند. ومنذ ذلك التاريخ، وقع عدد من المواجهات العنيفة، كان أبرزها في عام 1975 عندما أدت مناوشة إلى مقتل أربعة من الجنود الهنود.
وبحسب موقع "بي بي سي"، لم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك التاريخ. بيد أن التوترات كانت تتصاعد على امتداد الحدود في الأشهر الأخيرة. ففي مايو/ أيار الماضي، تبادل جنود هنود وصينيون اللكمات على الحدود في منطقة بحيرة بانغونغ وفي منطقة لاداخ وفي ولاية سيكيم الشمالية الشرقية الهندية على بعد مئات الأميال إلى الشرق.
وقال أجاي شوكلا، وهو خبير عسكري هندي، لـ"بي بي سي"، في مايو/ أيار الماضي إن "منطقة غالوان أصبحت البقعة الساخنة، لأنها المكان الذي يعتبر فيه خط المراقبة الفعلي الأقرب إلى الطريق الجديد الذي شقته الهند على طول المنطقة النائية والخطرة بمحاذاة خط المراقبة الفعلي في لاداخ".
وتقول الهند إن الصين تحتل 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، متهمة بكين بتصعيد التوتر من خلال إرسال الآلاف من الجنود إلى وادي غالوان في ولاية لاداخ.
أما الصين، فتشير إلى أن الهند تشقّ أيضاً الطرق وتنفذ مشاريع لمرافق أساسية في المنطقة.
(العربي الجديد، فرانس برس)