جددت المدفعية الإيرانية، صباح اليوم الاثنين، قصفها لعدة قرى عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان، شمالي البلاد، في هجوم هو الثالث من نوعه، بعد القصف الذي تعرضت له القرى الحدودية يومي الخميس والسبت الماضيين، وذلك بالتزامن مع أول تعليق رسمي للخارجية الإيرانية حول القصف، الذي قالت إنه يستهدف "جماعات إرهابية"، في إشارة إلى الأحزاب الإيرانية الكردية المعارضة الموجودة داخل بلدات عراقية حدودية مع إيران ضمن إقليم كردستان.
وذكرت وكالة "باسنيوز" الكردية، المقربة من سلطات الإقليم في أربيل، أن "المدفعية الإيرانية قصفت مناطق حدودية داخل إقليم كردستان". ونقلت الوكالة عن مسؤول محلي قوله إن "القصف الإيراني الذي بدأ عند الساعة الثامنة صباحاً، استهدف ناحية سيدكان الحدودية التابعة لقضاء سوران، شمال شرقي مدينة أربيل، والتي كانت خلال الفترات الماضية هدفاً للقصف الإيراني المتكرر بحجة وجود مقرات لأحزاب كردية إيرانية معارضة".
وتركز القصف على مرتفعات بربزين، في ناحية سيدكان المستهدفة، بينما لم ترد لغاية الآن أي تقارير حول وقوع خسائر في صفوف المدنيين جراء القصف الإيراني.
وكان مدير ناحية سيدكان إحسان الجلبي قد أوضح في وقت سابق أن القصف المدفعي الإيراني الذي استهدف البلدة يوم الخميس الماضي، طاول 3 قرى ولم تسجل خسائر في صفوف المدنيين، لكن هناك مخاوف من تكراره، متحدثاً عن اختراق طائرات من دون طيار الأجواء العراقية خلال القصف.
ويأتي تجدّد القصف بعد يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إيران، ولقائه بمسؤولين وقادة إيرانيين. واليوم، الاثنين، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة أن القصف الأخير للحرس الثوري داخل العراق "جاء رداً على الاعتداءات المتكررة"، مشدداً على أن بلاده "لن تتحمل المساس بأمن حدودها من قبل الزمر الإرهابية"، في إشارة إلى الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة.
وأمس، الأحد، طالب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خلال زيارته إلى طهران، بما وصفه "دحر تنظيمات إرهابية تخوض صراعاً مسلحاً ضد طهران من شمالي العراق"، في إشارة إلى الأحزاب والتنظيمات الكردية الإيرانية المعارضة والموجودة في إقليم كردستان العراق.
وبحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، اعتبر شمخاني أن "التحركات المتزايدة من جانب التنظيمات الارهابية في إقليم كردستان العراق مثار قلق للأمن في الحدود المشتركة".