استمع إلى الملخص
- شهدت القمة حضور شخصيات بارزة مثل أردوغان والأسد، مع اعتذار الرئيس الإيراني عن الحضور، وتهدف لتوجيه رسالة للإدارة الأميركية المقبلة حول أهمية الحوار وخفض التصعيد.
- تبرز القمة كفرصة للسعودية لتأكيد دورها كشريك قوي، حيث علقت اتفاقاً أمنياً مع واشنطن، مؤكدة موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
تستضيف المملكة العربية السعودية أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية لبحث الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان التي ستنطلق أعمالها اليوم الاثنين، في اجتماع يُتوقع ألا يغيب عن أجوائه بحث العودة المرتقبة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض وآثاره على المنطقة. ويأتي هذا اللقاء بعد عام من قمة مشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي دان فيه المجتمعون همجية الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية عن موعد القمّة خلال الاجتماع الأول لتحالف دولي أنشئ بغرض الدفع قدماً بحل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتعقد القمّة بهدف "بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أمس الأحد.
وكانت منظمة التعاون الإسلامي قد عقدت مؤتمرها الخامس عشر في العاصمة الغامبية بانجول في مايو/أ يار الماضي، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة "بشكل دائم وغير مشروط"، ودعت إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر. كما أكد بيان القمة الختامي التصدي لجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد غزة والأراضي الفلسطينية عموماً بما فيها القدس، رافضاً مساعي تهجير الشعب الفلسطيني قسراً عبر القتل والحصار والتجويع والتدمير.
ويتوقع أن يكون طيف الولاية الثانية للجمهوري ترامب حاضراً على طاولة البحث، وفق ما قالت المتخصصة بشأن الخليج في مجموعة الأزمات الدولية آنا جايكوبس التي أوضحت أن "هذه القمة هي فرصة للزعماء الإقليميين ليظهروا للإدارة المقبلة لترامب ما يريدون أن يكون عليه شكل الانخراط الأميركي" في شؤون المنطقة، ورجحت أن تكون الرسالة "رسالة حوار وخفض للتصعيد ولفت الأنظار إلى الحملات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة".
واعتمد ترامب خلال ولايته الأولى، بين عامي 2017 و2021، سياسة مؤيدة لإسرائيل وقام حتى بخطوات لم يسبقه إليها أي من الرؤساء الأميركيين، مثل نقل سفارة واشنطن من تل أبيب الى القدس والاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري المحتل. كما دفع ترامب في اتجاه إبرام اتفاقات تطبيع بين إسرائيل من جهة، وكل من الامارات والبحرين والمغرب من جهة أخرى، كانت الأولى من نوعها منذ تسعينات القرن الماضي.
ورغم أن السعودية لم تنضم الى تلك الاتفاقات، لكن العلاقات بينها وبين إدارة ترامب كانت وثيقة، كما عزّز الثري الجمهوري صلاته التجارية مع المملكة بعد مغادرته البيت الأبيض. وبعد اندلاع الحرب في غزة، علّقت الرياض إبرام اتفاق أمني اقتصادي مع واشنطن يمهّد الطريق لتطبيع بين المملكة وإسرائيل، مشددة على أنها لن تعترف بالدولة العبرية من دون إقامة دولة فلسطينية. ورأى عمر كريم، المتخصص في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام البريطانية، أن الرياض تريد أن توجه خلال القمة رسالة إلى ترامب مفادها أنها ما زالت شريكاً قوياً وأنه يمكن لترامب "أن يعوّل على السعوديين بصفتهم ممثلين للعالم الإسلامي"، وأنه "اذا أردت تعزيز المصالح الأميركية في المنطقة، السعودية هي رهانك الرابح".
الأسد وصل إلى السعودية وبزشكيان اعتذر
وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة السعودية، الرياض، للمشاركة في القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية. وكان في استقبال الرئيس أردوغان، لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، الاثنين، أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.
كما وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض وذلك بهدف المشاركة في القمة. وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام إن "الرئيس بشار الأسد وصل إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض للمشاركة في القمة العربية والإسلامية غير العادية". وكان وزير الخارجية والمغتربين لدى حكومة النظام السوري، بسام صباغ، وصل يوم الجمعة الفائت إلى المملكة العربية السعودية وشارك، أمس الأحد، في الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية. وكان بشار الأسد شارك في القمة العربية الطارئة بالعاصمة السعودية الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
وهذه الزيارة الثالثة للأسد إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد زيارته الأولى في 18 مايو/ أيار العام الفائت 2023، للمشاركة في القمة العربية الثانية والثلاثين على مستوى الزعماء، والتي عقدت في 19 من مايو الماضي في مدينة جدة السعودية، لاسيما أن مشاركة الأسد حينها كانت هي الأولى منذ تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية بسبب القمع الذي مارسه نظامه ضد الثورة في أواخر عام 2011.
ومن المرتقب أن يشارك في القمة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بحسب ما أعلنت الخارجية الباكستانية الأسبوع الماضي مشيرة إلى أنه ينوي الدعوة إلى "إنهاء فوري للإبادة الجماعية في غزة" و"الوقف الفوري للتهوّر الإسرائيلي في المنطقة".
واعتذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن المشاركة في القمّة بسبب "مسائل تنفيذية" ملحّة، وفق بيان حكومي، أمس الأحد. وأكّد أن النائب الأول للرئيس محمد رضا عارف سيحضر القمّة نيابة عنه، معرباً عن ثقته في أن الاجتماع من شأنه أن "يأتي بنتائج فعّالة وملموسة لإنهاء جرائم النظام الصهيوني والحرب وحمام الدمّ في غزة ولبنان".
(فرانس برس، العربي الجديد)