استمع إلى الملخص
- **رفع الحصار في الحسكة**: استجابت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لوساطة روسية ورفعت الحصار عن المربعين الأمنيين في الحسكة والقامشلي، وتم الاتفاق على وقف هجمات المجموعات المدعومة من إيران.
- **تبادل الأسرى والوساطة الروسية**: تضمن الاتفاق بين "قسد" والنظام السوري صفقة تبادل أسرى، وشهد الاجتماع بين قائد "قسد" والقائد الروسي في سوريا دور الوساطة الروسية في تهدئة التوترات.
دوت عدة انفجارات في محيط حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، شرقي سورية، منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، ناجمة عن قصف صاروخي طاول القاعدة الأميركية داخل الحقل. وقال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات إيرانية متمركزة بريف دير الزور هاجمت بالقذائف معمل كونيكو الذي تتمركز بداخله القوات الأميركية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. في حين ردت القوات الأميركية بقصف مواقع تمركز المليشيات بريف دير الزور، وسط تحليق طائرتين حربيتين في أجواء المنطقة.
في السياق، نقلت "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهما إن القذائف التي أطلقت باتجاه قاعدة جوية أميركية في حقل كونيكو للغاز بمحافظة دير الزور لم تصب المنشأة. وفي وقت سابق، قال مصدر أمني لـ"رويترز" إن جماعات مسلحة مدعومة من إيران استهدفت القاعدة بست قذائف سقطت جميعها في محيط القاعدة الأميركية، مضيفا أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة رد على الهجوم بالمدفعية. وأوضح المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن القذائف لم تصب القاعدة ولم تقع إصابات. واستشهد المسؤول بتقارير أولية يمكن أن تتغير.
وفي أواخر يوليو/تموز الفائت، استهدفت مجموعات مدعومة من إيران برشقة صاروخية قاعدة كونيكو للغاز التابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بريف دير الزور الشمالي، تلاها رد أميركي على مواقع المليشيات الإيرانية التي انطلقت منها الصواريخ، شرقيّ سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات الإيرانية المتمركزة بريف دير الزور الشمالي الشرقي، شرق نهر الفرات، استهدفت برشقة صاروخية (سبعة صواريخ) قاعدة حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشمالي، شرقيّ سورية، مؤكداً أن بعض الصواريخ سقطت داخل القاعدة، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر الناجمة عن الاستهداف.
وأشار العكيدي إلى أن طائرات أميركية تابعة لقوات التحالف الدولي استهدفت، بعد منتصف ليل الجمعة، من خلال غارات جوية مواقع عسكرية للمليشيات الإيرانية في قريتي مراط وخشام، تزامن معها قصف صاروخي استهدف أيضاً كلاً من قرى الحسينية والصالحية ومراط وخشام، شمال شرقيّ محافظة دير الزور، في شرق البلاد، في ظل تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع الأميركية في أجواء المنطقة.
"قسد" ترفع الحصار عن مناطق النظام في الحسكة
من جانب آخر، رفعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الثلاثاء، الحصار عن المربعين الأمنيين في الحسكة والقامشلي استجابة لوساطة روسية، وذلك عقب انتهاء الاجتماع الذي جرى في مطار القامشلي بين الوفد الروسي و"قسد".
وقالت مصادر من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن "قسد" استجابت للمطالب الروسية برفع الحصار كبادرة حسن نية، بعدما قدمت وعودا بوقف هجمات المجموعات المحلية المدعومة من إيران وإبعاد "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام والمدعومة من إيران عن منطقة ريف دير الزور. كما تم إدخال صهاريج مياه إلى الأحياء المحاصرة بعد إزالة الحواجز وانسحاب القوات المحاصرة.
وذكر المرصد السوري أن الاتفاق نص أيضا على عقد صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، حيث اعتقلت مجموعات "الهفل" عدة عناصر في هجومها الأول، بينما اعتقلت "قسد" 20 عنصراً من القوات الحكومية، بينهم ضباط وعميد. وجاء هذا الاتفاق بعد لقاء جمع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الجنرال مظلوم عبدي، الثلاثاء، بقائد القوات الروسية في سورية الفريق سيرغي كيسيلف.
وبحسب مصادر من ريف محافظة الحسكة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن طائرتين مروحيتين روسيتين حلّقتا، الثلاثاء، فوق مطار القامشلي الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية لها، وتزامن ذلك مع دخول عدة عربات روسية إلى المطار، ما يُرجح أن الاجتماع الذي عُقد بين الطرفين تم داخل المطار.
وكان الصراع قد تجدد بين النظام وقوات قسد في ريف دير الزور الشرقي، الأربعاء الفائت، حينما شن مسلحون محليون تابعون للنظام والإيرانيين هجوماً واسع النطاق بالأسـلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية على نقاط عسكرية تابعة لـ"قسد" في بلدتي ذيبان والحوايج، شرقي دير الزور. واستدعى التوتر في ريف دير الزور توتراً آخر في محافظة الحسكة، أقصى الشمال الشرقي من سورية، حيث حاصرت "قسد" المربعين الأمنيين للنظام في الحسكة والقامشلي.