استمع إلى الملخص
- **التوترات مع ترامب**: تشهد الحملة الانتخابية توترات بين هاريس وترامب، حيث يثير ترامب الجدل بتصريحاته الجندرية والعنصرية، بينما ترد هاريس بتذكير الناخبين بالانقسامات خلال فترة حكم ترامب.
- **استراتيجية هاريس واختيار نائب الرئيس**: تخطط هاريس لاختيار نائب رئيس لجذب شريحة أوسع من الناخبين، وإطلاق إعلانات رقمية تركز على قضية الهجرة، مع جولات انتخابية في عدة ولايات.
قبل احتفاء الحزب الديمقراطي، في منتصف أغسطس/آب الحالي، كما هو متوقع، بترشيح نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لخوض السباق إلى البيت الأبيض، بمواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بدأ آلاف المندوبين الديمقراطيين الإدلاء بأصواتهم، أمس الخميس، لتعيين هاريس رسمياً مرشحة الحزب.
وتجري عملية الاقتراع هذه، والتي تستمر عدة أيام، بالتصويت الإلكتروني، في مؤشر إضافي إلى الطابع غير الاعتيادي للحملة الانتخابية لعام 2024، وسط كل ما شهدته من تطورات، من بينها محاولة اغتيال ترامب المدان قضائياً، وانسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي، ليضاف إليه التراشق الكلامي بين الرئيس السابق الشعبوي، وهاريس التي تكافح من خلال حملتها، لمعالجة إحدى أكبر نقاط ضعفها التي يتسلح بها الجمهوريون للتصويب على إدارة بايدن وبالتالي نائبته، وهي قضية الهجرة. في حين يستمر ترامب في إثارة الجدل بتصريحاته الجندرية والعنصرية، آخرها تساؤل المرشح الجمهوري أمام محاورين في المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للصحافيين السود، أمس الأول الأربعاء، عما إذا كانت منافسته الديمقراطية هندية أم سوداء حقاً، ما أثار موجة من الاستهجان من جمهور بلغ عدده نحو ألف شخص.
كامالا هاريس بلا منازع في الحزب الديمقراطي
وبعد أقل من أسبوعين على انسحاب بايدن من السباق للفوز بولاية ثانية، في قرار تاريخي أعاد خلط الأوراق تماماً، نجحت هاريس في فرض نفسها بلا منازع في حزبها، حاصدة دعماً واسعا بين مسؤولي الحزب، ومحققة نسب تأييد أعلى من الرئيس في استطلاعات الرأي. كما استطاعت، وفق استطلاع رأي جديد أجرته رويترز/إبسوس، الأسبوع الحالي، التقدم بفارق نقطة مئوية واحدة على ترامب، بعدما كان الأخير يتقدم، وفق استطلاعات الرأي، على بايدن بست نقاط، قبل قرار الانسحاب.
وتجري مناصب الترشيح الرسمي عادة حضورياً خلال مؤتمر وطني عام، باعتبارها انتخابات تمهيدية مفتوحة، فيما يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره العام الحالي في شيكاغو، من 19 إلى 22 أغسطس الحالي. لكن المؤتمر سيتحوّل إلى فعالية تعيين مرتقب، إذ إنه مع تحديد ولاية أوهايو مهلة تنتهي الأربعاء المقبل ليعلن الحزبان الديمقراطي والجمهوري اسمي مرشحيهما للانتخابات، قرر الديمقراطيون استباق موعد المؤتمر ومباشرة التصويت إلكترونياً، في إجراء نادر لكن سبق وتم اعتماده عام 2020 في ظل تفشي وباء كوفيد. وبينما تنتهي عملية التصويت إلكترونياً عصر الاثنين المقبل، لم يوضح الحزب الديمقراطي كيفية متابعة الاقتراع بصورة يومية وإعلان نتائجه.
معركة شرسة مع ترامب
وستخوض هاريس معركة شرسة مع ترامب في صناديق الاقتراع، في ظل استطلاعات للرأي تشير إلى اشتداد المنافسة بينهما. وقبل أقل من مائة يوم من الانتخابات الرئاسية، صعّد المرشح الجمهوري هجماته على منافسته ومضى إلى حد اتهامها، أمس الأول، بأنها تعرّف عن نفسها بأنها سوداء لأهداف انتخابية. وهاريس المولودة من أب جامايكي وأم هندية أميركية، هي أول شخص أسود ومن أصول آسيوية يتولى نيابة الرئاسة في الولايات المتحدة.
ترامب: لقد كنت أفضل رئيس للسكان السود منذ لنكولن
وقال ترامب عن منافسته في السباق الرئاسي "هل هي هندية أم سوداء؟"، مستدركاً في مقابلة بالمؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للصحافيين السود في شيكاغو، بالقول: "لكن أتعلمون، أنا أحترم كلا منهما، لكن من الواضح أنها لا تحترمها، لأنها كانت هندية منذ البداية، وفجأة تحولت وأصبحت سوداء".
وبدأت المقابلة في أجواء توتر حين سردت راشيل سكوت، مراسلة شبكة "إيه بي سي" نيوز الأميركية، سلسلة التعليقات العنصرية التي أدلى بها ترامب، متسائلة عن سبب دعم الناخبين السود له، بينما وصف ترامب السؤال بأنه "فظيع" و"عدائي" و"وصمة عار"، وأن الشبكة هي شبكة "مزيفة". وأضاف متفاخراً: "لقد كنت أفضل رئيس للسكان السود منذ أبراهام لنكولن"، ما أثار استياء الجمهور. ومنذ إطلاق حملتها الانتخابية للبيت الأبيض، الشهر الماضي، واجهت كامالا هاريس وابلاً من الهجمات الجندرية والعنصرية على الإنترنت، فيما شككت بعض الحسابات اليمينية المتطرفة في هويتها العرقية.
في حين حث زعماء الحزب الجمهوري المشرعين في الكونغرس، وفق رويترز، على الامتناع عن الهجمات الشخصية والتركيز على مواقفها السياسية، علماً أن ترامب نفسه استخدم الإهانات الشخصية ضد هاريس، وقال إنه سيتجاهل النصيحة بتخفيف حدة خطابه، مضيفاً في وقت سابق أمام أنصاره في تجمّع انتخابي: "لن أكون لطيفاً!". من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في إفادة صحافية رداً على تصريحات ترامب، في مؤتمر الصحافيين السود، إن "ما قاله للتو مثير للاشمئزاز. إنه مهين".
أما هاريس، فقد سارعت بعد ساعات من تعليقات ترامب، أمام أعضاء نادي سيغما غاما رو التاريخي للسود، والذين اجتمعوا في هيوستن، إلى اعتبار تصريحاته "تذكيراً آخر" لما بدت عليه السنوات الأربع في عهده، حين فاز بالرئاسة عام 2016. وأضافت: "لقد كان العرض القديم نفسه للانقسام وعدم الاحترام"، لافتة إلى أن "الشعب الأميركي يستحق أفضل من ذلك. نحن نستحق زعيماً يفهم أن اختلافاتنا لا تفرقنا، فهي مصدر أساسي لقوتنا".
وأمام كامالا هاريس محطة هامة في الأيام المقبلة، وهي اختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس على تذكرتها في ورقة الاقتراع. وتوحي المؤشرات، بحسب المراقبين السياسيين، إلى أنها تعتزم اختيار رجل أبيض للانضمام إلى حملتها، بما يمكّنها من جذب شريحة أوسع من الناخبين. وكانت تُطرح في هذا السياق أسماء أربعة حكام ولايات أساسية وسيناتور ووزير، هم حاكم كنتاكي آندي بشير، وحاكم مينيسوتا تيم والز، ووزير النقل بيت بوتيغيغ، وعضو مجلس الشيوخ عن أريزونا مارك كيلي، إلى جانب حاكم ولاية نورث كارولينا روي كوبر، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، واللذين أعلنا أخيراً أنهما لن يكونا مرشحين للمنصب.
لكن فريق هاريس أفاد، مساء الثلاثاء الماضي، أنها "لم تتخذ بعد" قرارها بهذا الصدد. والأمر الوحيد المؤكد أنها ستجول مع المرشح الذي تختاره على ما لا يقل عن 7 ولايات، الأسبوع المقبل، بدءاً بفيلادلفيا في ولاية بنسيلفانيا الثلاثاء، بحسب وسائل الإعلام الأميركية، قبيل مؤتمر شيكاغو، حيث ستتم مراسم تنصيب هاريس.
حملة هاريس تخطط لإعلانات رقمية ستثير غضب ترامب
أما على صعيد المنافسة، فقد انتقلت كامالا هاريس إلى مواجهة ترامب من خلال قضية الحدود، وهي قضية ذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية، أمس الأول، أن حملتها لا يمكن أن تتجاهلها. وفي تجمّع حاشد في أتلانتا، الثلاثاء الماضي، حاولت هاريس اتخاذ موقف غير مألوف بالنسبة لمعظم الديمقراطيين في الدورات الماضية، وهو التفاخر بعملها في ملف الحدود، سواء بصفتها المدعي العام لولاية كاليفورنيا أو كنائبة للرئيس، إذ إن بايدن اتخذ أخيراً قراراً بإغلاق الحدود كلما بلغ عدد العابرين عبرها 2500 يومياً، إضافة إلى تعديلات على قوانين الهجرة.
في حين أطلقت حملتها إعلاناً جديداً على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، يركز على الهجرة، وذلك تحت شعار "كامالا هاريس تناضل من أجل إصلاح نظام الهجرة المعطل لدينا. دونالد ترامب يحاول إيقافها (الهجرة)". ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحملة، طلب عدم الكشف عن اسمه إذ إنه غير مخوّل للحديث عن استراتيجية الحملة، أن حملة هاريس تخطط لمزيد من الإعلانات الرقمية التي ستثير غضب ترامب بشأن هذه القضية، وستنفذ فعاليات للمساعدة ورفع مستوى رسالة هاريس.
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)