سقط عدد من عناصر قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، بين قتيل وجريح، بهجوم من مجهولين في ريف درعا الشرقي جنوبي البلاد. فيما وثّقت منظمة محلية مقتل 52 شخصاً في درعا خلال يوليو/تموز الماضي، مع ارتفاع وتيرة عمليات الاغتيال والاختطاف والتغييب القسري في المحافظة.
وقال تجمّع "أحرار حوران" الإعلامي إن مجهولين هاجموا سيارة عسكرية لقوات النظام السوري، على الطريق الواصل بين صيدا وكحيل في ريف درعا الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من عناصر النظام، مضيفاً أن السيارة المستهدفة من نوع زيل، وجرى إطلاق النار عليها بشكل مباشر.
من جانبه، قال "مكتب توثيق الشهداء في درعا" إنه وثق مقتل 52 شخصاً من أبناء محافظة درعا، خلال شهر يوليو/تموز 2021، وقال إن من بين القتلى الذين وثقهم 11 طفلاً وسيدتان.
وقال المكتب على موقعه الرسمي إن الشهر الماضي شهد مواجهات مباشرة بين مقاتلي درعا وقوات النظام في مدينة درعا وعدة مدن وبلدات في ريفي درعا الشرقي والغربي، حيث وثق المكتب 14 قتيلا ممن وصفهم بـ"المقاتلين"، جلّهم في مدينة درعا وريف درعا الغربي، بالإضافة إلى توثيق المكتب تسعة قتلى من المدنيين، جلّهم من الأطفال، نتيجة قصف مدفعي وصاروخي في مدينة درعا وريفيها الغربي والشمالي".
وأضاف المكتب أنه وثّق 23 قتيلا في عمليات اغتيال واستهداف مباشر بالرصاص وإعدام ميداني، بينهم ستة من مقاتلي فصائل المعارضة سابقاً، كما وثّق المكتب قتيلا تحت التعذيب وفي ظروف الاعتقال غير القانونية في سجون قوات النظام.
وقال المكتب إن شهر يوليو/تموز الماضي شهد استمرار توثيق عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري من قبل الأفرع الأمنية التابعة لقوات النظام في محافظة درعا، حيث وثق قسم المعتقلين والمختطفين في المكتب ما لا يقل عن 15 معتقلاً ومختطفاً، تم إطلاق سراح خمسة منهم في وقت لاحق من الشهر ذاته، علماً أن هذه الإحصائية لا تتضمن من تم اعتقالهم بهدف سوقهم للخدمتين الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام.
وقال المكتب إن "أفرع الأمن الجنائي والمخابرات العسكرية والجوية تورطت في عمليات الاعتقال. أربعةٌ معتقلون لدى فرع الأمن الجنائي، وسبعةٌ معتقلون لدى شعبة المخابرات العسكرية، وأربعة معتقلون لدى فرع المخابرات الجوية".
من جانبها، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في أحدث تقاريرها اليوم، إن "النظام السوري ينتقم من محافظة درعا لرفضها السلمي الحضاري لانتخاباته الرئاسية"، مضيفة أن شهرين من الحصار والقصف والقتل والاعتقالات التعسفية ما زالت مستمرة من النظام بهدف إنهاء حرية الرأي والتعبير، وتحقيق السيطرة المطلقة.
واستعرض التقرير، الذي جاء في 12 صفحة، خلفية موجزة عن تدرج النظام السوري وحليفيه الإيراني والروسي في بسط سيطرتهم على جنوب سورية، وفشل كافة الاتفاقات في حماية المدنيين من التشريد القسري.
وسلّط التقرير الضوء على أبرز الانتهاكات التي قام بها النظام السوري وحلفاؤه في منطقة الجنوب السوري، بين 23 يونيو/حزيران و9 أغسطس/آب 2021؛ من دون الخوض في تفاصيل العمليات التفاوضية والاشتباكات العسكرية وتنازع السيطرة المعقدة بين إيران وروسيا.
وأشار التقرير إلى أن ما يهم الشبكة السورية لحقوق الإنسان هو "تجنب المدنيين لعمليات الاستهداف، واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني من قبل الطرفين أثناء الاشتباكات، واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وأورد التقرير حصيلة أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها قوات النظام السوري في الفترة ذاتها، وسجل مقتل 11 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وسيدتان، معظمهم في قرية اليادودة بريف درعا الغربي. كما سجل اعتقال ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم طفلان وسيدتان.
وبحسب التقرير، فقد نفّذت قوات النظام السوري هجومين على مسجد في مدينة درعا، كما تسببت العمليات العسكرية التي شنتها قوات النظام، بدعم من المليشيات الإيرانية، في نزوح ما لا يقل عن 35 ألف شخص من أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا إلى أحياء درعا المحطة.
وقدم التقرير مطالب للأمم المتحدة، منها تأمين إدخال عاجل للدواء والغذاء للعائلات المحاصرة، والضغط على النظام السوري للسماح بحرية الدخول والخروج. كما قدّم توصيات إلى المجتمع الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة بفتح تحقيقات في الحالات الواردة في التقرير.
جريمتا قتل في إدلب
قالت مصادر محلية من إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن امرأة تبلغ من العمر 55 عاماً، وطفلها البالغ من العمر 11 عاماً، عصر الإثنين، قُتلا على يد شخص مجهول الهوية داخل مخيم المشاهدة الواقع ضمن تجمع مخيمات مشهد روحين للنازحين شمالي محافظة إدلب.
وأشارت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" لـ"العربي الجديد" إلى أن الجهاز الأمني التابع للهيئة كثف، مساء اليوم الإثنين، من انتشاره الأمني، بالإضافة لنصب حواجز "مؤقتة" في كلٍ من الطرقات المؤدية لبلدة كللي، وطريق بلدة قاح ومحيط مخيمات النازحين في مشهد روحين شمالي محافظة إدلب، بدون ورود معلومات أخرى عن سبب هذا الاستنفار الأمني. فيما رجحت المصادر أن يكون سبب هذا الانتشار هو ملاحقة الشخص الذي تسبب في جريمة القتل ضمن المخيم.
وفي سياق متصل، عثر الأهالي، ظهر اليوم الإثنين، على جثة شاب في العقد الثالث من العمر مقتولاً برصاص مجهولين ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بقرية كفرمارس المتاخمة لمدينة كفرتخاريم شمالي محافظة إدلب.
وأوضحت مصادر من أبناء المنطقة لـ"العربي الجديد" أن جثة الشاب نُقلت إلى الطبابة الشرعية ضمن مدينة إدلب، ليتبين بعد الكشف على الجثة أن عملية القتل تمت عند الساعة الحادية عشرة من ظهر اليوم، في حين نشرت الطبابة صورة جثة الشاب على معرفاتها الرسمية في محاولة للتعرف على ذوي الشاب وتسليمهم الجثة.