قصفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الخميس، مناطق في ريف إدلب الجنوبي، وذلك عقب مواجهات ليلية مع فصائل المعارضة، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية المزيد من الغارات على مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية، وواصلت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) حملاتها لاعتقال شبان بهدف سوقهم للخدمة العسكرية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام قصفت فجر وصباح اليوم قرى وبلدات الفطيرة وكنصفرة وأطراف البارة وسفوهن وبينين وفليفل بريف إدلب الجنوبي، فيما ردت فصائل المعارضة بقصف مواقع لقوات النظام على جبهات التماس في جبل الزاوية جنوبي إدلب أيضاً.
وكانت فصائل المعارضة قد أحبطت محاولة تسلل جديدة لقوات النظام السوري على محاور منطقة سهل الغاب غربي حماة. وذكرت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن "جيش النصر"، وهو أحد مكونات "الجبهة الوطنية للتحرير"، تصدى لمحاولة تسلل مجموعة من قوات ومليشيات النظام، عقب اشتباكات بين الجانبين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وتصدت الفصائل لمحاولة تسلل أخرى لقوات النظام على محور القلعات بريف اللاذقية الشمالي، فيما أعلن فصيل "أنصار التوحيد" وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام جراء حملة قصف صاروخي ومدفعي شنها ضدها في قرية تل مرديخ شرق إدلب.
وأوضح الفصيل التابع لغرفة عمليات "الفتح المبين" أن القصف أدى إلى مقتل سبعة عناصر وجرح 15 من "الفرقة 2" وعناصر المليشيات، بالتزامن مع سقوط طائرة استطلاع رُجِّح أنها تتبع إما للنظام أو روسيا في محيط بلدة تلعادة في ريف إدلب الشمالي، إثر عطل فني أصاب محركها وهي تحلّق في أجواء المنطقة.
من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها الفصائل في إدلب بخرق اتفاق وقف النار 45 مرة خلال الساعات الماضية بالمناطق والقرى الآمنة بأرياف حماة وحلب واللاذقية وريف إدلب.
وذكرت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أن تلك الخروقات توزعت بواقع 23 في محافظة إدلب و15 في اللاذقية و5 في محافظة حماة واثنين في حلب.
وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، 10 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب عبر تركيا، لتوزيعها على النازحين والمحتاجين.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أن قافلة المساعدات وصلت من تركيا عبر معبر باب الهوى من الجانب السوري، مشيرة إلى أن المساعدات ستُوزَّع على المحتاجين من أبناء المدينة وريفها.
من جانب آخر، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن 4 طائرات حربية روسية تناوبت صباح اليوم الخميس على استهداف مناطق متفرقة من البادية السورية بغارات مكثفة. وأضاف أن الطائرات شنت نحو 25 غارة جوية على مناطق انتشار تنظيم "داعش" ضمن مثلث حلب - حماة - الرقة، وعند الحدود الإدارية بين الرقة ودير الزور في البادية، وسط معلومات عن خسائر بشرية.
وتحاول روسيا الحد من تحركات التنظيم ونشاطه الكبير عبر قصف جوي مكثف بعد فشلها في القضاء عليه من الأرض.
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد شنت أمس أيضاً غارات على البادية السورية استهدفت بشكل خاص كهوفاً يتحصن فيها عناصر التنظيم.
وفي شرق الفرات، شنت مليشيا "قسد" خلال اليومين الماضيين حملة اعتقالات واسعة في محافظتي الحسكة والرقة، طاولت عشرات الشباب بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها. ووثقت شبكات محلية اعتقال نحو 200 شاب في قرى وبلدات الرقة، وخاصة بمدينة الطبقة خلال تلك الحملات.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن توتراً جرى بين قوات "الآسايش" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الكردية والأهالي في حيّ النشوة الغربية بمدينة الحسكة، عقب اعتقالها ثلاثة شبان مطلوبين لخدمة التجنيد الإجباري.
وأضافت أن "الآسايش" أطلقت الرصاص في الهواء، وذلك بغية تفريق الأهالي، وسط استمرار التوتر في المدينة.
وكانت قوات الأمن التابعة لـ"قسد" قد اعتقلت مئات الشباب المطلوبين لخدمة التجنيد الإجباري في منبج والرقة خلال الأسبوع الحالي، وفق مصادر محلية متطابقة.