كشف وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد الخليفي، عن تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة لإطلاق سراح السجناء، وشدد على التزام الدوحة بـ"لعب دور وإيجاد أرضية مشتركة" في المحادثات الأميركية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني.
وقال الخليفي، في مقابلة مع "سي أن أن"، الجمعة، إنه كان هناك "صعود وهبوط" خلال المفاوضات غير المباشرة لإطلاق سراح السجناء الأميركيين من إيران، إلى جانب وجود "انعدام الثقة" بين إيران والولايات المتحدة، مشدداً على أن الأمر "لم يكن سهلاً، تطلب الأمر عدة رحلات وعدة تحركات من فندق إلى آخر. وهذا أيضاً لم يكن سهلاً. ولكن بكل سرور، مع الفريق الموجود لدينا في الدوحة، تمكّنا من التأكد من إيصال الرسالة بوضوح إلى الأطراف، وتقريبهم من التوصل إلى اتفاق. ومن دواعي سرورنا أننا تمكنا من القيام بذلك".
وشهدت صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الحالية حضور قطر كوسيط موثوق، حيث لعبت دوراً مهماً في هذا الملف الإنساني، فجهودها ساهمت في إبرام الصفقة، بعد أكثر من عامين من المفاوضات. واحتضنت الدوحة جولات تفاوضية عدة مهمة بين الوفود الإيرانية والأميركية، وخاصة بشأن الشق المالي للصفقة. وإلى جانب دولة قطر، لعبت سلطنة عمان أيضاً دور الوساطة بين الطرفين.
وأجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء الماضي، اتصالاً هاتفياً مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب خلاله بايدن عن شكره وتقديره العميق لوساطة قطر، منوّهاً بدورها الفاعل والبنّاء على الساحة الدولية.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في التفاوض على اتفاق بشأن الملف النووي بين الولايات المتحدة وإيران، قال الخليفي لـ"سي أن أن"، إن "قطر تؤمن بقوة - كجزء من سياستها الخارجية - بالمشاركة بنشاط في عملية صنع السلام في منطقتنا وعلى المستوى الدولي".
وذكر المسؤول القطري: "كجزء من ذلك، كلفتنا عدة دول بلعب دور في الوساطة بين إيران والعديد من الدول الأخرى، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي. أما فيما يتعلق بالمحادثات النووية، فقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يناقشها الطرفان. إنه ليس موضوعاً سهلاً، ولكننا لا نزال ملتزمين بلعب هذا الدور، ونحاول التأكد من أننا نجد أرضية مشتركة بدعم بالطبع من المنسق الأوروبي الذي يجري اختياره".
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد أعرب في 19 سبتمبر الماضي، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، عن أمله أن تؤدي صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وطهران إلى "خلق بيئة أفضل" للتوصل إلى اتفاق كامل بشأن القضية النووية، وأي قضية أخرى عالقة.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاتفاق يمكن أن يمثل تقارباً في العلاقات الأميركية الإيرانية، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حينها: "لا أستطيع أن أدّعي أن هذا سيؤدي إلى التوصل إلى اتفاق نووي، لكنه سيوفر بالتأكيد بيئة أفضل"، وأضاف: "ما حدث كان في الواقع لَبِنَة كبيرة لإعادة بناء الثقة بين البلدين".
فلسطين مهمة لقطر
وتطرق وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد الخليفي، في حواره مع "سي أن أن"، أيضاً إلى القضية الفلسطينية، حيث أشار إلى أنه "أحد المواضيع الأساسية بالنسبة لنا في الشرق الأوسط. موقفنا واضح للغاية عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، يحتاج الفلسطينيون إلى منحهم حقوقهم، حقوقهم في الحرية وحقوقهم في الأرض".
وشدد الخليفي: "أعتقد أن هذه المسائل تحتاج إلى حل بأي طريقة ممكنة، وفي أي نوع من الاتفاق الذي سيتم النظر فيه. ولذلك نحن نقول دائماً إن حل قطعة واحدة من اللغز سيساعدك على الفهم والانتقال إلى الحالات الأخرى أيضاً، لذا فإن قصة واحدة ناجحة داخل المنطقة من المرجح أن تؤثر بشكل إيجابي في الحالات الأخرى التي نجدها بالمنطقة".
الموقف من أوكرانيا
وبشأن موقف قطر فيما يخص الملف الأوكراني، قال: "كنا واضحين وشفافين للغاية منذ اليوم الأول في الأمور التي تتعلق بمواثيق الأمم المتحدة والقانون الدولي. لا يمكننا أن ندعم أي شيء يتعارض مع مسائل القانون الدولي. فالأمور التي تفضل العنف وتختار الأساليب التي لا تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لا يمكننا أن نؤيد ذلك".
وشدد الخليفي على أن موقف الدوحة "لا يعني أنه سيزيل الثقة بأن تلعب قطر دوراً أكبر في هذه الزاوية. بصراحة، لا أعتقد أن كونك واضحاً وشفافاً فيما يتعلق بموقفك السياسي بشأن قضية ما سيمنعك من لعب دور وساطة مهم جداً".