صوّت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة لمصلحة قرار يساوي معاداة الصهيونية باللاسامية. وحظي تصويت مساء الثلاثاء بدعم غالبية أعضاء مجلس النواب، مما قد يمهد الطريق لاتخاذ قرارات مستقبلية بشأن الخطاب العام حول إسرائيل وفلسطين.
والقرار، الذي قدمه النائبان الجمهوريان اليهوديان ماكس ميلر من ولاية أوهايو، وديفيد كوستوف من ولاية تينيسي، "ينص بوضوح وحزم على أن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية".
وصدق المجلس على القرار غير الملزم بأغلبية 311 صوتا مقابل 14 صوتا (13 ديمقراطيا وجمهوري واحد)، وصوّت 92 من الديمقراطيين بـ "حاضر" ما يعني عمليا الامتناع عن التصويت، وذلك بعدما حث ثلاثة ديمقراطيين يهود بارزين أعضاء المجلس على القيام بذلك، ووصفوا التشريع بأنه "أحدث محاولة غير جادة من جانب الجمهوريين لاستخدام الألم اليهودي والمشكلة الخطيرة المتمثلة في معاداة السامية كسلاح لتسجيل نقاط سياسية رخيصة".
من بين أولئك الذين صوّتوا "حاضرين" كان الممثل جيري نادلر من نيويورك، الذي حث الآخرين على فعل الشيء نفسه، مما خلق شيئا من المعارضة من الحزب الديمقراطي. ووصف عضو الكونغرس المخضرم، وهو نفسه أكبر عضو يهودي في الهيئة، القرار بأنه "إما مخادع فكريا أو مجرد خطأ في الواقع".
وقال نادلر في كلمة ألقاها في قاعة مجلس النواب يوم الثلاثاء: "لسوء الحظ، هذا القرار لا يفعل شيئا على الإطلاق لمواجهة آفة معاداة السامية بشكل حقيقي، ولا يساعد في جمعنا مع وحدة الهدف التي يستحقها هذا الموضوع".
وأضاف: "بدلا من ذلك، إنها محاولة أخرى، في سلسلة طويلة من الجهود المبطنة من قبل الحزب الجمهوري، لتسليح حياة اليهود لتحقيق مكاسب سياسية" واصفا إياها بأنها "لعبة حزبية" وليست "عملا جادا".
وشكك نادلر في دوافع الجمهوريين للتصويت على قرار يربط معاداة الصهيونية بمعاداة السامية، مشيرا إلى أن العديد من اليهود معادون للصهيونية، وأن العديد من الأشخاص غير المعادين للسامية انتقدوا دولة إسرائيل وسياساتها.
وتساءل: "بموجب هذا القرار، يمكن اعتبار أولئك الذين يحبون إسرائيل بعمق ولكنهم ينتقدون بعض مناهجها السياسية معادين للصهيونية. وهذا يمكن أن يجعل كل عضو يهودي ديمقراطي في هذه الهيئة، لأنهم جميعا انتقدوا حزمة الإصلاح القضائي الإسرائيلية الأخيرة، معادياً للسامية بحكم الأمر الواقع. قد تكون هذه نية المؤلفين".
وفي الأسابيع الأخيرة، اتهم الجمهوريون وعدد من الديمقراطيين، بعض الديمقراطيين اليساريين باستخدام لغة معادية للسامية. في الشهر الماضي، انتقد مجلس النواب النائبة رشيدة طليب، الديمقراطية من ميشيغن، لترويجها شعاراً مؤيداً للفلسطينيين، "من النهر إلى البحر"، والذي يعتبر الكثيرون أنه يدعو إلى تدمير دولة الاحتلال.
وأضاف: "يتجاهل هذا القرار حقيقة أنه حتى اليوم، يعتنق بعض المجتمعات اليهودية الحسيدية الأرثوذكسية، ساتمار في نيويورك وغيرها، بالإضافة إلى أتباع الحركة العمالية اليهودية قبل الدولة (إسرائيل)، وجهات نظر تتعارض مع المفهوم الصهيوني الحديث".
وأعلن أنه واثنين من زملائه في الكونغرس سيقدمون قرارهم الخاص بشأن معاداة السامية.