أفادت مصادر أمنية ومحلية في محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، بأنّ قصفاً مدفعياً إيرانياً استهدف، اليوم السبت، بلدة سيدكان شمالي المحافظة، وسط مطالبات بوضع حدّ لتلك الانتهاكات.
ونقلت وكالات أنباء محلية كردية، عن مدير ناحية سيدكان، إحسان جلبي، قوله إنّ "قصفاً مدفعياً إيرانياً استهدف، عصر اليوم السبت، منطقة بريزين وهورني التابعة لبلدة سيدكان (شمالي أربيل)"، مضيفاً أنّ "القصف لم يسفر عن خسائر بشرية".
ونقلت وكالة أنباء "روداو" المرتبطة بالحزب الديمقراطي الحاكم في إقليم كردستان، معلومات أكدت فيها أنّ قوات الحرس الثوري الإيراني، نشرت مدفعيتها على مرتفع قرب قرية بربزين في سيدكان، وتطلق القذائف من هناك.
من جهته، أكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، حسن السورشي، أنّ "القصف المدفعي استمرّ لنحو ساعة كاملة، وقد تسبّب بحرائق في مزارع بالبلدة"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "القصف الإيراني بات مثار رعب للأهالي في تلك المناطق، وهو خرق لسيادة البلاد".
وحمّل السورشي حكومة بغداد، مسؤولية "وضع حدّ لتلك الانتهاكات، التي لا يمكن استمرارها"، مضيفاً أنّ "الأهالي الذين كانوا ينعمون بالأمن في تلك المناطق، صاروا تحت تهديد القصف الإيراني"، داعياً إلى "تحرّك دبلوماسي من قبل وزارة الخارجية العراقية إزاء ذلك".
من جهتها، أعلنت القوات البرية الحرس الإيراني، في بيان، نشره التلفزيون الإيراني، أنّ "مقراً للإرهابيين المعادين لإيران في إقليم شمال العراق" كان هدفاً لهجمات ونيران مدفعية.
ودعا "الحرس الثوري" الإيراني، سكان إقليم كردستان العراق إلى عدم الاقتراب من مقرات ومراكز هذه المجموعات، والابتعاد عن أماكن استقرارهم، مضيفاً أنّ هذه الهجمات تهدف إلى ضمان الأمن الحدودي، وتأديب من وصفهم بأنهم "إرهابيون مجرمون معتدون"، فضلاً عن تأكيده أنّ "هذه الهجمات أيضاً ترمي إلى جعل سلطات الإقليم تتحمل مسؤولياتها تجاه المقررات الدولية والقانونية"، على حد تعبير البيان.
وفيما لم يعلن الحرس عن مكان تنفيذ الهجمات، ذكرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها انطلقت من منطقة أشنوية الكردية في محافظة أذربيجان الغربية، مستهدفة جبال سيدكان داخل أراضي إقليم كردستان العراق.
وشهدت مدينة أشنوية، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات عنيفة، خلفت قتلى، وفق أنباء غير رسمية، وراجت، الليلة الماضية، أنباء عن خروج المدينة عن السيطرة، لكن وكالة "نور نيوز" الإيرانية المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، نفت، اليوم السبت، صحة هذه الأنباء، مشيرة إلى أن الوضع في المدينة "هادئ منذ فجر اليوم"، وأنها "تحت السيطرة". وأضافت الوكالة أنّ المواجهات تركّزت على أطراف المدينة، ولم تغلق مداخلها، كما راجت أنباء بشأن ذلك.
وجاءت هذه الهجمات في وقت، تشهد فيه إيران احتجاجات منذ السبت الماضي، على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، المنحدرة من مدينة سقز، بمحافظة كردستان الإيرانية، وسط اتهامات رسمية للمعارضة الكردية المسلحة بالمشاركة في الاحتجاجات.
وكان نواب وسياسيون في إقليم كردستان قد قاموا أخيراً بحملة ضغط لدفع بغداد إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً من الهجمات الإيرانية، التي تتم تحت غطاء "استهداف أحزاب كردية إيرانية معارضة" تنشط داخل العراق.
وشنّ "الحرس الثوري" الإيراني، في مارس/ آذار الماضي، هجمات صاروخية على موقع بالقرب من القنصلية الأميركية في أربيل، معلناً تبنيه استهداف "المركز الاستراتيجي للمؤامرة والشر للصهاينة بصواريخ قوية ودقيقة"، كما قصفت المدفعية الإيرانية في مايو/أيار مناطق جومان وسيدكان، شمالي أربيل، أعقبه قصف مبنى ومزرعة بقرية بربزين (145 كيلومتراً شمالي أربيل)، بطائرتين إيرانيتين مسيرتين، دون أن تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.
وشكّل البرلمان العراقي على أثر القصف، الذي تبناه "الحرس الثوري"، لجنة لتقصي الحقائق؛ وفنّد تقرير اللجنة مزاعم طهران بوجود مقار إسرائيلية في الموقع المستهدف، مؤكداً عدم وجود أي دليل على ذلك، ومعتبراً الهجوم تجاوزاً على الأعراف الدولية.