قُتل قيادي في المجموعات المحلية المسلحة التابعة للنظام السوري، وجُرح آخر، جراء هجومين من مجهولين مساء أمس الاثنين في درعا جنوبي سورية، كما شهدت المحافظة فجر اليوم الثلاثاء، قصفاً جوياً مجهول المصدر على منطقة اليادودة غربي المحافظة.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا القيادي في المجموعات المحلية المسلحة التابعة للنظام ثامر السويدان، ما أدى إلى مقتله على الفور، مشيراً إلى أن الهجوم وقع عن طريق اقتحام منزل القيادي في بلدة معربة.
وكان السويدان سابقاً قيادياً في فصيل "قوات شباب السنة" قبل يوليو/تموز عام 2018، وأصبح بعدها يعمل لصالح فرع الأمن العسكري التابع للنظام، إثر عملية التسوية في المنطقة. وأضاف الناشط أن الأخير متهم بالعمل في تجارة وترويج المخدرات.
وقال الحوراني إن هناك اتهامات بضلوع قياديين في "اللواء الثامن" بالعملية، فقد شهدت المنطقة سابقاً اشتباكات بين اللواء وعناصر من مجموعة "السويدان" إثر خلافات.
وفي هجوم آخر، قال "تجمع أحرار حوران" الإعلامي، إن القيادي في المجموعات المحلية المسلحة "أبو حيان حيط"، نجا مساء أمس من محاولة اغتيال نفذها مسلحون على أطراف قرية حيط غربي درعا.
وأضاف التجمع: "تم إلقاء القبض على المنفذين أثناء محاولة تنفيذ العملية، حيث تشير الأنباء الأولية إلى وقوف القيادي صدام الطعاني خلف محاولة الاغتيال"، مشيراً إلى أن الطعاني "يتزعم مجموعة محلية تتبع لمليشيا الأمن العسكري، وتتلقى دعمها من رئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا، لؤي العلي".
وقال التجمع إن "أبو حيان حيط" شغل منصب قيادي في "حركة أحرار الشام" قبيل اتفاق التسوية في يوليو 2018، وعمل بعدها قيادياً لمجموعة كانت تتبع للجنة درعا المركزية في ريف درعا الغربي.
يُذكر أن درعا تشهد بشكل شبه يومي هجمات من مجهولين تطاول القياديين والعناصر في المجموعات المحلية، وقوات النظام السوري، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات.
قصف جوي في ريف درعا
إلى ذلك، أفاد "تجمع أحرار حوران"، بأن طائرة حربية قصفت موقعاً بين بلدتي اليادودة وعتمان في ريف درعا الغربي، من دون معرفة الهدف، مضيفاً نقلاً عن مصادره، أن طائرة حربية من نوع "سوخوي 24" تابعة للنظام نفذت عملية القصف، وأقلعت من مطار التيفور العسكري في ريف حمص.
ولم يعلن النظام عن تنفيذ عملية جوية في درعا، بينما لم تعلن أي جهة أخرى عن تنفيذ الضربة الجوية وطبيعة الهدف الذي طاولته العملية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "طائرة حربية يرجح أنها تابعة للنظام السوري، شنّت فجر اليوم ولأول مرة منذ نحو 5 سنوات، غارتين على مواقع في محيط بلدتي داعل واليادودة"، لافتاً إلى أن الطائرة الحربية أقلعت من البادية السورية، فيما لم يتبين بعد طبيعة المواقع المستهدفة وسبب الغارات الجوية.
وشهدت بلدة اليادودة أول من أمس مقتل المدعو همام ضرار الزعبي، وإصابة محمد منصور الزعبي بإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، وقال "تجمع أحرار حوران" إن القتيل يعمل ضمن مجموعة مسلحة متهمة بتنفيذ عمليات خطف وقطع للطرقات، وتجارة المخدرات لصالح مسؤولين في أمن النظام.
وكانت درعا ومحافظة السويداء قد شهدتا قصفاً جوياً في الثامن من مايو/أيار الماضي، حيث قصف طيران حربي مجهول منزل تاجر المخدرات مرعي رويشد الرمثان في قرية الشعاب شرقي السويداء، ما أدى إلى مقتله مع زوجته وأطفاله الستة، كما طاول القصف محطة التنقية القريبة من بلدة خراب الشحم في ريف درعا الغربي، ونقل "تجمع أحرار حوران" أن الطيران أردني، وقصف مصنع مخدرات.
قتلى بينهم مدنيون برصاص "قسد"
وفي الشمال السوري، قُتل وأُصيب عدد من الأشخاص، بينهم مدنيون يوم أمس الاثنين، إثر استهدافهم برصاص عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أثناء محاولتهم الدخول إلى منطقة "نبع السلام" بريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، في حديث لـ" العربي الجديد"، إن ثمانية أشخاص قُتلوا، يوم أمس الاثنين، وجرح عشرة أشخاص آخرين بينهم مدنيون، إثر محاولتهم الدخول من مناطق "قسد" إلى منطقة "نبع السلام" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، وذلك في منطقة التروازية بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية.
وأكد الناشط أن مجموعات "قسد" عملت على نقل جثث القتلى والجرحى إلى أحد المشافي العسكرية بريف محافظة الحسكة، مدعيةً أن جميع من قتلوا وأُصيبوا يعملون في تجارة المخدرات والمحروقات، فيما أشار العكيدي إلى أن من بين القتلى يافعاً يدعى رمضان بركات الأفيرم، ويبلغ من العمر 16 عاماً، وهو من أبناء قرية عجاجة جنوبي محافظة الحسكة، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة شبان مدنيين من أبناء قبيلة العكيدات، ينحدرون من بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي، وهم أحمد محمد الحسون، والشقيقان بلال وعثمان السلمان.
وبين العكيدي، أن هناك عددا كبيرا من الشبان المتواجدين في مناطق "قسد" دخل إلى منطقة "نبع السلام" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني" ومن ثم لجأ الجزء الأكبر منهم إلى تركيا، وقسم منهم إلى دول أوروبا، وذلك بسبب سياسة التجنيد الإجباري ضمن مناطق "قسد" بالإضافة إلى الانتهاكات المستمرة بحق الأهالي، لاسيما أن "قسد" اعتقلت منذ بداية العام الجاري عدداً لا بأس فيه من الشباب المدنيين بُحجة أنهم ينتمون إلى "داعش".
وكانت "قسد" قد اعتقلت، في 23 مايو/أيار الفائت، أربعة شبان أثناء محاولتهم العبور إلى منطقة نبع السلام عبر بلدة تل تمر بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرقي سورية، وقدم الشبان من لبنان عبر طرق التهريب خوفاً من قيام الجيش اللبناني باعتقالهم وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية لدى النظام السوري.
من جهة أخرى، قالت مصادر من أبناء محافظة الرقة لـ"العربي الجديد"، إن المهندس علي جهاد الشحاذة من أبناء عشيرة "الجعابات"، المنحدر من مدينة الرقة، قُتل يوم أمس الاثنين، إثر استهدافه برصاص عناصر "حرس الحدود التركي" (الجندرما) أثناء محاولته دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية، على الشريط الحدودي مع تركيا في منطقة تل أبيض ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام"، بريف محافظة الرقة الشمالي، شمال شرقي البلاد.
ويوم السبت الفائت، قتل شاب من أهالي قرية العزيزية في ريف منطقة رأس العين، شمال محافظة الحسكة، إثر استهدافه برصاص عناصر (الجندرما) أثناء محاولته دخول الأراضي التركية بطريقة غير شرعية.