قتل ثلاثة من القوات الموالية للحكومة اليمنية وأصيب ثمانية آخرون، خلال عملية صد هجوم مباغت شنته جماعة الحوثيين المدعومة من إيران منتصف ليل الجمعة/السبت، في الأطراف الشمالية لمحافظة لحج، جنوبيّ البلاد.
وقال مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، إن مسلحي جماعة الحوثي هاجموا بالمدفعية موقعاً متقدماً لقوات لـ"اللواء الرابع دعم وإسناد"، في جبهة الحد بيافع على الشريط الحدودي بين محافظتي لحج (جنوب) والبيضاء (وسط) البلاد، قبل أن ينفذوا محاولة تسلل باتجاه تلك المواقع.
ويتبع اللواء للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، والمشارك في التحالف الحكومي، وتنتشر قواته في عدد من المحافظات على طول الخط الفاصل بين محافظتي شمال البلاد وجنوبها.
وأضاف المصدر العسكري أن القصف المباغت والهجوم الذي استمر حتى الساعات الأولى من فجر السبت، سبّب مقتل ثلاثة من أفراد اللواء وإصابة ثمانية آخرين، فيما تمكنت تلك القوات من صدّ الهجوم وإفشال محاولة التسلل الحوثية بعد تلقيها دعماً عسكرياً.
وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لكونه غير مخول بالتصريح، إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الحوثيين لم يحدد عددهم، خلال عملية صدّ الهجوم، فيما لم تعلن الجماعة أي تفاصيل عن العملية على عادتها في الأشهر الماضية.
وفي وقت سابق مساء أمس الجمعة، شنّ مسلحو الحوثي هجوماً على مواقع قوات الانتقالي في منطقة "باب غلْق" شمالي محافظة الضالع وسط البلاد، وفقاً لما أعلنته مصادر إعلامية تابعة للمجلس الذي تنتشر قواته في المنطقة.
وقالت المصادر إن القوات تصدت للهجوم، دون تفاصيل عن نتائجه.
وتقع محافظة الضالع وسط البلاد، وتعتبر بوابة محافظات جنوب اليمن التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي، وشهدت مع جارتها تعز، تحشيدات كبيرة للحوثيين خلال الأسابيع الماضية.
ضربات تستهدف الحوثيين جنوبي الحديدة وغربي تعز
في غضون ذلك، أعلنت قوات المقاومة الوطنية التابعة لعضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، أنها أخمدت خلال "الساعات الماضية، مصادر نيران حوثية استهدفت أعياناً مدنية جنوب الحديدة وغرب تعز".
وأفاد الإعلام العسكري التابع لتلك القوات بأن الوحدات التابعة لها "رصدت مواقع استخدمتها مليشيا الحوثي في استهداف قرى آهلة بالسكان جنوب مديريتي الجراحي والتحيتا وشرق حيس - محافظة الحديدة، وقريتي السويهرة، وحاضية بمديرية مقبنة - غربي تعز، وجرى التعامل معها وإخمادها بضربات مركزة".
وأضاف أنه نتج من تلك العملية "تحقيق إصابات مباشرة في الأهداف المرصودة وتكبيد المليشيا المدعومة إيرانياً، خسائر".
وتعتبر مناطق جنوبي الحديدة وغربي تعز، ضمن المناطق المشمولة باتفاق استوكهولم الموقع بين الحكومة والحوثيين في ديسمبر/ كانون الأول 2018، في السويد برعاية الأمم المتحدة، التي سعت من خلال الاتفاق إلى إيقاف تقدم القوات المدعومة من التحالف للسيطرة على الحديدة وموانئها الاستراتيجية، ورغم أن الاتفاق أوقف المعارك، لكنه لم يحقق هدنة في تلك المناطق، التي تشهد تبادلاً يومياً للقصف واتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.
والحال لا يختلف كثيراً في عموم جبهات القتال في البلاد، التي تشهد وضعاً يشبه الهدنة منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لكنه هدوء غير تام، إذ لا تزال العديد من الجبهات، ولا سيما تلك الحدودية مع محافظات جنوبيّ البلاد، إضافة إلى تعز ومأرب وحجة، تشهد معارك متقطعة بين الحين والآخر، ومناوشات، وتبادلاً للقصف المدفعي، يعزوها مراقبون إلى محاولة الحوثيين التموضع بشكل أفضل استعداداً لمعركة مقبلة.
وكانت الهدنة قد سرت لستة أشهر بين إبريل/ نيسان، وأكتوبر/ تشرين الأول 2022، برعاية أممية، وتزامنت مع حراك دولي نشط ضمن المساعي الرامية لإنهاء الحرب في البلاد، إضافة إلى مشاورات بين السعودية والحوثيين بوساطة عمانية، بلغت ذروتها بزيارة وفد سعودي لصنعاء، في إبريل/ نيسان من العام الحالي.
لكن تلك الجهود تعثرت نتيجة اشتراطات للحوثيين وصفت بـ"غير المعقولة"، اتضح أنها تتعلق بدفع الحكومة للمرتبات التي تشترط الجماعة أن تشمل جميع الموظفين في مناطق سيطرتها بما فيهم قوات الجيش والأمن التابعة لها، وهو ما يرفضه الجانب الحكومي، ويشترط دفع مرتبات الموظفين وفق كشوفات ما قبل اجتياح الحوثيين لصنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.