قُتل وجُرح عناصر من قوات النظام السوري إثر صدّ محاولة تسلّل فاشلة على محاور ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، فيما قُتل شخصان يتبعان لقوات النظام، إثر استهدافهما برصاص مجهولين في ريف محافظة درعا، جنوبي البلاد.
وقالت مصادر عسكرية عاملة ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي "جيش النصر" العامل ضمن صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير" تمكنوا من صدّ محاولة تسلل فاشلة لقوات النظام ليل الخميس/ الجمعة، على محور بلدة الفطاطرة في منطقة جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، مؤكدةً أن العملية استمرت قرابة نصف ساعة، ما أسفر عن مقتل وجرح نحو خمسة عناصر من قوات النظام جراء استهدافهم بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، من دون إحراز أي تقدم يذكر.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" وقوات النظام، فجر اليوم الجمعة، على محور "الفوج 46" بريف حلب الغربي، تزامنت مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام، استهدف قرى وبلدات تديل، ومكلبيس، وكفر تعال، وكفر عمة بريف حلب الغربي، وكفرلاتا، وفليفل، وسفوهن، والفطيرة، وكفر عويد في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والسرمانية، ودوير الأكراد، والحلوبة، والعنكاوي في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، ترافق ذلك مع تحليق طائرة استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
وكانت قوات النظام قد اعترفت، يوم الثلاثاء الفائت، بمقتل ثلاثة عناصر من قواتها وجرح ثلاثة آخرين، إثر محاولة تسلل فاشلة لقوات النظام على جبهة بلدة فليفل في منطقة جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي.
من جهة أخرى، قُتل الشاب عمار محمد الفلاح، الملقب بـ"عمار القابوني"، بعد منتصف ليل الخميس، إثر استهدافه بالرصاص من قبل مُسلحين مجهولين في مدينة الصنمين شمال درعا، جنوبي البلاد.
وبحسب "تجمع أحرار حوران"، فإن الفلاح يتزعم مجموعة عسكرية محلية تتبع لفرع "الأمن العسكري" التابع لقوات النظام في مدينة الصنمين عقب التسوية، مشيراً إلى أن هذه المجموعة نفذت عمليات دهم واعتقال في المنطقة لصالح الفرع ذاته.
إلى ذلك، قُتل الشاب معاوية إلياس الحشيش، بعد منتصف ليل الخميس، إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين في بلدة تل شهاب غرب درعا، جنوبي البلاد.
وأوضح التجمع أن الحشيش عمل في السابق ضمن صفوف قوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيق رأس النظام ماهر الأسد، ويعمل أيضاً في تجارة المخدرات غرب درعا.
وتشهد محافظة درعا، جنوبي سورية، تزايداً وارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال التي تستهدف جميع الأطراف، بمن فيهم المدنيون، وازدياد وتيرة الفوضى منذ عقد اتفاقية التسوية في يوليو/ تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسية.
وكان "مكتب توثيق الانتهاكات" لدى "تجمع أحرار حوران" قد أحصى 26 عملية ومحاولة اغتيال وقعت في شهر مارس/ آذار الفائت، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 5 من محاولات الاغتيال، مُشيراً إلى أن من بين القتلى 4 أشخاص (من المدنيين)، 3 منهم لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية، بينهم يافع (غير بالغ)، وواحد من بينهم يُتهم بالعمل في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى عنصر سابق في "الجيش الحر"، لم ينتمِ عقب التسوية لأي جهة عسكرية.
مقتل شخص بتجدد اقتتال عشائري بريف دير الزور
في شأن آخر، شهدت إحدى بلدات دير الزور الشرقي الواقعة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) انتشار أمنياً لفض اقتتال اندلع بين عشيرتين بعد منتصف ليل الخميس، شمال شرقي سورية.
وقالت مصادر محلية من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات أمنية وعسكرية تابعة لـ "قسد" انتشرت، صباح اليوم الجمعة، في شوارع بلدة ذيبان شرقي محافظة دير الزور، تزامن ذلك مع فرض حظر تجول داخل أحياء البلدة، وذلك عقب اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة بين عشيرتين، وأسفرت عن مقتل شخص يدعى علي حسن العبيد، وإصابة آخرين.
وأكدت أن قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لقوات "قسد" أحمد الخبيل وجه نداء إلى قواته والوجهاء بالتوجه إلى بلدة ذيبان صباح اليوم لإنهاء هذا النزاع.
من جهة أخرى، تبنى تنظيم "داعش"، ليل الخميس/ الجمعة، عملية استهداف حاجز عسكري لقوات "قسد" في بلدة درنج بريف دير الزور الشرقي، معلناً مقتل عنصر من "قسد" وإصابة آخر.
وكان تنظيم "داعش" قد تبنى، خلال الأسبوع الفائت، عدة عمليات أمنية استهدفت حواجز ونقاط تابعة لـ"قسد" بريف محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر وجرح آخرين، لا سيما أن نشاط خلايا التنظيم تزايد في الآونة الأخيرة عقب الحملات الأمنية التي تُطلقها "قسد"، بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، بُغية ملاحقة خلايا التنظيم.
في غضون ذلك، قُتل وجرح عنصران على الأقل من قوات "قسد" إثر انفجار مستودع ألغام ومتفجرات ليل الخميس/ الجمعة، تابع لقوات "قسد"، نتيجة خطأ فني في التخزين ضمن منزل مدني يعود لعائلة الذياب، استولت عليه "قسد" في وقت سابق وحولته إلى مستودع في قرية العبارة، شمال الرقة.